تبدو قمة اتحاد المغرب العربي المتوقع عقدها في 23 و24 كانون الاول ديسمبر الجاري في العاصمة الجزائرية، بعدما تأجل انعقادها منذ 1995، الفرصة الاخيرة لانقاذ هذه المنظمة المحتضرة. وسيكون على قادة الدول الخمس الاعضاء في الاتحاد الجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا وتونس التفاهم على اصغر قاسم مشترك بينهم حتى لا تبقى منظمتهم التي عقدت آخر اجتماعاتها العام 1994، مشلولة. وقال محللون في العاصمة الجزائرية ان هذا القاسم المشترك قد يكون المصلحة الاقتصادية للدول الخمس في مواجهة شريكتهم الرئيسية اوروبا التي قد يدفعها شكل الاتحاد الى الالتفات الى اوروبا الشرقية التي تستعد عشر من دولها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي الذي عبر مرات عدة عن رغبته في التعامل مع كتلة مغاربية متماسكة ومستقرة. وقال صحافي جزائري متخصص في الشؤون المغاربية ان "فشلاً ثانياً في عقد هذه القمة بعد ارجاء قمة حزيران يونيو 2002 في الجزائر سيعني نهاية اتحاد المغرب العربي الذي لم يعمل اصلا منذ تأسيسه العام 1989". وبعدما انجزت كل الاستعدادات للقمة، اضطر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى ارجائها بطلب من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بعد اعلان المغرب انه لن يحضر الاجتماع. ويرتبط غياب العاهل المغربي محمد السادس بالنزاع في الصحراء الغربية الذي يدور منذ 1975 بين المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بوليساريو التي تلقى دعم الجزائر. وقال ديبلوماسي ان "قادة الاتحاد يجب ان يتوصلوا الى تسوية في الصحراء الغربية اذا كانوا لا يريدون ان تفوّت المنطقة قطار التنمية". وشككت الصحف الجزائرية امس في امكان انعقاد القمة، خصوصاً بسبب هذا الخلاف. وكتبت صحيفة "ليبيرتيه" ان "فرص التطبيع والتكامل مرهونة في الوضع الحالي للخلافات التي لا يمكن تجاوزها بين البلدين المغرب والجزائر خصوصاً في شأن مشكلة الصحراء الغربية"، موضحة ان العلاقات بين البلدين "ما زالت تراوح مكانها". ونقلت عن مصادر ديبلوماسية ان زيارة الملك محمد السادس للجزائر "ليست مؤكدة". اما صحيفة "لوماتان" فأشارت الى "الخلاف الحاسم" بين المغرب والجزائر "والنزاعات بين موريتانياوالجزائر وليبيا". وقالت ان "موريتانيا تنتقد الرئيس الجزائري لتصريحاته عن تطبيع العلاقات مع اسرائيل واقامة سفارة اسرائيلية في نواكشوط... بينما يتعلق الخلاف مع ليبيا بالدعم الذي قدمه على ما يبدو معمر القذافي الى المعارضة الموريتانية". واخيراً تحدثت صحيفة "الخبر" عن "مقاطعة معلنة" لقمة الجزائر بسبب "الغياب الاكيد" لملك المغرب والرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع الذي تحدث عن الاسباب نفسها التي ذكرها شركاؤه. وقال مصدر مطلع على الملف ان "مهمة القمة المقبلة لن تكون سهلة لقادة اتحاد المغرب العربي الذين يواجهون احد خيارين: اما ان يقوموا بتحريك منظمتهم او ان يعجلوا في نهايتها". وتتولى الجزائر منذ قمة تونس العام 1994 الرئاسة الدورية للاتحاد بعد رفض ليبيا القيام بهذه المهمة في 1999.