سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتهم طهران بالتقصير في اعطاء توضيحات عن برنامجها على رغم ترحيبها ببقائه في المنصب . البرادعي يتحول الى التشدد مع ايران غداة عودته على رأس وكالة الطاقة النووية
يبدو أن فوز المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بولاية ثالثة بمباركة أميركية، جعلته يعيد النظر في موقفه المتساهل ازاء البرنامج النووي الإيراني. فبعد تصريح أدلى به اول من امس، وقال فيه إن طهران"وفت بوعودها في شأن تعليق نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم"، أعلن الديبلوماسي المصري امس، أن إيران لا تقدم"ما يكفي"من المعلومات للوكالة في شأن برنامج الطاردات المركزية التي تستخدمها في تخصيب اليورانيوم". وفي كلمة ألقاها أمام حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية غداة انتخابه لولاية جديدة، قال البرادعي:"في ما يخص برنامج طاردات التخصيب، قدمت إيران وثائق ومعلومات غير كافية للرد على سلسلة من التساؤلات العالقة". وأشار بذلك إلى طلبات التوضيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن تصاميم اجهزة طرد حديثة من طراز"بي 2"أقرت إيران بأنها تملكها منذ سبع سنوات، لكنها أكدت رسمياً أنها لم تطورها. يشار إلى أن اليورانيوم الذي تخصبه الطاردات المركزية يمكن استخدامه في توليد الكهرباء النووي وكذلك في تصنيع السلاح النووي. ولا يزال الديبلوماسيون يتساءلون عما يمكن أن تطلبه الولاياتالمتحدة من البرادعي في مقابل دعمها لإعادة انتخابه. وقالوا انه فيما يرغب البرادعي في العمل مع الأميركيين وعلى رغم استعداده للتسوية في بعض المسائل، فانه من غير المرجح أن يغير أسلوبه الدقيق والمتمهل في إجراء التحقيقات. إلا أن الولاياتالمتحدة ترغب في تطبيق اكثر صرامة للقوانين النووية الدولية وتقترح على المجلس إنشاء لجنة خاصة لمنع انتهاك معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية في دول مثل إيران. ترحيب ايراني في غضون ذلك، اعلن مسؤول كبير لوكالة الانباء الايرانية امس، ان الجمهورية الاسلامية ترحب باعادة انتخاب البرادعي مديراً عاماً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال سيروس ناصري وهو احد كبار المسؤولين المكلفين التفاوض في الملف النووي الايراني، ان"الجمهورية الاسلامية كعضو دائم العضوية في حركة الدول غير المنحازة، ترحب بقرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وكان البرادعي انتخب اول من امس، بالاجماع من جانب ممثلي 53 دولة هم اعضاء مجلس الحكام في الوكالة الدولية التابعة للامم المتحدة. يذكر ان الولاياتالمتحدة التي عارضت في البداية عودة البرادعي اعلنت الاسبوع الماضي انها"تنضم الى التوافق"على البرادعي الذي كان التقى في واشنطن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وكانت واشنطن وقفت موقفاً عدائياً من البرادعي بسبب ما ابداه من شكوك، تبين في ما بعد انها مبررة، حول وجود اسلحة دمار شامل في العراق في ظل نظام صدام حسين. كما ان الاميركيين يرون انه لم يتخذ موقفاً حازماً في الملف النووي الايراني.