يقترع البريطانيون اليوم لانتخاب اعضاء مجلس العموم الجديد، الذي ستستمر ولايته نظرياً حتى بداية العقد المقبل، ولاختيار الحزب الذي سيحكمهم في السنوات الخمس المقبلة. وتُرجح استطلاعات الرأي ان تجدد البيعة لحزب العمال وزعيمه توني بلير لكن بأغلبية، لا تتجاوز المئة نائب بعدما ترك اشتراك بريطانيا في الحرب على العراق"ازمة ثقة"بزعامة بلير وصدقيته. لكن البريطانيين سيتخلون عن تحفظاتهم في شأن الحرب و"الشبح العراقي"ويعيدون العمال الى السلطة نتيجة اقتصادهم القوي. راجع ص 10 ووفق احصاءات رسمية يحق لحوالى 41 مليون بريطاني الاقتراع لاختيار 645 نائباً، بعد تأجيل اختيار النائب رقم 646 لوفاة احد المرشحين في دائرة يسيطر عليها حزب المحافظين المعارض، لكن النسبة المتوقعة للمقترعين لن تزيد على 55 في المئة، في افضل الحالات، اثر تراجعها من 71.4 في المئة عام 1997 الى 59.1 في المئة عام 2001، وتعرض بلير لهجوم جديد قبل ساعات من الانتخابات العامة بسبب رفضه اجراء تحقيق شامل في شأن مشروعية الحرب في العراق. وكانت عائلات تضم مجموعة من أقارب الجنود البريطانيين الذين قُتلوا في الحرب طالبت بإجراء هذا التحقيق لكن بلير رفض ذلك بشدة، متعللاً بأنه"ليست هناك حاجة للخوض في هذا الأمر ثانية". وفي اليوم الاخير للحملة الانتخابية جال زعماء الاحزاب على عشرات الدوائر الانتخابية في محاولات مستميتة مستميتة لكسب المزيد من الاصوات بعد حملة انتخابية طويلة، اعتبرها المراقبون مملة، وان كان موضوع العراق ظل يسيطر بشكل كامل على الاسبوع الاخير وحتى الساعات التي سبقت الاقتراع ربما اكثر من الاقتصاد والضرائب والخدمات العامة. وقال بلير ان الساعات الأخيرة ستكون حاسمة لأنه يريد ان"يقاتل من أجل كل دائرة انتخابية حتى النهاية". ومع ان هذه هي الانتخابات الأخيرة التي يخوضها بلير كزعيم للعمال، بعدما أعلن انه سيتقاعد في نهاية عمر المجلس الجديد، إلا ان شعارات عدة رُفعت تفيد"انتخب بلير لتحصل على غوردن براون"كزعيم للعمال. ويُعتقد ان بلير سيستقيل بعد عام أو عامين لكي يُخلي الساحة أمام براون صديقه وغريمه الرئيسي. وحاول بلير صباح امس ان ينفي، في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي، انه قرر مشاركة بريطانيا في الحرب خلال مناقشات مع الرئيس جورج بوش في وقت مبكر عام 2002 وان كل ما فعله بعد ذلك كان يرمي الى اقناع الرأي العام هنا بضرورة الحرب، وقال ان هذا الكلام"ليس صحيحاً على الاطلاق". وأظهرت آخر استطلاعات للرأي ان حزب المحافظين سجل اسوأ نسبة من حيث تأييد الناخبين على نحو لم يكن قائماً حتى قبل انتخابات عام 1997 التي فاز فيها العمال باغلبية ساحقة. وافاد استطلاع لصحيفة"ذي تايمز"ان العمال سيحصلون على نسبة دعم شعبي تصل الى 41 في المئة مقابل 27 في المئة للمحافظين ونسبة 23 في المئة للأحرار الديموقراطيين. لكن استطلاعاً آخر لشبكة"سكاي"التلفزيونية اعطى للمحافظين املاً افضل اذ حصل على نسبة 32 في المئة، والعمال نسبة 36 في المئة، مقابل نسبة تأييد للأحرار الديموقراطيين تصل الى 25 في المئة. ووفقاً لاستطلاع"ذي تايمز"سيخسر المحافظون 13 دائرة انتخابية من اصل 165 يسيطرون عليها الآن ليفوزوا فقط في 152 دائرة ما قد يؤدي الى"اخراج مايكل هوارد من زعامة الحزب"كما جرى مع سابقيه جون ميجور وليم هيغ بعد خسارتهما الانتخابات. وقالت صحيفة"فايننشال تايمز"ان المحافظين سيجدون صعوبة في الابقاء على زعامة هاوارد اذا لم ينجح في تحقيق 209 مقاعد نيابية. ويُتوقع ان يكون اكثر الرابحين في المعركة حزب الأحرار الديموقراطيين المتوقع ان يزداد عدد مقاعده البرلمانية من 51 الى 70. واذا فاز بلير في الانتخابات، سيحتفل الجمعة بعيد ميلاه الثاني والخمسين وبولايته الثالثة على التوالي ليكون أول زعيم لحزب العمال يحقق هذا النصر لحزب ولد وسط حركات الطبقة العمالية خلال الثورة الصناعية في بريطانيا في القرن التاسع عشر.