أفادت اذاعة فرنسا الدولية في فرنسا بأن الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني لم يتوصلا الى اتفاق في موضوع انتخاب رئيس الاقليم الكردي وخصوصاً في موضوع فترة الرئاسة. وكان الحزبان قد اتفقا مسبقاً على ترشيح الطالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني لرئاسة الجمهورية العراقية ومسعود البرزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني لرئاسة منطقة الحكم الذاتي الكردي. وعقب اليمين الذي اداه النواب الجدد كان من المترقب ان يتم انتخاب عضو الاتحاد الوطني عدنان مفتي رئيساً، وعضو الوطني الديموقراطي كمال كركوكي نائباً للرئيس وكذلك تعيين نيجيرفان البرزاني ابن اخ مسعود البرزاني ليتولى مهام تشكيل الحكومة الجديدة التي ستوحد الادارتين الكرديتين بادارة الاتحاد والديموقراطي الكردستانيين. وبينما يرد في خبر اذاعة فرنسا الدولية بأن مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني قد عدلوا عن الاتفاقية، تم التأكيد ان الحزب الديموقراطي الكردستاني يطالب بانتخاب رئيس الاقليم الكردي من جانب الشعب الكردي ولمدة اربع سنوات مع امكان تجديد مهماته لمرتين. وجاء في الخبر ان الاتحاد الوطني سيطالب بانتخاب رئيس الاقليم الكردي من جانب البرلمان ولمدة 8 سنوات للمرة الاولى وكمرحلة انتقالية، وانه لن يقبل بتوحيد الوزارات الحساسة من امثال المالية والداخلية والبشمركة والعدل حالاً. وصرح سعدي احمد بيره ممثل أربيل للاتحاد الوطني الكردستاني لوكالة الانباء الفرنسية"انهم تركوا امام امر واقع من الحزب الديموقراطي الكردستاني قبيل عقد البرلمان بأيام عدة. وبينما يرغب جلال الطالباني بتعيين كوسرت رسول لمنصب نائب رئيس وزراء حكومة كردستان، ويطالب باستقلالية المؤسسة التي ستعمل في الشؤون المالية، تفيد الانباء بأن الحزب الديموقراطي الكردستاني يصر على ضرورة ارتباط المؤسسة المالية برئيس المنطقة الذاتية. وبحسب صحيفة ايلاف الصادرة باللغة العربية انه في حال عدم تلبية طلباته فان البرزاني سيتخذ موقفاً ازاء الحكومة الجديدة واذا اقتضت الحاجة سيسحب الوزراء الاربعة من حكومة الجعفري. ومن جانب آخر تفيد الانباء الواردة انه وعقب انتخاب جلال الطالباني للرئاسة، فان تعليق صور الطالباني في دوائر الدولة بشمال العراق يتسبب الى عدم ارتياح لدى منتسبي الحزب الديموقراطي الكردستاني ويؤدي الى ظهور توتر جديد بين الحزبين. ويشير الديموقراطيون الى ان شمال العراق يمتلك ادارة تختلف عن الادارة في العراق مطالبين بتعليق صور البرزاني الى جانب الطالباني في الدوائر الرسمية. ويُدّعى ان المشكلات المعاشة في الفترة الاخيرة بين الحزبين الاتحاد الوطني والديموقراطي الكردستانيين قد تثاقلت مع الازمة الداخلية التي يعيشها الاتحاد الوطني الكردستاني. وان جدول الاعمال يتضمن صعوبة تقبل بعض الشخصيات البارزة من امثال نور شيروانه وكوسرت رسول في الحزب للاتفاقية المبرمة بين الطالباني والبرزاني وكذلك اتهام الطالباني باستغلال مصالح الحزب من اجل الوصول الى رئاسة العراق. وبحسب الخبراء انه وبينما يلعب الاتحاد الوطني الكردستاني ورقة اعادة بناء العراق الجديد مع شركائه العرب، يفكر الديموقراطي الكردستاني بالحل الانفصالي والاستقلال الفعلي في عراق كونفيديرالي يواجه خطر الفوضى. ويقوم الشعب الكردي الذي يبدي رد فعله ازاء عدم اتفاق ادارييهم في ما بينهم في مثل هذه الفترة المهمة، بمحاكمتهم محاكمة شديدة. ويفيد احد الاكراد المثقفين من الذين لم يتمكنوا عدم اظهار خيبة أملهم قائلاً:"اذا استمرت الحالة هذه، فإن مسؤولينا سيختتمون حياتهم في حفرة مثل صدام. ولن يحرك احد ساكنه من اجل انقاذهم". العراق - مصطفى محمود