أسبوع أبوظبي للاستدامة: منصة عالمية لبناء مستقبل أكثر استدامة    إستراتيجي مصري ل«عكاظ»: اقتحامات «بن غفير» للأقصى رسالة رفض لجهود السلام    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من الرئيس الروسي    «الإحصاء»: إيرادات «غير الربحي» بلغت 54.4 مليار ريال ل 2023    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    مجلس التعاون الخليجي يدعو لاحترام سيادة سوريا واستقرار لبنان    المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية لخليجي27    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    الزبيدي يسجل هدفاً تاريخياً    المملكة ترحب بالعالم    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    حلاوةُ ولاةِ الأمر    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    الصادرات غير النفطية للمملكة ترتفع بنسبة 12.7 % في أكتوبر    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير: القدرة الصاروخية دون الأسلحة غير التقليدية ك نمر بأسنان ورقية
نشر في الشرق يوم 03 - 04 - 2016

دأب قادة النظام الإيراني على إطلاق التصريحات في توجيه التهديدات والاتهامات بالإضافة إلى الاستعراضات التي تجريها القوات العسكرية التي تعتمد على نشر الصور والفيديوهات، وبشكل عام فإن الخطاب السياسي الإيراني موجه إلى عامة الشعب الإيراني ومؤيديه في دول مجاورة الذين لا يدققون فيما تنشر وسائل إعلام النظام وحلفاؤه ويصدقون كل ما يقال لهم عن القدرة المطلقة لنظام الولي الفقيه، إضافة إلى التهديدات التي يطلقها مسؤولو النظام ضد إسرائيل، ورميها في البحر كما دأب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد على تكرار مثل هذه التصريحات، التي غالباً ما كانت تصب في خدمة إسرائيل. في هذا الجزء ستنشر «الشرق» تفاصيل عن حقيقة القدرات الصاروخية في البرنامج الإيراني كما أوردت المعارضة الإيرانية في تقريرها الذي أعدته لفضح حقيقة قدرات نظام الملالي العسكرية.
* شهاب-1 هو نفس صاروخ «إسكود ب» وهي صواريخ اشترتها إيران من سوريا وليبيا بين عامي 1985 و1987 .
* شهاب -2 هو نفس صاروخ «إسكود C» تم شراؤها من كوريا الشمالية مع تطوير في منظومة التوجيه. في السنوات الماضية تم شراء مئات من هذا الطراز وتم تخزينها، طول: 10.944 متراً،.
* صاروخ قيام1 يعد من الصواريخ البالستية وهو مقتبس عن صواريخ إسكود C مع بعض التحويرات عليها.
الطول: 16 متراً.
* شهاب -3 اقتبس هذا الصاروخ من صاروخ نودانغ -1 «مع مدى 1000 إلى 1300 كلم» لكن في مراحل أخرى زادت الحكومة الإيرانية مداه حتى 2000 كلم. شهاب-3 قادر على حمل رأس حربية 750- 1000 كغم ولهذا السبب يكون قادراً على حمل رأس نووية.
*صواريخ نودانغ تم تطويرها من قبل كوريا الشمالية أرسلت كوريا الشمالية 12 صاروخاً على الأقل للنظام الإيراني، وفي عام 1999 تم إكمال هذا المشروع وأصبحت الصواريخ قابلة للاستخدام في العمليات، وفي عام 2002 تم اختبار نماذج متطورة منها ووصل إلى حد الإنتاج الصناعي.
* شهاب4 «تم إيقاف إنتاجه»
مقتبس من صاروخ نودانغ- 2 الكوري الشمالي مع مدى أكثر من 1500 كلم. في ديسمبر 2004 كشفت المقاومة الإيرانية أن هذا الصاروخ تم اختباره في منتصف شهر آب 2004 بمدى يتراوح بين 1900 و3000 كلم، وأخفى النظام الإيراني نتيجة هذا الاختبار ولكن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كشف في مؤتمر في لندن، أن هذا المشروع قد مني بالفشل.
*عاشوراء، هو صاروخ بالستي متوسط المدى، وأعلن وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار أثناء رئاسة نجاد أنّ إيران صنعت صاروخاً حديثاً باسم عاشوراء يصل مداه إلى ألفي كلم دون الإشارة إلى الاختلاف بين هذا الصاروخ وشهاب 3.
