شارك نحو مئتي معارض كوبي في هافانا، في اجتماع علني استمر يومين واختتم أمس هو الأول خلال 46 عاماً من الحكم الشيوعي، في تحدّ للحظر على المعارضة السياسية في البلاد. ويأمل اجتماع المعارضة، الذي ينظمه التجمع من أجل تعزيز المجتمع المدني في كوبا، في ترسيخ الديموقراطية في كوبا. ولم تتدخّل السلطات الكوبية في الاجتماع، لكنها طردت في وقت سابق عدداً من السياسيين الأوروبيين الذين كانوا يعتزمون المشاركة في المسيرة. وبينما اعتبرت المعارضة الحدث"انتصارا"وعرضت صور فيديو لرسالة تأييد تلقتها من الرئيس الأميركي جورج بوش، استمع نحو مئتي ألف من أنصار الرئيس فيدل كاسترو إلى كلمته التي ألقاها الجمعة وتناول فيها العلاقات الأميركية - الكوبية. وبدأ الاجتماع بدعوة الأعضاء إلى إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين في كوبا. بين بوش وكاسترو وفي رسالة بوش المسجلة عبر جهاز كومبيوتر حمله الديبلوماسي الأميركي في كوبا جيمس كاسون، أشاد الرئيس الأميركي بسعي الناشطين المعارضين إلى الخروج"من ظلال القمع"، وقال إنه"لن يهدأ لنا بال، سنواصل الضغوط حتى يتمتع الشعب الكوبي في هافانا بالحرية عينها التي يتمتعون بها في أميركا". غير أن بعض المعارضين لم يؤيدوا الاجتماع. إذ اتهم عضو حركة التحرير المسيحية اوزوالدو بايا منظمة الاجتماع مارثا بياتريس روك بالتعامل مع قوات الأمن الكوبية، وقال إن الدعم الذي تتلقاه روك من جماعات المنفى المتشددة في ميامي يمكن أن تستخدمها قوات الأمن ذريعة لشن حملات على المعارضة في المستقبل. في المقابل، احتشد الآلاف من أنصار كاسترو يوم الجمعة في هافانا للاستماع إلى كلمته التي ركز خلالها على العلاقات مع أميركا، اذ شدد على أن بلاده تعاونت في شكل كبير مع إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في مجال المعلومات الاستخبارية عن الإرهاب في أواخر التسعينات. أزمة طرد ديبلوماسيين في موازاة ذلك، هدد الاتحاد الأوروبي بإعادة فرض عقوبات على كوبا عقب قيامها بطرد عضو مجلس شيوخ تشيخي وعضو بالبرلمان الألماني ونائب اسباني وعضوين سابقين في مجلس الشيوخ الإسباني، فضلاً عن ترحيل ستة بولنديين إلى بروكسيل، كانوا يعتزمون عقد اجتماع مع معارضي الرئيس فيدل كاسترو. وفي بروكسيل، أعربت المفوضية الأوروبية عن أسفها لهذه الخطوة. وقال الناطق باسم المفوضية"تلك ليست الخطوات المناسبة"، محذراً من أن الاتحاد الأوروبي ربما يعيد فرض عقوبات على كوبا مطلع حزيران يونيو المقبل. واستدعت مدريد السفير الكوبي لتقديم احتجاج رسمي، تماماً كما فعلت برلين وبولندا.