أجرت إيران أمس، تجربة ناجحة على جيل جديد من الصواريخ الباليستية البعيدة المدى، في الوقت الذي كان البرلمان الإيراني يستعد لمناقشة اللائحة الخاصة بالاتفاق النووي. وقال وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان إن بلاده أجرت تجربة ناجحة لنموذج جديد من صاروخ باليستي اطلقت عليه اسم «عماد»، يمكن توجيهه من بعد، في إشارة إلى تطور في قدرة طهران على تحسين دقة إصابة بطاريات صواريخها. وأشار دهقان إلى استراتيجية وزارة الدفاع الإيرانية في تطوير القدرات الصاروخية للقوات المسلحة وتعزيز إمكانات «الجمهورية الإسلامية» في الردع المؤثر. ولم يكشف دهقان عن مدى الصاروخ، لكنه قال إنه من الجيل الجديد للمنظومة الإيرانية البعيدة المدى، معتبراً أن الصاروخ «عماد» يمثل قفزة تكنولوجية وعملانية في هذا المجال الإستراتيجي. ورأى أن هذه التجربة تبعث برسالتين: الأولى، إلى الدول الشقيقة في المنطقة التي لا تشكل تهديداً، والثانية إلى القوى الكبرى التي يجب أن تستبعد أي تصور لتهديد إيران. وزاد دهقان: «لا نستأذن أحداً لتعزيز قدراتنا الدفاعية والصاروخية ونتابع بحزم برامجنا الدفاعية خصوصاً في المجال الصاروخي»، في إشارة إلى القيود التي فرضها الاتفاق النووي على إنتاج الأسلحة الباليستية. وأفادت مصادر في طهران بأن الصاروخ «عماد» الذي يعمل بالوقود السائل، يمتاز بقدرة تدميرية عالية ودقة في إصابة الهدف، من دون أن تعطي مزيداً من التفاصيل عن مداه، علماً أن المصادر ذاتها أشارت إلى أن مدى الصواريخ الإيرانية من الجيل السابق يبلغ ألفي كيلومتر. ورجحت المصادر تسمية الصاروخ «عماد»، نسبة إلى المسؤول العسكري في حزب الله «عماد مغنية» الذي اغتيل في دمشق عام 2008 من جانب جهاز «الموساد» الإسرائيلي بالتعاون مع الاستخبارات الأميركية، كما تؤكد المعلومات الإيرانية. وأتت التجربة الصاروخية الجديدة أمس، قبل ساعات من مناقشة مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) لائحة الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، بعد رفض المتشددين الأسبوع الماضي تمرير الاتفاق في المجلس. وكان التكتل البرلماني الأصولي طالب الحكومة بإجراء اختبار صاروخي لتأكيد عدم قطعها أي تعهدات أمام الدول الغربية، تخص تطوير الصواريخ الباليستية وإطلاقها. إلا أن التجاوب مع طلبهم لم يمنع المتشددين من مواصلة معارضتهم للاتفاق. وتقول الحكومة الإيرانية أن الاتفاق النووي يمنع إنتاج الصواريخ التي تحمل رؤوساً نووية فقط، وليس له علاقة بمنظومة «الصواريخ الرادعة».