في نفس العام يوري بالويفسكي رئيس أركان القوات المسلحة الروسية في حديثه مع الصحفيين عن نتائج لقائه في الولايات المتحدة، شكّك في إطلاق هذا النوع من الصاروخ، حيث قال: «لا أستطيع القول بأنّه تمّ مثل هذا الإطلاق وأن هذا الصاروخ حقّاً بإمكانه أن يعبر ألفي كيلومتر. إني لا أرى شيئاً مستحيلاً بهذا الصدد ولكن كما لوحظ عدة مرات فإنه يمكن أن يكون تفشُّراً سياسيَّاً من إيران».
ولم يكن هناك أي إشارة إلى صاروخ عاشوراء في أيٍّ من المناورات الإيرانية التي أجرتها إيران من نوفمبر 2007 إلى الآن. فيما تعدُّ بعض التقارير صاروخ عاشوراء نموذجاً آخر لصاروخ شهاب 4 ولكن قطعيته ليست مؤكدة.
* نزاعات، صُنع هذا الصاروخ بعد نهاية الحرب الإيرانية العراقية. يبدو أنه تمّ تجميع هذا الصاروخ من القطع الموجودة في سوق التجارة وبالوقود الصلب ومنظومة توجيه بسيطة، المدى: 90 إلى 120 كلم، القطر: 355 ملم، الارتفاع: 3.87 متر، الوزن: 580 كيلوغراماً، وذو قابلية للتزود بثلاثة رؤوس «رأس واحدة وزنها 180 كيلوغراماً مع قوة تفجيرية عالية، رأس واحدة من أجل استخدام الأعتدة الثانوية بقوة تفجيرية عالية ورأس مزودة بسلاح كيمياوي».
* زلزال، وهذا الصاروخ هو أصلاً صاروخ Saccade طراز CSSN8، المدى: من 180 إلى 300 كلم، ذو رأس حربية 500 كيلوغرام.
* زلزال2، يتم توجيهه بدقة إلى الهدف بواسطة ذبذبات صوتية. ونسبة الخطأ لهذا الصاروخ 70 متراً.
* فاتح 110، المدى المؤثر: 210 كيلومترات، ذو وقود صلب،
وأعلنت السلطات الإيرانية صاروخ فاتح كصاروخ تعبوي صالح للعمليات، لكن بعض المصادر الدولية تؤكّد أنّه: «لا يمكن تصنيف صاروخ فاتح-110 ضمن صواريخ موجّهة» بل يُشبَّه هذا الصاروخ بمقذوف صاروخي موجَّه.
* فجر3، ذو رأس متعدد الأغراض، بالستي متوسط المدى يعمل بالوقود السائل.
* سجيل2، مداه أكثر من ألفي كلم يعمل بالوقود الصلب المركب ويعمل على مرحلتين، واختبر هذا الصاروخ في 20 مايو 2009 وبحضور الرئيس أحمدي نجاد في مدينة سمنان.
في مايو عام 2012 وفي اجتماع حلف الناتو في بروكسل تم دراسة استمرار مشروع الدرع الصاروخي. واعتبرت الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي غاية مشروع الدرع الأوروبي، حماية أوروبا من الصواريخ الإيرانية، إلا أن الحكومة الروسية ترفض هذا التعبير، وتعدُّ الدرع الصاروخي فكرة عسكرية غربية ضد روسيا.
وبهذه المناسبة نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في 22 مايو عام 2012 خريطة الدول التي يبلغها صاروخ سجيل2. وحسب هذه الصورة، تقع أكثر بلدان أوروبا الشرقية وأوروبا المركزية وكل أراضي اليونان ومعظم أراضي إيطاليا وكذلك جزء من أراضي ألمانيا ضمن مدى الصواريخ طويلة المدى الإيرانية.
ما هو مؤكد أن حكام إيران يعدُّون مخاوف الدول الغربية من هذه الصواريخ لصالحهم ولكن برنامج إيران الصاروخي لم يُصمَّم إطلاقاً من أجل استهداف أوروبا.
لكن جميع القواعد الصاروخية لا تتجاوز 24 قاعدة، وهي تحت سيطرة الحرس الثوري. حكام إيران لا يثقون في وحدات الجيش لوضع قواعد صاروخية تحت تصرفهم.
