"إننا ننتظر من عدد من موظفينا، ان يغادروا مكاتبهم، مع نهاية الربع الثاني من العام الجاري، ونرى ان هذا الإجراء سيوفر على المؤسسة بين 300 و500 مليون دولار"، وهذا الأمر الذي سيؤدي إلى فقدان نحو عشرة آلاف إلى 13 ألفاً لوظائفهم، معظمهم من الأوروبيين. وذلك بعد تدني الأرباح. هذه الكلمات الموجزة أطلقها المدير المالي لعملاق المعلوماتية العالمي"أي بي أم" مارك لافريدج في نيويورك يوم الخميس الماضي، تحت عنوان "إعادة هيكلة الشركة"، خصوصاً لجهة مركزية أقسام المبيعات والتجهيزات، ومن اجل منح مسؤوليات إضافية في الإدارة واتخاذ القرارات لفريق العمل الذي على علاقة مباشرة مع الزبائن. وقد كشفت صحيفتا "لا تريبون" و"لو موند" الفرنسيتين، ما لم يقله لافريدج، وهو ان "أي بي أم" تعتزم فتح مراكز في بعض دول أوروبا الشرقية بولندا، هنغاريا وتشيخيا لتدني مستوى الأجور، بدلاً من المراكز التي ستقفل في كل من ألمانياوفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، حيث الأجور المرتفعة. وبالتالي يكون السبب الرئيسي ل"إعادة الهيكلة" هو زيادة الأرباح، اكثر مما يتعلق بالتطوير أو بإغلاق مراكز خاسرة! ماذا تقول الأرقام؟ يتراوح عدد موظفي الشركة وعمالها في العالم بين 319 و329 ألفاً، موزعين على 170 بلداً، وقد قررت الشركة التخلي عن نحو عشرة إلى 13 ألفاً، ما نسبته ثلاثة إلى أربعة في المئة من مجموع موظفيها في العالم. وهذه هي المرة الثانية منذ عام 2002 حين أقدمت "أي بي أم" على صرف 15600 من موظفيها خمسة في المئة من المجموع العام. لم تفاجأ النقابات الأوروبية بهذا القرار، فالموضوع كان متداولاً منذ مطلع العام الحالي، وقد بدأت النقابات خصوصاً في فرنساوألمانيا بعقد اجتماعات تهدف إلى المطالبة برفع قيمة التعويضات للمرشحين للصرف، فالفرنسيون تحدثوا عن فقدان نحو ألف وظيفة، من اصل 11 ألفاً، والألمان عن فقدان نحو ألفين إلى 2500 وظيفة من اصل 23 ألفاً. وتوظف "أي بي أم" في أوروبا الغربية نحو 100 ألف شخص. أما في السويد والدنمارك فقد تقرر نقل نحو ألف من اصل 12 ألفاً إلى... الهند الأرباح عبرت صحيفة "وول ستريت" عن عدم رضاها عن النتائج المحققة للشركة في الربع الاول من العام الجاري، وجاء في نشرتها بتاريخ 14 نيسان إبريل ان الأرباح الصافية المحققة كانت الأدنى منذ ثلاثين شهراً، وبلغت نسبتها ثلاثة في المئة، فيما خفضت المبيعات بنسبة ثمانية في المئة في ألمانيا وسبعة في المئة في إيطاليا وثلاثة في المئة في فرنسا. وهذا ما أدى إلى خفض في سعر السهم بنسبة 10 في المئة في اليوم نفسه لنشر التقرير. وفي الحقيقة، فان عملاق المعلوماتية يبدو بحال جيدة، اذ حققت المبيعات في 2004 ارتفاعاً نسبته 8.3 في المئة، أي 96.3 بليون دولار، وأرباحاً صافية بنسبة 11.2 في المئة، وقيمتها 8.4 بليون دولار. وقد عمدت الشركة إلى تخصيص 7.3 بليون دولار لاعادة شراء أسهمها ، في محاولة لرفع قيمة السهم، وفي 26 نيسان 22005، قررت الشركة تخصيص خمسة بلايين دولار للغاية نفسها. وبالنسبة الى مردود العمل للعامل الواحد سنوياً، تبدو "أي بي أم" دون مستوى بقية منافسيها، فبلغ مردود المبيعات للموظف الواحد في 2004 نحو 293 ألف دولار، مقارنة ب891 ألف دولار ل"ديل" و529 ألف دولار ل"اتش بي". أما كلفة إعادة الهيكلة فقد خصصت لها الشركة نحو 1.3 إلى 1.7 بليون دولار، ستدفع خلال الربع الثاني من العام الجاري، وتتوقع الشركة ان ترتفع بعد ذلك نسب الارباح.