كان أمس يوم المفاجآت في طهران: اقبال كثيف فاق التوقعات على صناديق الاقتراع، وتقدم للمرشح المحافظ محمود أحمدي نجاد بعدما أفيد أن المتطوعين"الباسيج"وعناصر الجيش وحرس الثورة تلقوا تعليمات صارمة بالتصويت بكثافة لمصلحته، وثقة اصلاحية بتأهل مصطفى معين الى الدورة الثانية"اذا لم يفز من الدورة الأولى". راجع ص وك"عادة الايرانيين في تكذيب الاستطلاعات"، وفقاً لتوقع الرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي لدى ادلائه بصوته لمصلحة معين بحسب معلومات موثوق بها تلقتها"الحياة"، اصطف المقترعون منذ ساعات الصباح الاولى أمام مراكز الانتخاب لاختيار رئيس من بين سبعة مرشحين. وفي ما بدا مناقضاً لكل التوقعات التي سادت في الأسابيع القليلة الماضية عن ضعف المشاركة وعدم تجاوزها نسبة 45 في المئة من عدد الناخبين البالغ 47 مليوناً، أعلن الناطق باسم الداخلية الايرانية علي خانجاني ان معدل نسبة المشاركة في كل ايران بلغ 55 في المئة، متوقعاً ارتفاعه بعد تمديد مهلة التصويت الى التاسعة ثم الى العاشرة ليلاً ثم الى الحادية عشرة وكان مقرراً أن تنتهي في السابعة مساء، خصوصاً في طهران حيث كانت طوابير الناخبين تصطف حتى ليل أمس أمام مراكز الاقتراع. وقالت مصادر ان النسبة قد تتجاوز ال60 في المئة. وزادت هذه النسب من ارباك التوقعات، الا أن احتمال اجراء دورة ثانية لعدم حصول أي من الناخبين على نسبة 50 في المئة من الأصوات بقي قائماً بقوة. وكان أركان النظام والمرشحين وأئمة الجمعة حضوا الايرانيين على المشاركة بكثافة في التصويت. وقال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بعد ادلائه بصوته في مقره ان اقتراع الايرانيين لن يكون دعماً للمرشح الذي يعطونه أصواتهم فقط بل للنظام الاسلامي في ايران. فيما أعلن رفسنجاني لدى ادلائه بصوته في حسينية جمران شمال طهران ان"بعض الاستطلاعات تشير الى احتمال فوز الرئيس من الدورة الأولى". ولم يستبعد معين الذي يحل ثانياً في التوقعات حسم الامور من الدورة الاولى اذا وصلت نسبة المشاركة الى 70 في المئة, فيما توقع محمد رضا خاتمي رئيس"جبهة المشاركة"الاصلاحية ان يكون معين بين المرشحين اللذين سيتنافسان في الدورة الثانية"اذا لم يفز بالمرحلة الأولى". لكن مصادر في معسكر معين تحدثت اليها"الحياة"رجحت صعوده الى الدورة الثانية في مواجهة رفسنجاني، مما يفتح الباب واسعاً أمام امكان تحقيق الاصلاحيين مفاجأة غير متوقعة. وكان التطور اللافت أمس ارتفاع حظوظ المرشح المحافظ محمود أحمدي نجاد رئيس بلدية طهران المقرب من المرشد، بعدما أفيد أن المحافظين رموا بثقلهم وراءه اثر اجتماعات عقدت ليل الخميس - الجمعة لأئمة المساجد، بعدما كان محمد باقر قاليباف يتقدم المرشحين المحافظين. ويعد أحمدي نجاد أكثر المرشحين المحافظين تشدداً، وهو ضابط سابق في الحرس الثوري ويتمتع بشعبية بين الفقراء. وأشارت مصادر الى ان الانباء التي سرت عن تقدم أحمدي نجاد دفعت بكثيرين ممن قرروا المقاطعة للنزول الى صناديق الاقتراع، كما قال ناخبون تحدثت اليهم"الحياة"ان الانتقادات التي وجهها الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس للديموقراطية الايرانية دفعتهم الى التراجع عن المقاطعة، مؤكدين أنهم سيدلون بأوراق بيضاء. ويعلق النظام الاسلامي أهمية قصوى على رفع نسبة المشاركة في الانتخابات للرد على تشكيك الغرب في شرعيته وفي اتساع قاعدته الشعبية.