كثف زعماء الأحزاب البريطانية حملاتهم الانتخابية أمس، في محاولة أخيرة لكسب أصوات الناخبين قبل ساعات من الانتخابات البرلمانية التي أشارت استطلاعات الرأي إلى أنها قد تعيد رسم الخريطة السياسية. ولمح رئيس الوزراء جوردون براون إلى أنه قد يتنحى إذا فشل حزب العمال الذي يتزعمه في الفوز بولاية رابعة على التوالي، كما تشير معظم الاستطلاعات. وأظهرت أحدث الاستطلاعات أن ديفيد كاميرون الذي يأمل في وضع نهاية لاستمرار حزب المحافظين الذي يتزعمه في المعارضة منذ 13 عاما سيفوز بأغلبية ضئيلة في البرلمان، أو قد يحصل على مقاعد تقل قليلا عن الأغلبية التي تمكنه من السيطرة على مجلس العموم، وفقا للكيفية التي ستتوزع بها الأصوات في دوائر بريطانيا الانتخابية ال650. وواصل كاميرون مواصلة حملته الانتخابية البارحة، ومن المقرر أن يشارك في مناسبات مقررة في شمال إنجلترا اليوم، وهو يسعى لكسب تأييد ثلث الناخبين الذين يقال إنهم لم يحسموا اختياراتهم بعد. وأدى صعود حزب الديمقراطيين الأحرار وهو الحزب الثالث في الساحة السياسية البريطانية إلى زيادة الشكوك، وحول السباق إلى معركة ثلاثية. وتشير بعض الاستطلاعات إلى أن حزب الديمقراطيين الأحرار قد يتفوق على حزب العمال ويصبح الحزب الثاني لناحية نصيبه من الأصوات، لكن نتيجة للنظام الانتخابي البريطاني سيحصل حزب العمال على عدد أكبر من المقاعد في البرلمان. غير أن حزب الديمقراطيين الأحرار يمكن أن يمسك بميزان السلطة في أي انتخابات غير حاسمة، وسيستخدم هذا الوضع في السعي من أجل تطبيق نظام القائمة النسبية. ورغم أن حزب العمال يأتي بعد حزب المحافظين بفارق سبع أو ثماني نقاط مئوية في أحدث استطلاعات الرأي، فلم يستسلم براون وحزب العمال ولم يحسم كثير من الناخبين أمرهم بعد. غير أن براون الذي شغل منصب وزير المالية عشر سنوات حتى عام 2007 أشار إلى أنه قد يتنحى إذا أخفق حزب العمال تماما في الانتخابات. ومنحت صحيفة (فاينانشال تايمز) كاميرون دعما عندما حولت تأييدها من حزب العمال الذي يتولى السلطة منذ عام 1997 إلى حزب المحافظين. وقالت إن حزب كاميرون سيكون الأفضل في معالجة العجز القياسي في الميزانية وإدارة الانتعاش من أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية. وحث نك كليج زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار الناخبين على الابتعاد عن الحزبين اللذين يهيمنان على الحياة السياسية منذ انتهاء الحرب.