كشفت لقاءات الرئيس جلال طالباني مع قادة القوى السياسية في السليمانية عمق الخلافات الكردية – الكردية بين حزبه «الاتحاد الوطني» وحليفه «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني الذي انطلق في جولة أوروبية قبل وصول الرئيس إلى العراق. وأثار اللقاء الذي جمع طالباني بالمنشق عن حزبه زعيم حركة «التغيير» المعارضة نوشيروان مصطفى تساؤلات في أوساط «الديموقراطي»، في ظل الدعوة القائمة على ضرورة إعادة صوغ مشروع دستور الإقليم وجعل نظام الحكم برلمانياً، بغية إنهاء «التداخل» بين صلاحيات الرئيس والبرلمان. ووصف «الاتحاد» الاجتماع بأنه «خطوة مهمة»، مؤكداً في الوقت ذاته «التزام طالباني الاتفاق الاستراتيجي مع الحزب الديموقراطي باعتباره أساساً وضماناً للتجربة الديموقراطية»، وأشار إلى أن «الاتحاد» و «التغيير اتفقا على مراعاة مبدأ التوافق في بحث المبادئ المتعلقة بتعديل الدستور والقضايا التي لها أبعاد وطنية مع الحزب الديموقراطي وإرسالها إلى البرلمان». وأعلن «الاتحاد» تأجيل زيارة طالباني لأربيل لارتباطه بلقاء مع «الحزب الإسلامي العراقي»، على أن يتوجه مطلع الأسبوع المقبل إلى بغداد. إلى ذلك، دعا رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني خلال زيارته أحد مراكز تنظيمات «الاتحاد» في محافظة دهوك الحزبين الرئيسين إلى «عدم التدخل في شؤون الحكومة»، داعياً إياهما إلى «مد جسور التواصل بين المواطنين». ونفى الناطق باسم «الديموقراطي» جعفر إبراهيم في بيان «صدور أوامر إلى نائب رئيس الإقليم كوسرت رسول علي تدعوه إلى عدم استخدام صلاحيات الرئيس (بارزاني) أثناء جولته الأوروبية»، مبيناً أن «نشر مثل هذه الأكاذيب يهدف إلى التخريب وتسميم الأجواء». وكانت أوساط في «الديموقراطي» وجهت انتقادات إلى الرجل الثاني في حزب طالباني كوسرت رسول الذي يتولى منصب نائب رئيس الإقليم على خلفية مشاركته في مراسم استقبال رئيس الوزراء نوري المالكي الأسبوع الماضي، فيما اتهم موقع «الاتحاد» الإلكتروني وسائل إعلام مقربة من «الديموقراطي» ب «تضليل الرأي العام»، عقب نشرها خبراً مفاده أن «بارزاني رفض طلباً من الرئيس الأميركي بعد سبعة شهور من الانتخابات التشريعية العراقية بمطالبة طالباني بالتخلي عن منصب رئاسة الجمهورية وتعيين زعيم القائمة العراقية إياد علاوي بدلاً منه».