ينشر مسؤولو قوات الحرس سنويّاً أخباراً جديدة حول إنتاج الصواريخ الجديدة أو تطويرها ويهنئون خامنئي بهذه المناسبة كإنجازات كبيرة وتطورات مهمّة.
لكن الخبراء العسكريين الإيرانيين يعتقدون بأنّه رغم إنفاق مبالغ هائلة في برنامج إيران الصاروخي خلال العقدين الماضيين، مازال هذا المشروع بعيداً كل البعد عن بلوغ مرحلة كفاءة عسكرية مقبولة. إنهم يؤكدون على عدم أهلية المستوى العلمي والتكنولوجي للخبراء ومصممي برنامج إيران الصاروخي من جهة، ويذكرون بدور وتأثير العقوبات الدولية التي منعت حصول إيران على المواد والتقنية المطلوبة لهذا المشروع من جهة أخرى.
فاعلية الصواريخ تحتاج إلى تجاوز مرحلة ضرورية تشتمل على مجموعة من الاختبارات التي تستغرق حوالي 15 سنة في بعض الأحيان. وعلى سبيل المثال تحتاج صواريخ «شهاب 3» و»قدر» إلى مدة تتراوح بين 3 و5 أعوام من أجل الوصول إلى مرحلة تجهيزها للاختبار والقدرة القتالية الكاملة، في حين لم تمض هذه المدة للصواريخ المصنعة في إيران.
وبحسب تقارير إيران الرسمية لمناوراتها العسكرية خلال 7 سنوات، يتبين أن هناك قيوداً تحدّد الاختبارات، بالإضافة إلى أنّ النوعية التقنية والعلمية ليست واضحة في الاختبارات وغالباً تُجرَى هذه المناورات بحسب الظروف السياسية ومعرفة ردود الفعل تجاه الضغوطات الدولية.
كما أن السلطات الإيرانية لم تعلن بعض الاختبارات فعلى سبيل المثال وحسب ما كشفت المقاومة الإيرانية في يناير 1998، اختبرت الحكومة الإيرانية صاروخ شهاب3، وفي العام نفسه كشفت مجلة تايم الأمريكية أن اختباراً صاروخيّاً تم إجراؤه في 29 يوليو باسم شهاب 3 بمدى 800 ميل، تم تسجيله عن طريق قمر صناعي تجسسي تابع للولايات المتحدة الأمريكية.
وانخفضت الاختبارات الصاروخية غير المعلنة في السنوات التالية لكن مع الأخذ في الاعتبار الاختبارات غير المعلنة أيضاً، فإن عدد الاختبارات والتجارب قليل ولا يلبي الحاجات.
عدم وجود الاختبارات اللازمة للصواريخ أدى إلى قلة نسبة الدقة في إصابة الهدف. قلة دقة الإصابة غير القابلة للاعتماد تعدُّ من نقاط الضعف الرئيسة في برنامج إيران الصاروخي.
وهناك تجربة مهمة تتمثل في الهجوم الصاروخي الواسع من قبل السلطات الإيرانية على معسكرات مجاهدي خلق في العراق في 18 أبريل 2001. قائد قوات الحرس آنذاك رحيم صفوي أوضحَ في السنوات التالية أبعاد الهجوم. وقال تم إطلاق ألف صاروخ من طراز أرض- أرض على معسكرات مجاهدي خلق في العراق من الساعة الرابعة حتى الثامنة صباحاً «وكالة أنباء فارس- 8 أبريل 2012».
عندما تم اتخاذ القرار في المجلس الأعلى لأمن الملالي للهجوم، اشترط رئيس جمهورية النظام آنذاك «محمد خاتمي» موافقته على القرار بإيقاع إصابات جسيمة بين صفوف مجاهدي خلق. وبالفعل قدر النظام قتلى المجاهدين آنذاك بألف قتيل. لكن في الحقيقة كان عدد الضحايا والخسائر الناجمة عن هذا الهجوم قليلاً جدَّاً وسقط قتيل واحد فقط. السبب الرئيس كان يعود إلى عدم سقوط الصواريخ المنطلقة في قواعد مجاهدي خلق إلا نادراً.
