سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحريري و "حزب الله" ينشطان لتفادي تجربة بيروت في المتن الجنوبي . لائحة عون - أرسلان في عاليه - بعبدا تولد اليوم و "القومي" : لسنا "جمعية خيرية" لتجيير الأصوات
يعلن اليوم العماد ميشال عون والنائب طلال ارسلان اسماء أعضاء لائحتهما في دائرة عاليه - بعبدا المتن الجنوبي في لقاء حاشد يعقد عصراً في فندق روتانا في الحازمية التي سيخوضان على أساسها المعركة ضد اللائحة المنافسة المدعومة من رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط والنائب المنتخب سعد الدين رفيق الحريري، والحركة الاصلاحية الكتائبية الرئيس أمين الجميل وتيار القوات اللبنانية و"حزب الله"وحزب الوطنيين الأحرار على رغم ان الأخيرين لم يعلنا حتى الساعة انضمامهما الى هذا التحالف الانتخابي. واستعداداً للاعلان عن اللائحة المدعومة من عون وارسلان فإن الأخيرين التقيا ليل أمس في منزل عون في الرابية وأجريا مراجعة نهائية للأسماء المرشحة للانضمام الى لائحتهما خصوصاً بالنسبة الى حسم اسم المرشح الماروني الثالث عن دائرة بعبدا، اضافة الى التجاوب مع رغبة أرسلان بترك المقعد الشيعي الثاني شاغراً لمصلحة احتمال قيام تعاون غير مباشر مع"حزب الله"، مستفيداً من التجربة التي شهدتها الدائرة الثانية من بيروت حيث أبدى الحزب تعاطفاً ملحوظاً مع المرشح الخاسر نجاح واكيم في وجه مرشح"تيار المستقبل"الدكتور عاطف مجدلاني المتحالف مع مرشح الحزب الحاج أمين شري. وفي السياق ذاته يرى أرسلان، بحسب أوساطه، ان من الأفضل اختيار الدكتور ايلي غاريوس كمرشح ماروني ثالث عن بعبدا الى جانب النقيب السابق للمحامين شكيب قرطباوي والنائب السابق الدكتور بيار عبده دكاش بدلاً من مرشح"التيار الوطني الحر"الدكتور ناجي غاريوس. وتعزو الأوساط السبب الى ان للتيار الوطني مرشحين في بعبدا - عاليه وان اضافة ناجي غاريوس اليهم لن يقدم أو يؤخر بخلاف اختيار قريبه الدكتور ايلي غاريوس الذي يمكن ان يضيف الى اللائحة كمية من الأصوات لا سيما أنه شقيق رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس الذي هو في الوقت نفسه صهر نائب رئيس المجلس النيابي ميشال المر. كما ان ارسلان يحاول اقناع قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي بصرف النظر عن مطالبتها بمرشح على اللائحة الائتلافية على رغم انه يدعم تمثيله لكن الحل بيد عون الذي كان التقى امس رئيس الحزب جبران عريجي. وعلمت"الحياة"ان لقاء عون - عريجي لم يحقق أي تقدم يذكر وأن الأول يرى ان لا مكان للحزب على اللائحة مع انه يتفق وإياه على معظم النقاط الواردة في برنامجه السياسي خصوصاً بالنسبة الى مكافحة الإرهاب وحماية المجتمع المدني وقيام الدولة العلمانية والحفاظ على الحريات العامة وتعزيز الحياة الديموقراطية. وباختصار تمنى عون على عريجي تأييد اللائحة الائتلافية من دون أي مقابل سياسي وهذا ما يرفضه الحزب القومي الذي يحظى بحضور في هذه المنطقة ويرفض ان يتحول على حد قول مصادره لپ"الحياة"الى جمعية خيرية يطلب منها الاقتراع وتجيير الأصوات. وبحسب المصادر فإن