كان القيادي البارز في جماعة"الإخوان المسلمين"الدكتور عصام العريان ضيفاً على برنامج"على الهواء"الذي بثته قناة"أوربيت"السبت الماضي، ومعه مراسل"الحياة"في القاهرة ومساعد وزير الداخلية السابق اللواء رؤوف المناوي ورئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام الدكتور عبدالمنعم سعيد، لكنه تحدث أكثر من كل هؤلاء حتى انهم داعبوا مقدم البرنامج الزميل جمال عنايت لأنه ينتقد"الإخوان"كثيراً فيمنح الفرصة للعريان ليرد فيأخذ مساحة أكبر من الثلاثة الآخرين، فما كان من الأخير إلا ان وجه الحديث الى الجميع قائلاً:"ياجماعة كلكم ممكن تيجوا هنا تاني أما أنا فلا أضمن ان أظهر في البرنامج الاسبوع المقبل وربما أكون ضيفاً على الحكومة في احد فنادقها". هذا هو العريان: يتكلم كثيراً ويظهر في الفضائيات دائماً ويهاجم النظام من دون مواربة ويدافع عن جماعاته باستماتة. يكتب مقالات في صحف ويحضر ندوات ومؤتمرات، ناهيك عن عمله في مركز للتحاليل الطبية ونشاطه الحافل في نقابة الاطباء. كان مصدر قلق دائم للسلطات وموضع اتهام من الحكومة ومحل غضب أجهزة الأمن. وكان يجذب مراسلي الصحف ووسائل الإعلام بطريقته المرتبة في الحديث ومعلوماته الغزيرة ودماثة خلقه وروحه المرحة، حتى خلع هؤلاء عليه ألقاباً ومراتب تنظيمية على خلاف الحقيقة. فأطلق عليه بعضهم"رئيس اللجنة السياسية في الاخوان"، ووصفه آخرون بأنه"الناطق باسم الجماعة"وكتب عنه صحافيون انه"نائب المرشد"على رغم أن للمرشد نائبين آخرين هما الدكتور محمد حبيب والمهندس خيرت الشاطر. حصل العريان على نفوذه بين الاخوان وانتشاره في وسائل الاعلام بمجهوده وتاريخه الحافل ومن دون موقع مهم بعينه داخل الهيكل التنظيمي للجماعة، وزادت مكانته كثيراً بعدما قضى 5 سنوات داخل السجن تنفيذاً لحكم اصدرته محكمة عسكرية عام 1995. وفي ذلك العام كان"الإخوان"يخططون لترشيح العريان لخوض الانتخابات البرلمانية لكن السجن حرمه فرصة المنافسة، وهو كان نائباً في البرلمان في دورة سابقة، وربما يترشح في الانتخابات المقبلة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل اذا لم يعد التاريخ نفسه ويحال العريان مع زملاء له على محكمة قد تحرمه مجدداً الترشيح أو الفوز بالمقعد البرلماني. بالأمس بحث الاعلاميون عنه ليحكي لهم وقائع يوم التظاهرات فلم يجدوه. وعلى غير العادة ظل هاتفه النقال مغلقاً مع انه"موسم"الحديث الى وسائل الاعلام. وبعد فترة اكتشف الجميع أن حدث الجمعة لم يكن فقط تظاهرات"الاخوان"وانما الاعتقالات في صفوفهم، وان المعتقل هذه المرة هو"صديقهم العريان".