ويعدُّ خبراء عسكريون أن تحسين دقّة الإصابة يحتاج إلى تقنية متطورة من أجل الحصول على كفاءة توجيه الصاروخ، الأمر الذي لا يمكن لإيران الحصول عليه في الوقت الحاضر بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وإيران تحتاج إلى روسيا والصين من أجل تطوير الصواريخ العاملة بالوقود السائل؛ غير أن هاتين الدولتين تواجهان قيوداً في منح إيران هذه المساعدات وذلك بسبب اتفاقياتهما مع الغرب خاصةً الولايات المتحدة الأمريكية.
ولأن القياسات الفنية في إنتاج الصواريخ الإيرانية متدنية جدّاً، بالإضافة إلى عدم وجود اختبارات كافية، فإن قدرة هذه الصواريخ مازالت في حدها الأدنى. ونظراً لقلّة مدى دقة الرؤوس الحربية، فإن نسبة الاطمئنان من تدمير الأهداف تتطلب استخدام نسبة كبيرة من الصواريخ لإجراء مهمات خاصّة، ومثل هذا الأمر يعود بعواقب مدمرة للنظام نفسه.
لا شكّ أنَّ السلطات الإيرانية باستخدامها صواريخ أرض – أرض تستطيع أن تشن هجوماً على أهدافها المحدّدة في المنطقة، لكن قدرات هذه الهجمات ليست في مستوى توجيه ضربة عسكرية ولا تشكل خطراً عسكريَّاً.
كما أن إيران ليست قادرة على توفير عدد كبير من الصواريخ ذات القواعد المتنقلة؛ وهذا يعني أن إعادة تجهيز الصواريخ للإطلاق تأخذ وقتاً طويلاً.
وبالنسبة للصواريخ البالستية، فإن المستوى العلمي والتقني للقوات المسلّحة الإيرانية ليس في الحد الذي يمكّن إيران من تصميم صواريخ تقاوم الضغط الجوي وتعود إلى سطح الكرة الأرضية.
بحسب التجارب العسكرية الروسية والصينية، لابد من اجتياز مراحل طويلة من الاختبارات والتجارب الفنية في ظروف متنوعة حتى تصبح الصواريخ قابلة للاستخدام في الجيش.
كما ذكرنا سالفاً، فالصواريخ الإيرانية لم تتم عليها مثل هذه الاختبارات، وهذا يشير إلى أن نسبة الأمان للصواريخ الإيرانية لا يمكن أن توفر الأمان اللازم لاستخدامها. ولا شكّ أن هناك احتمال حدوث نتائج مأساوية إلى حد كبير حين استخدامها في العمليات العسكرية.
وفي 13 نوفمبر 2007 وقعت سلسلة من التفجيرات في مجمع بارتشين العسكري «أحد المجمعات لإنتاج الصواريخ لاسيما صاروخ كروز» جنوب طهران أدت إلى إصابة بعض المنتسبين العسكريين المقيمين هناك. ومنع حكام إيران وبشدة تسريب الخبر، لكن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كشف عن الحادث في 14 نوفمبر، أي في اليوم التالي.
وفي 12 نوفمبر 2011 وقع انفجار عنيف بجوار قرية «بيدغنه» قرب «شهريار» غرب طهران، وبلغت شدة الانفجار حدّاً اهتزّت من جرائه مناطق واسعة في طهران، ودُمّرت أقسام عديدة من المعسكر وأوقع خسائر فادحة في الأرواح، كما دُمِّرت ثكنة مدرس التابعة للوحدة الصاروخية للحرس الثوري.
لاحقاً وبعد مدّة قليلة، أعلنت قوات الحرس عدد القتلى 17 شخصاً أحدهم اللواء حسن مقدم، وكان مقدم قائد الوحدة الصاروخية لقوات الحرس من 1985، ثم في الأيام التالية وصفوه ب «الأب الصاروخي للجمهورية الإسلامية».
هناك تخمينات مختلفة حول سبب الانفجارين خاصةً انفجار نوفمبر 2011: هل هناك تخريب متعمّد؟ هل فيروسات الكمبيوتر التي لوّثت جزءاً من المراكز الصناعية الإيرانية، أم عامل الاختلال في أجهزة الأمان للصواريخ؟.
مختلف نماذج صاروخ شهاب حسب معلومات إيران مداها أكثر من 1500 كلم، إلا أن هذه المواصفات الفنية كيف تم اختبارها؟
فالحد الفاصل بين أبعد نقطة في شمال غرب وبين جنوب شرق إيران أكثر بقليل من ألفي كلم، مع افتراض أن ساحات أهداف الصواريخ لن تقع بجوار الحدود يمكن الإدراك بأن إيران لا يمكنها أن تطلق الصواريخ من مثل هذه الفواصل دون أن تخرق حدود الدول المجاورة.
