سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ائتلاف المر - الطاشناق يتعاون مع عون والقومي يهدد بالمقاطعة في بعبدا . الصراع يشتد على "الزعامة المارونية" في الجبل وتحالف الجميل - لحود نحو تشكيل لائحة مكتملة
بدأت قوى المعارضة في جبل لبنان وخصوصاً في دوائر بعبدا ? عاليه، والمتن الشمالي وكسروان - جبيل تقترب من انجاز المعاملات النهائية للطلاق الانتخابي لا سيما بين لقاء قرنة شهوان وتيار المستقبل واللقاء النيابي الديموقراطي من جهة التيار الوطني الحر الذي اوشك على تشكيل لوائحه الائتلافية مع شخصيات وقوى سياسية حليفة لسورية كانت في الامس القريب ممثلة في السلطة بأبرز رموزها من جهة ثانية. ولم ينجح السفيران الأميركي جيفري فيلتمان والفرنسي برنار ايمييه في اتصالاتهما بقوى فاعلة في المعارضة في وقف مسلسل انهيار التحالفات الذي سيقود حتماً الى اعادة خلط الاوراق السياسية بدءاً من الجبل على قاعدة اشتداد الصراع على الزعامة المارونية في المتنين الجنوبي والشمالي وكسروان. ومع ان فيلتمان وايمييه لم يتدخلا في تفاصيل الخلاف وأسبابه لجهة تأليف اللوائح، فانهما حاولا في لقاءاتهما التي ظلت بعيدة من الاضواء اقناع اطراف المعارضة بضرورة التوافق طالما ان لا اختلاف على البرنامج السياسي. وقد بات بحكم المؤكد ان المعركة في المتن الشمالي لن تكون اقل سخونة من"شقيقتها"في عاليه والمتن الجنوبي لما بين هاتين الدائرتين من ارتباط سياسي مفتوح بطريقة او باخرى على كسروان - جبيل. تحالف الجميل - التجدد وبحسب المعلومات الاولية فإن تحالف الرئيس السابق امين الجميل من خلال نجله بيار الجميل قائم مع رئيس حركة التجدد الديموقراطي نسيب لحود وقد يتجهان قريباً الى تشكيل لائحة مكتملة من ثمانية مرشحين في مقابل ميل العماد ميشال عون الى تأليف لائحة ناقصة من خمسة مرشحين يترك فيها ثلاثة مقاعد شاغرة للماروني والارثوذكسي والأرمني. وفي مقابل هاتين اللائحتين بادر امس نائب رئيس المجلس النيابي ميشال المر الى اعلان تحالفه مع حزب الطاشناق الذي رشح هاغوب بقرادوني للمقعد الارمني في المتن الشمالي ضد مرشح حركة التجدد رافي مادويان. ولعل الوضوح الذي يسود الساحة المتنية عبر تشكيل اللوائح أخذ يدفع باتجاه طرح تساؤلات تكون اقرب الى الواقع وتتعلق باحتمال حصول تعاون غير مباشر بين لائحة عون من ناحية وبين الثنائي المؤلف من المر وحزب الطاشناق... وقد ينضم الى ركب التعاون الانتخابي غير المباشر النائب عن الحزب السوري القومي الاجتماعي غسان الاشقر. لكن لا شيء نهائياً بالنسبة الى امكان حصول مثل هذا التعاون بين الاشقر من جهة وبين لائحة التيار الوطني الحر ولائحة الثنائي المر ? بقرادوني. وقد يكون السبب في ان فشل الائتلاف في عاليه ? بعبدا بين الحزب القومي وطلال ارسلان والتيار الوطني، سيطيح بتمرير التعاون بين هذه الاطراف على جبهة المتن الشمالي اضافة الى ان"الجنرال"يتجنب الدخول في صفقة مباشرة خوفاً من الاحراج لدى قوى المعارضة الاخرى التي تستعد لشن حرب اعلامية - سياسية ضده محملة اياه مسؤولية تشتيت المعارضة واستبدالها بحلفاء في الموالاة. لكن ما يعزز الفرصة امام تعاون عون مع المر والطاشناق، هو ان الاول كان اعترض