توجه الايرانيون أمس الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس من بين سبعة مرشحين يتقدمهم الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. وفي ما بدا مناقضاً لكل التوقعات التي سادت في الأسابيع القليلة الماضية عن ضعف المشاركة وعدم تجاوزها نسبة 45 في المئة من عدد الناخبين البالغ 47 مليوناً. وأعلن وزير الداخلية عبدالواحد موسوي لاري بعد ثلاث ساعات ونصف ساعة من فتح مراكز الاقتراع ان نسبة المشاركة في المدن الصغيرة كانت أكثر من المرة السابقة. وقالت مصادر وزارة الداخلية ان عدد المقترعين وصل حتى حوالي الرابعة بعد الظهر الى 21 مليوناً أي ما نسبته نحو 45 في المئة، فيما مددت الوزارة فترة الاقتراع ساعتين، حتى التاسعة مساء. وشاهدت"الحياة"طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع، خصوصاً في وسط طهران وجنوبها بعد نصف ساعة من تمديد فترة الاقتراع. ولم تستبعد مصادر في الداخلية التمديد حتى الحادية عشرة ليلاً اذا بقي الاقتراع على كثافته. وأفادت تقارير غير رسمية ان نسبة الاقتراع في معظم الاقاليم خارج طهران تعدت ال60 في المئة. وزادت هذه النسب من ارباك التوقعات، الا أن احتمال اجراء دورة ثانية لعدم حصول أي من الناخبين على نسبة 50 في المئة من الأصوات بقي قائماً بقوة. ويعلق النظام الاسلامي أهمية قصوى على رفع نسبة المشاركة في الانتخابات للرد على تشكيك الغرب في شرعيته وفي اتساع قاعدته الشعبية. وكان أركان النظام والمرشحين وأئمة الجمعة حضوا الايرانيين على المشاركة بكثافة في التصويت. وقال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بعد ادلائه بصوته في مقره ان اقتراع الايرانيين لن يكون دعماً للمرشح الذي يعطونه أصواتهم فقط بل النظام الاسلامي في ايران. فيما اعتبر الرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي ان من عادة الامة الايرانية ان"تكذب التوقعات"، معرباً عن أمله في ان تكون المشاركة كبيرة لتساعد في حسم النتيجة في الدورة الاولى. ومن جهته، أعلن رفسنجاني لدى ادلائه بصوته في حسينية جمران شمال طهران ان"بعض الاستطلاعات تشير الى احتمال فوز الرئيس من الدورة الأولى. ولم يستبعد المرشح الاصلاحي مصطفى معين الذي يحل ثانياً في التوقعات حسم الامور من الدورة الاولى اذا وصلت نسبة المشاركة الى سبعين في المئة، فيما توقع محمد رضا خاتمي رئيس"جبهة المشاركة"الاصلاحية ان يكون معين بين المرشحين اللذين سيتنافسان في الدورة الثانية"اذا لم يفز بالمرحلة الأولى". وفي تطور لافت، تصاعدت حظوظ المرشح المحافظ محمود أحمدي نجاد رئيس بلدية طهران المقرب من المرشد، بعدما أفيد أن المحافظين رموا بثقلهم وراءه اثر اجتماعات عقدت ليل الخميس - الجمعة لأئمة المساجد. وأفيد أن المتطوعين"الباسيج"يصوتون بكثافة لمصلحته. ولم تسجل أحداث عنف أمس، فيما شهد شارع "ولي عصر" وسط طهران مصادمات ليل أول من أمس بين عشرات المعتصمين تلبية لدعوة وجهها معارضون في الولاياتالمتحدة تعبيراً عن رفضهم للانتخابات، وبين عشرات من رجال مكافحة الشغب وعناصر "الباسيج"الذين استخدموا الهراوات لتفريق المعتصمين.