تضج الأوساط الإعلامية الفرنسية بخبر افتراق سيسيليا ساركوزي عن زوجها، زعيم حزب"الاتحاد من أجل الحركة الشعبية"اليمين الحاكم، نيكولا ساركوزي. وبخلاف الولاياتالمتحدة، نادراً ما يخوض الإعلام الفرنسي في المواضيع المتصلة بالحياة الخاصة لرجال السياسة، انطلاقاً من احترامها لخصوصيات السياسيين ومن طباع الفرنسيين التي تجعلهم لا يهتمون بتفاصيل الخيانات الزوجية والعلاقات الجانبية. ولولا ذلك لكانت هذه المواضيع بمثابة قصص يومية على الساحة السياسية الفرنسية. لكن ساركوزي وزوجته موضوع مختلف ومثير للفضول، كونه بعد توليه لمنصبي وزارة الداخلية والمال يعد نفسه للحصول على تفويض حزبه وترشيحه له لانتخابات الرئاسة سنة 2007. ويطمح ساركوزي 50 عاماً بقوة الى هذا الترشيح الذي يشكل الهاجس المسيطر على كل نشاطاته، وهو لم يخفِ يوماً رغبته في منافسة الرئيس الحالي جاك شيراك، الذي لا يثق به، خصوصاً بسبب خيانته له بتأييده لرئيس الحكومة السابق ادوار بالادور في انتخابات الرئاسة. وكان لسيسيليا حضور دائم الى جانب زوجها، حتى أنه كان لها مكتب محاذ لمكتبه في وزارة الداخلية، وهي تتدخل في كل ما يتعلق بإعلامه وعلاقاته العامة، وكانت حتى الآن مديرة مكتبه في الحزب. ظهرت صورهما باستمرار في المجلات الفرنسية، ومنها"باري ماتش"التي وضعت صورتهما على أحد أغلفتها عام 2004 ووصفتهما بأنهما زوجان من نوع جديد على غرار عائلة كنيدي الأميركية. وما من موعد إعلامي مهم لساركوزي إلا وحضرته زوجته، فعندما دعي مثلاًَ الى مناقشة موضوع حظر الحجاب في فرنسا، خلال برنامج تلفزيوني شارك فيه الاستاذ الجامعي السويسري طارق رمضان، كانت سيسيليا حاضرة في الاستوديو والكاميرات مركزة على حركاتها وتعابيرها عندما احتدم النقاش بين زوجها ورمضان. ووسط معركة الاستفتاء على الدستور الأوروبي الجديد الذي يجري الاحد المقبل ويشغل فرنسا، اصبحت سيسيليا المتغيبة عن الأنظار موضوعاً إعلامياً أساسياً. وهي شاركت في المنتدى الاقتصادي في الأردن مع مجموعة من شركة"بوبليسيس"الفرنسية المعروفة، فيما عزت الصحف الفرنسية اعتذار زوجها عن عدم المشاركة في مقابلة تلفزيونية حول الاستفتاء، بقوله إنه مرهق، الى خلافه مع زوجته. وعندما وجه اليه أحد الصحافيين الفرنسيين السؤال عن صحة ما يقال عن مشاكله الزوجية، أجاب ساركوزي:"احترموا عائلتي". وتستغرب الأوساط الإعلامية والسياسية أن تكون سيسيليا افترقت عن زوجها الذي يطمح للرئاسة وتدعمه بشدة في طموحه هذا. وللزوجين ساركوزي ولد اسمه لوي، ولكن لكل منهما أولاداً من زيجات أخرى، فسيسيليا كانت متزوجة من النجم المسرحي جاك مارتان. وقالت صحيفة"لوكانار انيشينيه"النقدية الساخرة، إنه بفضل بعض مستشاري الرئيس الفرنسي في قصر الاليزيه، فإن كل باريس باتت على علم بمشاكل ساركوزي الزوجية. ويبدو أن هذا الموضوع لم ينتهِ بعد، لأن عدد من الصحف والمجلات تستعد حسب"لوكانار انشينيه"لتجاوز الممنوعات والخوض في تفاصيل الموضوع لأسباب تجارية.