منذ أيام قليلة تبث شاشة"المؤسسة اللبنانية للارسال"أغنية غدي الرحباني الجديدة التي تسخر من الانتخابات النيابية. والكليب الذي حمل عنوان"شرشحتو البلد اكثر ما شرشحتوه"، صوّر في مقهى قديم يقدّم الشاي والنراجيل. وتظهر فيه شخصيات بالطرابيش والثياب التي تذكرنا بمسرحيات الرحابنة. وقد صور الكليب بالابيض والاسود، كأنّ مخرجه يريد التأكيد على الحنين. بينما المغني يسخر من المرشحين على طريقة عمر الزعني. مرشح باع"صيغة زوجته"، نراه ب"الثياب الداخلية"، ونرى صور المرشحين المنتشرة في المدينة... انها النزعة الكاركاتورية الساخرة التي اعتبر بعضهم أنها تصب في مصلحة أحد زعماء المعارضة الذي ارتبط خطابه بالتركيز على"محاربة الفساد"، لكنّ هذا يبقى مجرّد تأويل أو اجتهاد، علماً أن بثّ الكليب يتزامن مع الانتخابات النيابية في لبنان. وصوّر الفنان غسان الرحباني ايضاً أغنية"قام نايم"في فيديو كليب، والأغنية تعود الى العام 2003 بعيد الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي التي أثارت الكثير من الجدل والالتباسات والخلافات حول شرعيّة فوز أحد المرشّحين... تبدو الاغنية ساخرة بامتياز على ايقاع موسيقى غربية. وكان غسان تحدث سابقاً عن استعداده لخوض الانتخابات النيابية على لائحة العماد ميشال عون الذي يؤيده منذ العام 1989، لأنّه"نادى ب"الوطن القوي"في زمن"كان الجميع فيه يزدري الدولة". وقال الرحباني انّ هدفه من النيابة ان يخدم لبنان، وأن لديه مشروعه من اجل حماية البيئة في لبنان من كوارث الكسارات. وأضاف غسان انه لم يفكّر في الترشّح قبل اليوم،"لأن لبنان كان تحت الوصاية"، معتبراً أن مشروعه الاهتمام بالبئية. وكان قدم اغنيات من وحي هذه القضية. لكنّه في النهاية لم يترشّح: وضع ترشيحه في تصرف العماد عون الذي ربما نصحه بأن يكتفي بالفيديو كليبات! وللرحابنة قصتهم مع النيابة والسياسة. فمسرحيات الرحابنة تتحدث عن الانتخابات النيابية، وكثيراً ما تم تداول اسم الفنان منصور الرحباني كمرشّح محتمل في هذه الدورة الانتخابية أو تلك، لكنه لم يترشح يوماً. وأيضاً تردد في الانتخابات الماضية ان زياد الرحباني سيترشح عن المقعد الأرثوذكسي في بيروت الى جانب النائب نجاح واكيم، لكنه عدل عن الفكرة. ربّما اقتنع أفراد المؤسسة الرحبانيّة أخيراً، بأن تقتصر مساهمتهم في الحياة السياسية اللبنانية على الأغنيات والكليبات وبعض المسرحيات النقديّة!