طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب، «برس تي في»، «إرنا»، وكالة «فارس» – توقعت حملة المرشحين الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد وخصمه الإصلاحي مير حسين موسوي، فوزهما من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس. وتحدث وزير الداخلية الإيراني صادق محصولي عن «نسبة تصويت تُعتبر سابقة ستُسجَّل في التاريخ الانتخابي للبلاد»، متوقعاً ان تبلغ 70 في المئة. وأعلن محصولي تمديد الاقتراع ساعتين، من السادسة الى الثامنة مساءً، بسبب كثافة الإقبال. وكان رئيس اللجنة الانتخابية في وزارة الداخلية كمران دانشجو أشار الى إمكان تمديد الاقتراع حتى منتصف الليل بحسب إقبال الناخبين، بعدما فُتحت مراكز التصويت عند الساعة الثامنة صباحاً. وتُعتبر نسبة المشاركة عاملاً أساسياً قد يسمح لموسوي بنقل المعركة مع نجاد الى دورة ثانية، وحتى تحقيق الفوز من الدورة الأولى. وكان الناخبون الإصلاحيون ابتعدوا عن الانتخابات، عندما فاجأ نجاد البلاد بفوزه بالرئاسة عام 2005، متغلباً على الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، في اقتراع شارك فيه حوالى 60 في المئة من الناخبين. وتوقع دانشجو إعلان النتائج الرسمية بعد 24 ساعة من اقفال صناديق الاقتراع. وفي حال عدم حصول اي مرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، تُجرى دورة ثانية في 19 الشهر الجاري. ووقف الناخبون في طوابير انتظار طويلة تشكّلت منذ الفجر، أمام مراكز الاقتراع. وقالت سعدة مير-ابراهيمي وهي مصففة شعر صوتت لنجاد عام 2005، انها «صوتت لموسوي. زوجي فقد عمله ولا يمكننا العيش مع ثلاثة أبناء بدخل يصل بالكاد الى مليوني ريال (200 دولار) في الشهر». في المقابل، قالت روجيه انها صوتت لنجاد الذي «يجب ان نمهله أربع سنوات إضافية حتى ينهي ما بدأه». كما اعتبر حسن عبادي ان «الذين يدعمون موسوي خونة». وبعد ساعات على بدء الاقتراع، قال صادق خرازي وهو حليف لموسوي، ان عمليات المسح التي أجراها الإصلاحيون أظهرت ان رئيس الوزراء السابق «سيحصل على نسبة تتراوح بين 58 و60 في المئة من الأصوات»، ما يعني فوزه من الدورة الأولى. لكن علي أصغر زارعي ممثل نجاد في هيئة مشرفة على الانتخابات، قال إن الرئيس الإيراني «متقدم بنسبة 60 في المئة من الأصوات، ونحن متأكدون من أن الانتخابات ستنتهي في الدورة الأولى لمصلحته». وأدلى مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي بصوته في صندوق متنقل في حسينية الإمام الخميني في طهران، داعياً الإيرانيين «الى إحباط محاولات الحاقدين لإثارة التوتر في البلاد»، كما حضهم على «انتخاب الأفضل بحسب تقديرهم ومعرفتهم». ورداً على سؤال حول «الإشاعات» التي سرت عبر الرسائل النصية القصيرة، في شأن إصداره رسائل تتناول الانتخابات، أجاب خامنئي: «على الشعب عدم الاهتمام بتلك الإشاعات التي أثارها المغرضون». وأكد ان التصريحات التي نُسبت إليه من خلال الرسائل النصية القصيرة، هي «محض أكاذيب». كما أدلى نجاد بصوته جنوب شرقي العاصمة حيث انتظر 40 دقيقة في صف انتظار طويل قبل ان يقترع، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا). وقال بعد التصويت ان «قرار الشعب الواضح والحازم والثوري، سيمنحه مستقبلاً باهراً وتقدمياً». أما موسوي الذي أدلى بصوته مع زوجته زهرة رهنورد في مسجد جنوبطهران، فاعتبر ان «الإقبال الواسع يعكس الوحدة الوطنية في إيران». ودعا المرشح الإصلاحي «المسؤولين الى السهر على حراسة صناديق الاقتراع». وثمة 45713 صندوق اقتراع في إيران، لكن 15 ألفاً منها تُعتبر متنقلة بين المناطق النائية حيث لا مراكز تصويت ثابتة. وقال موسوي ان «بعض ممثليه لم يُسمح لهم بالتواجد في مراكز الاقتراع ولا بمراقبة (التصويت). ننتظر من المسؤولين تسوية هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن». واتهم شركة الاتصالات المملوكة من الحكومة، بوقف العمل بخدمة الرسائل النصية القصيرة التي برعت حملته في استخدامها، معتبراً الأمر «مخالفاً للقانون. يجب ألا نخشى حرية تدفق المعلومات». وأكد ناطق باسم وزارة الاتصالات وقف تلك الخدمة منذ مساء الأربعاء، مشيراً الى بدء التحقيق في القضية. وكان موسوي تحدث في الرسالة التي بعث بها الى خامنئي، عن «شهادات تفيد بتدخل عدد من القادة والمسؤولين في الحرس الثوري والباسيج في الانتخابات»، كما أورد موقع حملته على الانترنت. ورد «الحرس الثوري» طالباً من موسوي إبراز «أدلة على مزاعمه» أو «تقديم اعتذارات للناس والحرس الثوري والباسيج»، كما أوردت وكالة «فارس». لكن وزارة الاستخبارات نفت حصول «إساءات انتخابية». وأشاد الوزير غلام حسين محسني إجئي بمشاركة الشعب «المثالية» في الاقتراع. وصوّت المرشح الإصلاحي الآخر مهدي کروبي في شمال طهران، مؤكداً «أهمية الانتخابات». كما اعتبر المرشح المحافظ محسن رضائي ان «صوت الشعب مقدس ومحترم». وأکد بعد إدلائه بصوته انه «سيتعاون مع منافسيه إذا انتُخب رئيساً». وبعد إدلائه بصوته في طهران، اعتبر رئيس مجلس تشخيص مصلحه النظام هاشمي رفسنجاني الانتخابات «مصيرية في تاريخ البلاد». وقال: «بعد هذه الانتخابات، ستكون إيران قادرة على تعزيز نفوذها على الساحة الدولية». وشدد على ضرورة ان «يرى الشعب ان نتيجة الانتخابات تتناسب تماماً مع الأصوات التي وضعوها. يجب ألا تترك الانتخابات أي مجال للشك» حول نزاهتها. في غضون ذلك، أصدر مكتب خامنئي بياناً أشار فيه الى ان المرشد لم يرد بعد على الرسالة التي تلقاها من رفسنجاني، وشكا فيها اتهامات الفساد التي ساقها ضده نجاد. وكما في إيران، كذلك كانت نسبة تصويت المغتربين مرتفعة في الدول الأخرى حيث وُضع 304 مراكز اقتراع في نحو 130 بلداً. ومُدد الاقتراع في اليابان وماليزيا وفرنسا ونيوزيلندا، فيما كان ثمة أكثر من 30 مركز اقتراع في الولاياتالمتحدة، و12 في العراق. كما اقترع آلاف الإيرانيين المقيمين في الإمارات حيث تعيش ثاني أكبر الجاليات الإيرانية في العالم بعد الولاياتالمتحدة.