لا يزال الرأي العام البريطاني يعرب عن قلقه إزاء عملية التعذيب واساءة معاملة المعتقلين العراقيين على أيدي القوات الاميركية والبريطانية، مع كشف المزيد من هذه الممارسات"غير الأخلاقية والمدمرة لكل من واشنطنولندن بعد فضائح سجن أبو غريب". وأشارت صحيفة"ذي ميل أون صنداي"الى ان قائداً عسكرياً بريطانياً، حصل على أوسمة رفيعة، يتم حالياً التحقيق معه في"ارتكاب جرائم حرب"بعد وفاة مدني عراقي تعرض للتعذيب. وأوضحت الصحيفة ان الكولونيل جورج ميندونكا، الذي حصل على وسام الخدمة العسكرية الرفيعة بعد حرب العراق، يمكن أن يصبح أول ضابط بريطاني لا يزال في الخدمة يمثل امام محكمة في شأن مزاعم تعذيب محتجزين عراقيين خلال العمليات العسكرية. واذا تمت ادانة هذا الضابط الكبير 41 عاماً فإنه سيواجه صدور حكم قضائي بسجنه وتجريده من الوسام الذي حصل عليه. وأثارت التحقيقات التي تجري في هذا الشأن غضب قادة الجيش البريطاني الذين يخشون من أن ضباطاً قاموا بعمليات مثيرة للجدل"قد يواجهون خطراً متزايداً بإمكان تعرضهم لمحاكمات أو مساءلات قانونية اذا تمت توجيه اتهامات الى جنود يعملون تحت امرتهم بارتكاب جرائم حرب". وتتركز الاتهامات الموجهة الى الضابط البريطاني على وفاة بهاء موسى 26 عاماً الذي يعمل موظف استقبال في احد فنادق البصرة. وكان تم اعتقاله في عهدة الوحدة التي يقودها الكولونيل فيندونكا في أيلول سبتمبر 2003. وتم العثور عليه ميتاً بعد يومين فقط بعدما تعرض لضرب مبرح. وأكدت عملية تشريح لجثته انه تعرض لجروح وكسور بما في ذلك كسر في أنفه وثلاثة من ضلوعه. وتركزت التحقيقات العسكرية أولاً على الجنود العاملين في الوحدة، لكن التحقيقات توسع نطاقها الآن لتشمل كبار الضباط وسط مزاعم بأن مسلسل القيادة بأكمله كان متورطاً في وفاة موسى. في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة"ذي اندبندنت أون صنداي"ان القوات الاميركية"تستخدم عمليات التعذيب على نطاق واسع في العراق وافغانستان وفي معتقل غوانتانامو وأن هذا قد تم وفقاً لموافقة ضمنية من الرئيس الاميركي جورج بوش ومن يليه من كبار المسؤولين الاميركيين". وأوضحت الصحيفة في مقالها الافتتاحي ايضاً انه"يبدو ان بعض القوات البريطانية لجأ الى استخدام أساليب تعذيب مماثلة"وكانت"ذي اندبندنت"اول صحيفة بريطانية تكشف النقاب عن الوفاة الغامضة لبهاء موسى بعد تعذيبه، وطالبت بالعدالة لعائلته. لجنة تحقيق اميركية الى لندن من ناحية أخرى، كشفت صحيفة"ذي صنداي تايمز"ان مسؤولين كبار في الكونغرس الاميركي يعتزمون ايفاد فريق الى لندن للتحقيق في دور بريطانيا في الإعداد للحرب على العراق. وأشارت المطبوعة الى أن المناهضين للرئيس الاميركي من الحزب الديموقراطي استغلوا تسريب نصيحة النائب العام البريطاني التي تناولت مشروعية الحرب في العراق، أو عدم مشروعيتها، كدليل على أن اعضاء مجلس الكونغرس تم خداعهم عن نيات بوش في العراق. ويسعى المعارضون لبوش من خلال ايفاد المحققين الى لندن الى اثارة حفيظة وسائل الاعلام والرأي العام الاميركي لإعادة فتح ملف الحرب ومبرراتها.