كشف وزير الدفاع الإيراني الأميرال علي شمخاني امس, أن دائرة التصنيع الحربي في وزارته اجرت الأحد الماضي تجربة على صاروخ يتجاوز مداه ألفي كيلومتر، يعمل بالوقود الصلب لا السائل. وقال شمخاني ان مدى الصاروخ الجديد مماثل لصاروخ"شهاب - 3"أي نحو ألف ومئتي ميل،"ما يمكنه من الوصول الى الاراضي الاسرائيلية". وأكد شمخاني سعي بلاده الى تعزيز قدراتها الصاروخية لتكون على استعداد لمواجهة التطورات والتقنيات الحربية الجديدة، مشيراً الى أن دائرة التصنيع الحربي"على استعداد للعمل على تطوير صواريخ تستخدم في إطلاق أقمار اصطناعية إلى الفضاء الخارجي متى يقرر النظام الإيراني ذلك". وأثارت الاختبارات المختلفة على الصاروخ منذ آب أغسطس الماضي، إضافة إلى ما أحرزته الجمهورية الإسلامية من تقدم معلن في برامج الصواريخ، الشكوك لدى الأسرة الدولية في شأن طبيعة النشاطات النووية الإيرانية، ما دفع ديبلوماسياً غربياً أخيراً الى التساؤل:"لماذا استخدام سيارة رولز رويس لتسليم بيتزا؟"، في اشارة الى ان ايران تسعى الى امتلاك رؤوس متطورة لصواريخها البعيدة المدى. وتعتبر التجربة الصاروخية الجديدة مهمة، لسببين: أولهما لتطوير صواريخ يفوق مداها ألفي كيلومتر، أي بطبقتين، وإيران في حاجة الى احكام سيطرتها على عملية صنع الوقود الصلب الأكثر تعقيداً من الوقود السائل، والوقود الصلب أكثر ثباتاً داخل الصاروخ. وثانياً، إن الصواريخ بوقود صلب مهما بلغ مداها، هي أكثر سهولة في تحريكها ويمكن نشرها بسرعة أكبر من الصواريخ بوقود سائل التي ينبغي ملء خزانها بعد نشر الصاروخ وقبل إطلاقه مباشرة. ويأتي ذلك بعدما أعلنت إيران في 2004، تجربة ناجحة لنسخة محدثة لصاروخ"شهاب -3"المأخوذ عن نموذج صاروخ كوري شمالي. "شهاب -4" وكشفت مصادر عسكرية في وزارة الدفاع الايرانية ل"الحياة"أن التجربة الحالية تعتبر مقدمة لتجارب على صاروخ جديد يتجاوز مداه 2500 كيلومتر يستخدم فيه"الوقود السائل"، ما يعطيه قوة دفع اكبر وقدرة على حمل رؤوس ذات قدرة على التفجير والتخريب. وأضافت هذه المصادر أن الاختبارات الأولية التي أجريت على هذا النوع من الصواريخ أظهرت قدرة على إصابة الهدف بدقة كبيرة، هامش خطأها لا يتجاوز خمسمئة إلى ألف متر. ولفتت المصادر إلى أن الصاروخ الباليستي الجديد الذي يحتمل أن يطلق عليه اسم"شهاب -4"سيكون قادراً على إصابة عمق القواعد الأميركية في أوروبا، في حال قيام واشنطن بأي عمل عسكري ضد إيران, اضافة الى قدرته على مهاجمة القواعد الأميركية في العراق ودول الخليج وتركيا وآسيا الوسطى وأفغانستان. تحذير اسرائيلي أمام ذلك أ ف ب، صرح مسؤول إسرائيلي كبير بأن تل ابيب تحذر"العالم الحر"من مشاريع إيران في القطاع النووي وانتاج صواريخ باليستية. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن"إيران تحاول الحصول على سلاح نووي وتطور صواريخ لحملها. صواريخها الباليستية لا تهدد إسرائيل وحدها إذ يمكن توجيهها إلى أوروبا". وأكد أن إسرائيل"تتابع باهتمام المشاريع المثيرة للقلق التي تجرى في إيران".