أعاد أعضاء الحزب الديموقراطي في الكونغرس الأميركي"كرة"تعيين المسؤول السابق لشؤون وقف التسلح في وزارة الخارجية جون بولتون سفيراً لدى الأممالمتحدة، إلى"ملعب"البيت الأبيض، بعد رفضهم التصويت على ترشيحه إلى حين رضوخ الإدارة الجمهورية لمطالبهم، وتعميم تصريحات بولتون في شأن سورية ومبالغاته المزعومة عن ترسانتها النووية وتطويرها أسلحة دمار شامل. وعلى رغم تفوقه العددي 55-44 في مجلس الشيوخ، فشل الفريق الجمهوري من تأمين الأصوات الستين اللازمة لمباشرة عملية التصويت، بعدما رفض 42 نائباً ديموقراطياً الخطوة، ما دفع المجلس إلى تأجيل عملية التعيين التي أعلن عنها في أول آذار مارس الماضي، أسبوعين آخرين، أي بعد عودة المجلس من عطلته الفصلية في منتصف حزيران يونيو المقبل. وفي رسالة رسمية، طالب النائبان جوزيف بايدن وكريستوفر دود البيت الأبيض بتوفير الوثائق السياسية والاستخباراتية في شأن سورية التي اعتمدها بولتون في صيف 2003 عند تحضير شهاداته أمام الكونغرس. وامتنع البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي عن تعميم الوثائق طيلة الشهر الماضي، ما جعل الديموقراطيون يعتبرون السبب في ذلك وجود دليل على"تحريف بولتون للحقائق لبناء حملة تحريضية"في جلسات الاستماع ضد دمشق والمبالغة بقوتها النووية. كما اتهمت رسالة دود-بايدن المرشح الجمهوري بانتهاك قوانين السرية الإدارية والولاء المهني، وتعرضه لموظفين في الخارجية ومجلس الأمن القومي سواء لتسريب معلومات استخباراتية أو لتصفيات حزبية وسياسية. وشككت الرسالة في ولاء بولتون المتأرجح بين كونه موظفاً في الخارجية من جهة، وأحد أبرز المقربين من نائب الرئيس ديك تشيني وخط المحافظين الجدد البارز في مكتب نائب الرئيس، والمتعارض مع خط المعتدلين في الشأن الإيراني، والذي يدعو إلى سياسة أكثر تشدداً مع طهران.