بعثت تصريحات جديدة أطلقها الجنرال الاسرائيلي موشيه يعالون في يومه الأخير على كرسي رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي استهجاناً واسعاً في اوساط الاعلاميين، فيما التزم أركان الدولة العبرية الصمت تجاهها ربما بانتظار قراءتها كاملة في صحيفة"هآرتس"اليوم. وتساءل أحد مقدمي البرامج الاخبارية في اذاعة الجيش الصحافي المخضرم وازي بركائي، كيف يمكن تفسير التناقضات في تصريحات يعالون لصحيفة"هآرتس"وأقواله لصحيفة"الشرق الاوسط"قبل يومين، وقال:"من يقرأ ما قاله يعالون ل"هآرتس"يحسب انه يقرأ تصريحات لعضو في حركة"هتحياه"اليمينية المتطرفة، بعدما بدا حمائمياً كأنه من حزب"ميرتس"اليساري في تصريحاته ل"الشرق الاوسط". ورأى مراقبون في التشدد الذي أبداه يعالون في حديثه ل"هآرتس"نشر جزئياً أمس صفعة لرئيس الحكومة ارييل شارون وربما انتقاماً منه لتأييده وزير الدفاع شاؤول موفاز بقراره عدم تمديد ولاية يعالون لسنة أخرى. ووصف معلقون بارزون أقوال يعالون ب"نبوءات غضب"اذ تضمنت سيناريو سوداوياً لمستقبل العلاقات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. وتوقع يعالون اندلاع"موجة جديدة من العنف الفلسطيني"بعد تنفيذ اسرائيل خطة فك الارتباط عن قطاع غزة وأجزاء من شمال الضفة الغربية في حال لم تلتزم اسرائيل خطوات اخرى بعد الانسحاب المزمع، وقال ان"حرب الارهاب الثانية"ستشمل هجمات مسلحة على وسط اسرائيل"في حال لم تمنح اسرائيل الفلسطينيين مزيداً من المناطق، وسيكون وضع مدينتي كفار سابا وتل ابيب والقدس ايضاً مثل وضع بلدة سديروت في الجنوب"أي ستتعرض الى قصف صاروخي فلسطيني. وهاجم يعالون"خطة فك الارتباط"، وقال انها لا تخلق وضعاً مستقراً وان ثمة احتمالا بعودة الجيش الاسرائيلي الى القطاع بعد تنفيذ الانسحاب. مضيفاً ان الجيش مستعد للتوغل في خان يونس تزامناً مع الانسحاب من مستوطنات القطاع. وزاد انه لا يمكن القول بعد، أن الانفصال حقيقة ناجزة. ورأى يعالون ان اقامة دولة فلسطينية بغض النظر عن حدودها ستقود في مرحلة ما الى حرب قد تشكل خطراً على اسرائيل. وقال ان"فكرة اقامة هذه الدولة وتحقيق الاستقرار حتى العام 2008 لا صلة لهما بالواقع وخطيرة لأن دولة كهذه ستتآمر على اسرائيل. وزاد ان معادلة"دولتين لشعبين"لن تجلب الاستقرار وهي حل ليس ذا صلة"والعالم الغربي الذي يروج لهذا الحل لا يدرك حجم الفجوة والمشكلة بين الشعبين. انه ونحن ايضاً نكنس ذلك تحت البساط". ووصف الجنرال الاوضاع في اراضي السلطة الفلسطينية بأنها مريحة للفلسطينيين"لاقامة واقع عصاباتي وليس واقعاً سياسياً"، معتبراً سماح السلطة ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية"لعبة عصابات"بعيدة عن الديموقراطية و"اذا واصلت حركة فتح السلوك مثلما تفعل اليوم فستسيطر حماس على قطاع غزة". وبرأي يعالون فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن لم يتنازل، كما يستدل من تصريحاته، عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين و"أنا لا أتحدث عن حق العودة بشكل رمزي انما لم يتنازل عن الحق كمطلب للتنفيذ، أي ان يعود اللاجئون الى قراهم... بمعنى ان لا تكون هناك دولة يهودية". وعندما سئل عما اذا كانت تساوره مخاوف بشأن وجود اسرائيل، قال ان مردها"مزيج من الارهاب والديموغرافيا يضاف اليه تساؤلات داخل المجتمع الاسرائيلي حول صدقية طريقنا، وهي تساؤلات تشكل وصفة كي لا تكون دولة يهودية هنا". وعاود يعالون، في الاحتفال لمناسبة اعتزاله منصبه وتسلم الجنرال دان حالوتس رئاسة اركان الجيش، الحديث عن"حسم الوعي الفلسطيني"لجهة ادراك الفلسطينيين"ان لا جدوى من الارهاب". وقال ان"هذا الادراك، اضافة الى قدرة الشعب الاسرائيلي على الصمود، لهما أهمية حاسمة بالنسبة الى مستقبل الدولة"، معتبراً الانتفاضة الثانية"واحدة من أقسى الحروب التي خاضها الجيش منذ اقامة اسرائيل". ورداً على سؤال للاذاعة الاسرائيلية عن التناقض في تصريحاته"المتفائلة"قبل يومين ل"الشرق الاوسط" وتلك"السوداوية"أمس، قال يعالون انه لم يقل ما يمكن تفسيره بأنه يدعم انسحاب اسرائيلي من الجولان، انما قال ان الجيش قادر على الحفاظ على حدود الدولة"سواء كان يرابط في الجولان أو داخل حدود العام 1967"، مضيفاً ان أقواله ل"هآرتس"هي بمثابة توقعات ليس اكثر. تظاهرة ضد حالوتس الى ذلك، استقبل ناشطون اسرائيليون يساريون تسلم قائد سلاح الجو السابق دان حالوتس منصب قائد الجيش بتظاهرة قبالة مكتب رئيس الحكومة، حيث جرت مراسم التسليم والتسلم ورفعوا شعارات نددت بتعيينه على خلفية سجله الدموي وقوله انه نام قرير العين بعدما اغتال الجيش القائد العسكري في حركة"حماس"صلاح شحادة في قصف صاروخي استهدفه وقتل معه 15 فلسطينياً من المدنيين. وجاء في احد الشعارات:"نقف إجلالاً لقائد اجنحته الملطخة بالدم"و"تعيين حالوتس عار على جبين اسرائيل". وأمس طُيبت جدران في تل ابيب بشعارات نددت بالمسؤول العسكري الاول في اسرائيل.