أكدت ايران مجدداً امس، استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت بدأ وفد من الوكالة محادثاته مع المسؤولين الايرانيين تمهيداً لتقديم معلومات الى مديرها العام محمد البرادعي لتحضير تقرير يرفعه الى مجلس حكام الوكالة في الواحد والثلاثين من الشهر الجاري. وفي الوقت نفسه، استمرت الانتقادات الايرانية للضغوط الاميركية على طهران في الملف النووي وتهديد واشنطن برفع القضية الى مجلس الأمن لفرض عقوبات على ايران. وقال وزير الاستخبارات الايراني علي يونسي: "إننا مستعدون لطمأنة العالم بأننا لا نسعى الى انتاج اسلحة نووية، وذلك في اطار القرارات والقوانين الدولية، لكننا غير مستعدين لقبول اي عملية إذلال". واعتبر ان "العدو يعرف ان ايران لم تنتج اسلحة نووية وليست في صدد انتاجها، لكن القضية تكمن في ان الاميركيين لا يريدون القبول بالموقف الايراني". وأضاف ان الولاياتالمتحدة التي فرضت انواع الحظر علينا، لا يمكنها رؤية ايران وهي تسير على طريق امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض التنمية، لكن حرمان الشعب الايراني من هذه التكنولوجيا يعتبر اهانة لا يمكن الصفح عنها". ويذكر ان يونسي احد اعضاء اللجنة الخماسية التي شكلتها القيادة الايرانية لإعداد موقف موحد في شأن التعاطي الايراني في الملف النووي. وتضم اللجنة ايضاً وزيري الخارجية والدفاع كمال خرازي وعلي شمخاني والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي حسن روحاني ومستشار المرشد للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي. ويمكن القول ان معظم مواقف اعضاء اللجنة تجمع على التوقيع بشروط على البروتوكول الاضافي الذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت النووية الايرانية. ومن اهم تلك الشروط الاعتراف بحق ايران في الاستمرار في نشاطاتها النووية للأغراض السلمية والاستمرار في عمليات تخصيب اليورانيوم. وأكدت مصادر ايرانية ل"الحياة" ان ايران تريد تخصيب اليورانيوم بنسبة خمسة في المئة فقط، وهي النسبة الكافية لتشغيل مفاعل بوشهر النووي للأغراض السلمية. وأوضحت المصادر نفسها ان "هذه النسبة لا يمكن من خلالها انتاج سلاح نووي لأن نسبة التخصيب المطلوبة في اليورانيوم يجب ان تصل الى اكثر من تسعين في المئة". واجرى مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات مع المسؤولين الايرانيين بعد وصولهم الى طهران ليل الاربعاء - الخميس. ونشرت صحيفة "انتخاب" المحافظة ان كبار المسؤولين الايرانيين وفي مقدمهم الرئيس محمد خاتمي ورئيس مجلس الشورى مهدي كروبي ورئيس السلطة القضائية محمود هاشمي شهرودي والرئيس السابق هاشمي رفسنجاني وسكرتير المجلس الاعلى للامن القومي حسن روحاني، اجتمعوا ليل اول من امس "لتحضير رد ايران النهائي على انذار الوكالة الدولية للطاقة الذرية" التي طالبت ايران بإثبات انها لا تطور اسلحة نووية وذلك في مهلة تنتهي بحلول نهاية الشهر.