من جانب آخر، يمكن حساب أقصى الأمداء عن طريق حساب الرياضيات خلال إطلاق تدريبي مع وقود «غير محترق» وبالتالي يتم انحراف إيصال الوقود إلى المحرك في توقيت معين عن مسار الطيران، ولكن هذا يمكن أن يكون معلومات محدودة. دون الاختبارات في أبعاد واسعة وإطلاقات متعددة لا يمكن الحديث عن الاستعداد لإطلاقات ناجحة.
يروج أعلام إيران نقلاً عن مسؤولي النظام أن برنامج إيران الصاروخي يعتمد على الكفاءة الذاتية الكاملة، بالإضافة إلى مقولات مثل «إن إيران حصلت على قدرة إطلاق كميات كبيرة من الصواريخ البالستية، بحيث لا يستطيع الدفاع الصاروخي الأمريكي التصدي لها»، و»الإصبع الصاروخي الإيراني على آلاف الزناد»، و»إيران هي واحدة من القوى الصاروخية الثماني العظمى في العالم»، و»الشرق الأوسط تحول إلى مشهد لعرض الاقتدار (الصاروخي) الإيراني».
ومثل هذه العبارات أدلى بها مسؤولون وقادة عسكريون كبار في النظام الإيراني حول برنامجهم الصاروخي. الإذاعة والتلفاز الحكوميان والمواقع الرسمية على الإنترنت تنشر وبأبعاد كبيرة صوراً وأفلاماً وأخباراً عن الاختبارات الصاروخية؛ فجزء من العرض العسكري الذي يتم إقامته سنويّاً في ذكرى حرب السنوات الثماني بين إيران والعراق، هو عرض لهذه الصواريخ المحمولة على ناقلات الصواريخ في الشوارع.
ومن هذا المنطلق، فإن إيران هي البلد الوحيد في العالم التي تعلن على الملأ القدرات والمواصفات الفنية لصواريخها قبل أن تصبح قابلة لاستخدامها في الحرب. هناك مادة ثابتة في هذه التقارير وهي الوصول إلى حد «الإنتاج بالجملة» للصواريخ. والمادة الثابتة الأخرى هي «الاكتفاء المحلي» للتقنية وصنع الصواريخ واستقلالية التقنية وقطع الغيار الخارجية. وأما المادة الثالثة فهي عجز أمريكا والدول الغربية أمام التطورات الإيرانية وحتمية تدمير قواعدهم على إثر إطلاق الصواريخ الإيرانية.
وتتبع سطات طهران بعض الأساليب الترويجية لحروبها الوهمية فتصف جهودها لتطوير التصنيع العسكري بأنه تطور في مجال جاهزية الصواريخ للحرب، حتى إن كان هذا التطور حقيقيّاً إلا أنها بعيدة لسنوات من هذا المستوى ومن الوصول إلى مستوى يمكنها من جعل التقنية الإيرانية كمنافسة مع بقية الدول.
كما تعتمد أسلوب التهويل، فمثلاً تقول إن مدى صواريخ «قادر» حوالي 200 كلم؛ أي أنه صاروخ قصير المدى، لكن إيران أعلنت في تقاريرها الرسمية (يناير 2012) بأنها «صواريخ بعيدة المدى».
وعندما اختبر صاروخ فجر لأول مرة في مناورة «الرسول الأعظم» في 5 أبريل 2010 قال سلامي قائد سلاح الجو في قوات الحرس آنذاك: صاروخ فجر جيل جديد للصواريخ التي لا يوجد مشابه لها في أي بلد في العالم؛ بينما هذا الصاروخ هو صاروخ إسكاندر (Iskander-E) من صنع روسيا والمعروف باسم SS-26 ومداه حوالي 300 كلم.
هذه الأساليب هي جزء من استراتيجية سياسية وصفتها القيادة الإيرانية ب «النصر بالرعب». في الوهلة الأولى يبدو أن الغاية من «الإرعاب» هو دول المنطقة أو حتى المجتمع العالمي. لا شك أن حكام إيران يبتغون هذا الهدف أيضاً ولكن الهدف الرئيس هو المجتمع الإيراني الذي يجب عليه أن ينسى بمشاهدته المتتالية لقوة المناورات العسكرية للنظام الحاكم قدرته على الانتفاضة والاحتجاج.
تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز والإخلال بهدوء الخليج اقتصاديّاً يعني فرض الخناق على الممر الاستراتيجي وغلق هذه المنطقة الحساسة، ليس حادثاً فرديّاً دون آثار، وإنما يخلق ظروفاً حربية تمنع عبور البضائع الإيرانية أيضاً، وتصدير النفط الإيراني يتم عبر مضيق هرمز. قبل العقوبات النفطية من قبل الاتحاد الأوروبي (الأول من تموز 2012) كان حجم تصدير إيران من النفط 2.4 مليون برميل يوميّاً، وكانت عوائد هذا الكم من تصدير النفط تشكل 80 % من كل العوائد الإيرانية من العملة الصعبة.
30 مليون لتر من أصل 73 مليون لتر من البنزين للاستهلاك المحلي اليومي تستورده إيران من الخليج.
وإيران استوردت في عام 2011 بضائع بمبلغ 58 مليار دولار دخل على الأقل 90% من هذه الكمية عبر المضيق.
وإغلاق المضيق يضر بالمصالح الدولية ما قد يهدد بحدوث مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، والقدرة العسكرية الإيرانية لمواجهة حرب خارجية في مستوى متدنٍّ، وتوازن القوى الموجود في منطقة الخليج سيؤدي بسرعة إلى هزيمة نظام طهران.
قدرات النظام البحرية
قدرات النظام البحرية في مياه الخليج 3 غواصات من طراز 877 وعدد محدود من الغواصات الصغيرة (قدر – إس إس 3) و5 أساطيل لزرع الألغام وطوربيدات وصواريخ مضادة للسفن. بالإضافة إلى 8 طائرات من طراز أوريون إم بي آي ومقاتلات مزودة بصواريخ ضد السفن كفاءتها القصوى هي الإخلال بعملية النقل المائي في الخليج.
والقوة البحرية الإيرانية الحالية قديمة وهزيلة أمام هجمات خارجية؛ ففي عام 1988، الأساطيل الأمريكية وخلال يوم واحد دمرت نصف القوة البحرية الإيرانية.
إيران تعاني من نقص مفرط في القوة، والجنود المكلفون الذين يشكلون العدد الأساسي للقوة البرية للجيش والحرس الثوري معظمهم يخالفون حكام إيران ولا يمكن الاعتماد عليهم، فضلاً عن أن معدات وتجهيزات الدروع والمدفعية الإيرانية قديمة، والقوة البرية الإيرانية تم تنظيمها في الأساس لقمع المقاومة والاحتجاجات من قبل المجتمع الإيراني. القوة البرية سواء في الجيش أو في قوات الحرس لم يتم تنظيمها وتدريبها لمواجهة مع قوات أجنبية.
القوة الصاروخية في إيران هي الأخرى ليست قوة دفاعية لتغطية المدن الإيرانية أمام الضربات الخارجية ولا تسعها القوة التدميرية الكافية للاعتماد عليها كقوة رادعة.
يقول محلل إيراني «عمليّاً القدرة الصاروخية الإيرانية في الوقت الحاضر، وقبل حصول الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أسلحة غير التقليدية، هي كنمر بأسنان ورقية».
القوة الجوية الإيرانية تجمدت في نقطة عام 1979 «عام سقوط نظام الشاه» حيث مقاتلاتها قديمة وبسبب العقوبات الدولية لم تكن قادرة على تجهيز مقاتلات متطورة، وحوالي نصف ال 312 مقاتلة لم تعد قادرة على دخول حرب أو لديها قابليات محدودة، ومعظم طائرات سلاح الجو الإيراني تم شراؤها قبل 40 عاماً «في زمن الشاه»؛ فهذه الطائرات تشمل 40 مقاتلة من طراز F14 وأكثر من 140 من مقاتلة فانتوم F4 وF5، و60 مقاتلة سوخوي و35 ميغ روسية الصنع، و10 ميراج فرنسي و24 إف 7 إم صنع الصين.
- القوة البرية «مع حساب الجنود المكلفين» 179 ألف شخص.
– القوة الجوية 5 آلاف شخص.
– القوة البحرية 8 آلاف شخص.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.