قالت مصادر من أمانة الاتحاد المغاربي مقرها في الرباط ان مشاورات بين قادة الدول الاعضاء بدأت عبر مبعوثين للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي ترأس بلاده الاتحاد المغاربي، من أجل عقد القمة المقبلة في ليبيا يومي 25 و26 ايار مايو الجاري، لكن الاتفاق النهائي يظل رهن مواقف القادة. ويتوقع ان يزور المغرب في وقت لاحق مبعوث من العقيد معمر القذافي، في حين نقل عن وزير الاتصال الاعلام الموريتاني حمود ولد عبدي قوله أول من أمس ان بلاده توافق على عقد القمة المغاربية في"اي مكان أو زمان"، مؤكداً ان موقف بلاده مبدئي"بغض النظر عن مشاكلنا مع هذا الطرف أو ذاك". ولم تنعقد أي قمة مغاربية منذ عام 1994 بسبب اندلاع خلافات قوية بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء، ودعت على اثرها الرباط الى"تجميد مؤسسات الاتحاد المغاربي". وألقيت خلافات سابقة بين موريتانيا وليبيا بدورها ظلالاً على جهود عقد القمة. ولم يستطع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي كان يعول على استضافة بلاده قمة مغاربية ارجئت مرات عدة، ان يكسر الجمود الحاصل، ما أدى الى نقل رئاسة الاتحاد الى ليبيا في نهاية العام الماضي. لكن مشاورات التأمت بين قادة العواصم المغاربية الخمس مرات عدة على هامش لقاءات عربيى ودولية من دون ان ترتدي طابع قمة. وينظر أكثر من مراقب الى التحسن الذي طرأ على العلاقة بين المغرب والجزائر بوصفه مؤشراً الى تسريع عقد القمة. ويضاف الى ذلك تجاوز خلافات سابقة بين نواكشوط وطرابلس حول ضلوع الأخيرة في المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، في حين ان العلاقات الاقليمية، على صعيد الحوار بين بلدان شمال افريقيا والاتحاد الاوروبي والتنسيق الأمني مع حلف شمال الاطلسي في مواجهة الارهاب والانفلات الامني، كلها معطيات تحتم التنسيق مغاربياً وفق ما قال مصدر ديبلوماسي. لكن الموقف من التطبيع مع اسرائيل الذي شكل في ما مضى مصدر تباين في وجهات النظر لم يعد بالحدة نفسها، وفق المصدر ذاته. فزيارة وزير خارجية اسرائيل سيلفان شالوم الى نواكشوط مرت من دون"مؤاخذات"الشركاء المغاربيين وضمنهم ليبيا، في حين ان العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اجتمعا الى شمعون بيريز في مدريد خلال اقامة ذكرى تفجيرات مدريد في آذار مارس الماضي، بينما الموقف التونسي لناحية الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء ارييل شارون"لم يشكل اي إحراج"لبقية العواصم المغاربية. ونقلت صحيفة مغربية أمس عن بيريز ان المغرب يمكن ان يلعب دوراً مهماً في عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي في مقابلة نشرتها صحيفة"لوماتان"القريبة الى الأوساط الرسمية ان المغرب بإمكانه ان يكون"جسراً بين اسرائيل والدول العربية". وسبق للمسؤول الاسرائيلي ان أبدى الرغبة في زيارة المغرب، غير ان أي موعد لم يحدد لذلك، خصوصاً ان الرباط اغلقت مكتب الاتصال الاسرائيلي فيها عام 2002 بعد تزايد احتجاجات الشارع المغربي ضد سياسة اسرائيل ضد الفلسطينيين.