لقاء عون - عريجي جاء وسط معلومات تحدثت عن قيام أصدقاء مشتركين بتحرك هادئ بين جنبلاط والحزب القومي في محاولة لإعادة تطبيع العلاقة بين الطرفين. ولعل الحديث عن تبادل الرسائل بين جنبلاط وعريجي دفع بالنائب ارسلان الى عقد لقاء ليل أمس مع قيادة الحزب القومي في محاولة لقطع الطريق أمام احتمال دعوته الى مقاطعة الانتخابات في بعبدا - عاليه، مراهناً على تجاوب القاعدة الحزبية القومية مع التيار الارسلاني باعتبار ان بينهما الكثير من القواسم المشتركة التي من شأنها حث القوميين على الاقتراع لمصلحته بصرف النظر عن عدم تفاهم الحزب مع عون. أما بالنسبة الى المفاوضات الجارية بين رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، فإنها لم تنته الى نتائج حاسمة بسبب اصرار الأخير على أن يكون للحزب ثلاثة مرشحين يتوزعون على الدوائر الانتخابية في الشوف وبعبدا - عاليه والمتن الشمالي. وكان جنبلاط عرض التعاون مع شمعون من خلال مرشحه في بعبدا - عاليه الياس أبو عاصي على أن يتحرك لدى الرئيس أمين الجميل ورئيس حركة التجدد الديموقراطي نسيب لحود من أجل التوافق على اختيار مرشح الأحرار عن المقعد الكاثوليكي فيليب معلوف. لكن شمعون لا يزال يصر على ترشيح نجله كميل على لائحة جنبلاط -القوات في الشوف التي كانت اكتملت وأعلن عنها منذ أكثر من اسبوعين ولم يعد في الإمكان الاستغناء عن أي مرشح ماروني لمصلحة حزب الأحرار. وفي انتظار ان يحدد شمعون موقفه النهائي، فإن أي قرار سيتخذه بخلاف تحالفه مع جنبلاط والقوات والاصلاحية الكتائبية لن ينعكس عليه ايجاباً نظراً لأن ارسلان أخفق في اقناع عون بالتحالف معه بحجة انه لا يتمتع بثقل انتخابي في الجبل. على صعيد آخر، أثارت"الثغرة"الانتخابية التي تمثلت بحصول واكيم على أصوات شيعية في الدائرة الثانية من بيروت، مخالفة لكل التقديرات التي توقعتها عمليات استطلاع الرأي في هذه الدائرة، أسئلة لدى سعد الحريري رئيس لائحة الوفاء للشهيد رفيق الحريري. وقد استدعت هذه الأسئلة تسارع الاتصالات بين سعد الحريري وقيادة"حزب الله"بغية توضيح الملابسات التي كانت وراء الاقتراع الشيعي بكثافة غير متوقعة لمصلحة واكيم، خصوصاً في ضوء التزام أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله بتحالفه الانتخابي والسياسي مع آل الحريري. وجاءت الأسئلة أيضاً لقطع الطريق على تكرار"التجربة البيروتية"في دائرة بعبدا - عاليه في حال قرر الحزب بصورة نهائية الائتلاف مع جنبلاط وتيار المستقبل والقوى الأخرى في المعارضة. وعلمت"الحياة"أن الاتصالات أدت الى توضيح خلفية ما حصل في بيروت لجهة عدم وجود قرار سياسي لدى قيادة الحزب تشطيب النائب عاطف مجدلاني، باعتبار ان ما حصل لم يكن أبعد من رد فعل على تبادل التشطيب أخفقت الاتصالات في تداركه على الأرض. وهكذا فإن الاتصالات دارت حول ضرورة استيعاب"الانتكاسة"التي مرت بسلام من دون أن تؤثر في المسار العام لنتائج الانتخابات في بيروت، خوفاً من تكرارها لاحقاً في بعبدا - عاليه لما سيكون لها من تأثير سلبي لن يستفيد منه إلا المنافسين في اللائحة الثانية المدعومة من عون وأرسلان.