اتهم رئيس اركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بإحباط اتفاق توصل اليه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن والعقيد محمد دحلان مع "حركة المقاومة الاسلامية" حماس لوقف الهجمات المسلحة ضد اسرائيل "ليثبت للفلسطينيين انه ما زال الآمر الناهي في السلطة الفلسطينية". ونفى يعالون ما نسبته اليه صحيفة "هآرتس" امس من اقوال جاء فيها ان السواد الاعظم من الاسرائيليين باتوا يدركون انه "في نهاية المطاف سيتم اخلاء غالبية المستوطنات" في المناطق المحتلة عام 1967. وادعى يعالون ان الصحيفة حرّفت اقواله التي ادلى بها في محاضرة القاها في معهد واشنطن لدراسات الشرق الاوسط الاسبوع الماضي، وان ما قاله حقاً تطرق الى ان الفلسطينيين ادركوا خلال المفاوضات السلمية قبل عامين ان اسرائيل ستخلي غالبية المستوطنات. كما نفى ان يكون دعا الى طرد الرئيس الفلسطيني وقال ان موقفه يتلخص في انه طالما بقي عرفات على رأس السلطة الفلسطينية "فسيكون من الصعب التوصل الى وقف الارهاب". وكتبت صحيفة "هآرتس" ان يعالون لم يتردد في توجيه انتقادات للادارة الاميركية على "عدم جديتها" في التخلص من الرئيس الفلسطيني، وان الضغوط التي مارستها على تل ابيب لرفع الحصار العسكري الأخير على مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله عززت مكانة الرئيس الفلسطيني وحالت دون نشوء قيادة فلسطينية بديلة، فضلاً عن انها تسببت في ابطاء وتيرة الاصلاحات الامنية في السلطة الفلسطينية. وتابعت الصحيفة ان يعالون رأى في طرد الرئيس الفلسطيني او اطاحته شرطاً للتقدم في المسار التفاوضي وانه تحدث عن ضرورة "قتله برقّة" للتمكن من قيام قيادة بديلة. ووصف يعالون محادثات "ابو مازن" ودحلان مع قادة "حماس" ب"انقلاب ابيض" نجح الرئيس الفلسطيني في احباطه، وقال ان "ابو مازن" كان يسعى ليصبح رئيس حكومة فلسطين ويكون "الرجل الاقوى" في السلطة الفلسطينية. وبحسب الجنرال فإن المفاوضين باسم "حماس" وافقوا على وقف النار لكن قيادة الحركة في دمشق عارضت ذلك. وزاد ان المفاوضين لم يطرحوا مطلب انسحاب اسرائيل الى حدود حزيران يونيو 1967 ولا حتى انسحاب الجيش الى مواقعه عشية بدء الانتفاضة "انما تقدموا بطلب واحد فقط، وقف الاغتيالات الاسرائيلية للكوادر الفلسطينية". وتطرق يعالون الى سورية مطالباً الولاياتالمتحدة بإرغامها بعد انتهاء الحرب على العراق، على تحديد موقعها من "الحرب العالمية على الارهاب" وقال ان سورية كبحت جماح حزب الله في نيسان ابريل الماضي ابان عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية ليس استجابة للضغوط الاميركية التي مارسها وزير الخارجية الاميركي كولن باول انما "لتخوفها من الدخول في مواجهة عسكرية مع الجيش الاسرائيلي وبعدما رأت اننا استدعينا جيش الاحتياط". من جهته قال الرئيس السابق لجهاز الامن العام شاباك يعقوب بيري ان الامن للاسرائيليين لن يتحقق من دون العودة الى المسار التفاوضي "ولن يحمينا السور الواقي وحده". وزاد ان الاوضاع الاقتصادية المأزومة لن تتحسن قبل اقامة دولة فلسطينية وانجاز اتفاق سلمي. موفاز يهاجم عرفات وابلغ وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤل موفاز لجنة الخارجية والامن البرلمانية امس ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية احبطت في الآونة الاخيرة محاولات قام بها ناشطون في تنظيم "القاعدة" استهدفت اهدافاً اسرائيلية مضيفاً ان التنظيم يواصل محاولاته تجنيد فلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة للعمل لمصلحته. واتهم موفاز الرئيس الفلسطيني بعرقلة كل محاولة لإدخال اصلاحات على السلطة الفلسطينية ومواصلته "تمويل عمليات ارهابية" ضد اسرائيل، مضيفاً انه لو قامت اسرائيل بطرد عرفات من وطنه قبل عام او اكثر "لكان الواقع اليوم مغايراً تماماً". وزاد ان صنّاع القرار والمسؤولين العسكريين يدرسون اليوم امكان ايجاد واقع آخر في المناطق الفلسطينية "ليس فقط بالمفاهيم العسكرية" ملمحاً الى ان الواقع الجديد يقوم على عودة طرفي النزاع الى طاولة المفاوضات. انذار امني الى ذلك، ما زالت اجواء الذعر تخيم على الاسرائيليين على خلفية اعلان الاجهزة الامنية توافر اكثر من 50 انذاراً باحتمال وقوع عمليات استشهادية ما اضطر الشرطة الى اعلان حال تأهب واستنفار واغلاق عدد من المحاور الرئيسية على امتداد الخط الاخضر. واوردت صحيفة "يديعوت احرونوت" في عنوانها الرئيسي ان اجهزة الامن تخشى تعرض مروحيات عسكرية تقل مسؤولين كباراً في تخوم الدولة العبرية الى قصف بصواريخ كتف، وكشفت ان المطارات الداخلية ليست على درجة عالية من الحماية وان بالامكان اختراقها بسهولة.