في مفاوضاته مع الجميل ولحود على ترشح مادويان بسبب التزامه التعاون مع المرشح الذي يسميه حزب الطاشناق الذي هو في الوقت نفسه ملتزم بتحالفه السياسي مع المر. وربما كانت هذه الدوافع مجتمعة وراء ميل عون الى تشكيل لائحة غير مكتملة تفسح في المجال امام قيام تعاون مع المر والطاشناق من دون ان يلقى أي احراج بذريعة انهم لا يخوضون المعركة على لائحة واحدة. وعلى هذا الصعيد قالت مصادر مقربة من الرئيس الجميل ان الاخير رفض عرضاً من عون يقوم على سحب مرشحه في بعبدا - عاليه انطوان غانم عن لائحة اللقاء الديموقراطي وتيار المستقبل وتيار القوات وقرنة شهوان، وان رد فعل"الجنرال"كان في وضعه امام خيارين اما التحالف في كل الجبل او خوض المعارك المباشرة. وأكدت المصادر ان الجميل رفض ما اعتبره ابتزازاً لأنه يقيم تحالفاته انطلاقاً من الحرص على المصالحة التي تحققت في الجبل برعاية البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، اضافة الى عدم العودة الى تداعيات الحرب في هذه المنطقة حتى لو اضطر الى التضحية بمقعد نيابي. ولفتت الى ان الجميل يرى ان فك تحالفه مع جنبلاط وتيار المستقبل يعني العودة بالوضع الى الوراء. بعبدا - عاليه اما على صعيد بعبدا - عاليه، فيعقد اليوم لقاء بين ارسلان وقيادة التيار الوطني في المنطقة استعداداً لوضع اللمسات الاخيرة على اللائحة المشتركة التي ستعلن على الارجح الاثنين المقبل لمنافسة اللائحة المدعومة من جنبلاط وتيار المستقبل والحركة الاصلاحية الكتائبية وحزب الله، وتيار القوات اللبنانية. وكانت جرت محاولة اخيرة لاقناع رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون بالانضمام اقتراعاً وليس ترشحاً الى حلف ارسلان عون، لكنه اصر على موقفه منتقداً تضرر عون في تسمية المرشحين المسيحيين بذريعة انه كان اعطى لهؤلاء وعداً اثناء وجوده في باريس وقبل عودته الى بيروت بالتعاون معهم وانه لم يعد في مقدوره الاخلال بوعده. ويتجه شمعون الى اعلان اسماء مرشحيه احتجاجاً على تفرد عون بينما يصر الحزب القومي على ان تكون له حصة في اللائحة من خلال تسمية مرشح ماروني او آخر درزي شرط ان يكون في المتن الجنوبي وليس في عاليه. ولم تتوصل المفاوضات بين رئيس الحزب القومي جبران عريجي وارسلان حتى الساعة الى نهاية سعيدة، اذ يصر القومي على موقفه فيما يفضل ارسلان بناء لتفاهمه مع عون على حصر دور الحزب في هذه المنطقة باختيار مقرب منه ليكون الدرزي الثاني عن عاليه بذريعة ان الجنرال لا يحتمل تعاوناً على المكشوف مع القومي. ولم تستبعد مصادر القومي احتمال دعوته الى مقاطعة الانتخابات في عاليه - بعبدا، لأنه ليس في وارد التضحية لمصلحة من يريد استبعاده. وكان المر قال في مؤتمر صحافي في مقر حزب الطاشناق في برج حمود، لاعلان تحالفهما ان باب التحالف مفتوح امام"كل الاطراف التي تؤمن بالتمثيل الصحيح للقوى الموجودة على الساحة المتنية". وأشار الى ان التحالف مع عون وصل الى مرحلة التوافق. ونفى المر ما قيل عن سعيه للتحالف مع الرئيس أمين الجميل"لأنهم يتحالفون مع منافسينا السياسيين". واعلن الوزير السابق ناجي البستاني انسحابه لأن الانتخابات"لن تكون على مستوى طموحات الشباب اللبناني والبلد"