أثار تعيين وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الميجر جنرال دان حالوتس المولود في تل ابيب لأبوين من اصل ايراني رئيساً لهيئة أركان الجيش الاسرائيلي سجالاً عاصفاً في الحلبة السياسية ليس مستبعداً ان يستمر في أروقة المحكمة العليا في حال تقدمت حركات سلام الى التماس بإلغاء التعيين على خلفية السجل الدموي لحالوتس"وخشية ان يفقد الجيش قيمه الاخلاقية في عهد حالوتس". وفي مقابل ترحيب أقطاب اليمين بالجنرال الجديد المعروف بمواقفه السياسية المتشددة، وصاحب المقولة"ان المستوطنات في قطاع غزة والضفة الغربية مثلها مثل البلدات الاسرائيلية داخل الخط الأخضر"، شن أقطاب اليسار الصهيوني هجوماً على"الصقر حالوتس"محذرين من مغبة قيادته الدولة العبرية الى مغامرات حربية جديدة والتمهيد لضرب ايران. وقال النائب ران كوهين ان تعيين حالوتس جاء لكونه قريباً من رئيس الحكومة ارييل شارون ونجله عومري"ما يشير الى المستوى المتدني الذي وصلنا اليه"، فيما تمنى يوسي بيلين ياحد على الجنرال الجديد ان يعيد الجيش الى"قيمه الاخلاقية التي تدهورت في سني الانتفاضة". وقالت رئيسة كتلة"ياحد"البرلمانية زهافا غالؤون انه ليس من اللائق ان يتزعم الجيش"شخص ينام جيداً في الليل بعد ان أسقط قنبلة على مدنيين واطفال أبرياء". وزادت زعيمة حركة"ميرتس"سابقاً شولميت ألوني ان اختيار حالوتس يؤشر الى مخططات موفاز لضرب ايران بعد تلقي الضوء الأخضر من واشنطن. واضافت بتهكم ان يدي حالوتس ليستا ملطختين بالدم"لأن القنابل تنزل من السماء". وصفت حركة"يوجد حد"المناهضة للاحتلال، حالوتس"مجرم حرب"، وقالت في بيان أصدرته إن تعيين من يتباهى بقتل فلسطينيين ابرياء حالوتس يعكس عمق القمع والوحشية داخل اسرائيل في السنوات الأربع الماضية فضلاً عن أنه يتعارض والحديث عن فتح صفحة جديدة وتجديد عملية السلام. ورأى مراقبون أن رئيس الحكومة ارييل شارون فرض على موفاز تعيين حالوتس لقاء موافقته شارون على قرار وزير الدفاع عدم تمديد ولاية رئيس أركان الجيش الحالي الجنرال موشيه يعالون، ما عنى اطاحته و"كان هذا تعييناً متوقعاً. إنه تعيين سياسي". وكتب المعلق العسكري في صحيفة"يديعوت أحرونوت"اليكس فيشمان أن ثمة مجازفة في تعيين حالوتس لأن الحديث يدور عن شخص ذي رؤية وتفكير غير تقليديين"انه ثوري لن يتردد في زعزعة أركان اذا رأى ضرورة لذلك". مستبعداً أن يؤثر افتقاره الى الخبرة في قيادة القوات البرية سلباً على أداء مهماته. ورأى معلقون آخرون أن حالوتس يأتي الى قيادة الأركان مع فلسفة جديدة وانفتاح وهو الذي يؤمن بحاجة اسرائيل الى جيش قوي"قادر على مواجهة التحديات وعلى رأسها الارهاب"، فضلاً عن"التهديد النووي الايراني". كما يدعو الى احداث تغييرات جدية في مبنى القوات العسكرية تشمل تقليص حجم القوات المدرعة واعتماد"سلاح الجو، قوى أساسية ضاربة". وينسب الى حالوتس قوله إن ثمة هرمية لديه حول قيمة الانسان وان المواطن الاسرائيلي على رأس الهرم ثم الجندي يليه المدني الفلسطيني وفي أسفل الهرم"المخرب الفلسطيني". وهو بذلك ينضم الى رئيس جهاز الاستخبارات العامة الجديد يوفال دبيسكين واضع سياسة"الاغتيالات المحددة"ليلتقيا معاً في تنفيذ سياسة متطرفة تجاه الفلسطينيين.