نجا من أكثر من 600 محاولة اغتيال وتحدى 11 رئيسا أمريكيا وواكب أكثر من نصف قرن من التاريخ، فيدل كاسترو «أب» الثورة الكوبية كان له ستة وجوه. والزعيم الكوبي الذي يتساوى عدد محبيه بعدد الذين يكرهونه، وكان عدوا شرسا بقدر ما كان يثير إعجاب النساء، كان أحد العمالقة السياسيين للقرن العشرين. دخل فيدل كاسترو هافانا منتصرا. فصاحب اللحية السوداء والبزة العسكرية الذي لم يخضع لأي تأهيل عسكري ويحمل دكتوراه في الحقوق في 32 من العمر، هزم جيشا من 80 ألف رجل مع «ثواره الملتحين»، وأطاح فولغنسيو باتيستا الرئيس الذي كان في السلطة. وقال علي رودريغيز المقاتل السابق وسفير فنزويلا الحالي في كوبا، إن كاسترو بتطبيقه «عقيدته العسكرية الخاصة» تمكن من «تحويل مقاتلين في حرب عصابات إلى سلطة موازية تضم هؤلاء المقاتلين ومنظمات سرية وشعبية. وبعدما أفشل المؤامرات التي دعمتها واشنطن، أرسل فيدل 386 ألف كوبي للقتال في أنغولا وإثيوبيا والجزائر. وبين 1958 و2000 نجا من 634 محاولة اغتيال، على حد قول الرئيس السابق للاستخبارات الكوبية فابيان ايسكالانتي. ورغم حيويته وانفتاحه، كان متحفظا في ما يتعلق بحياته الخاصة. وكل ما هو معروف عنه هو أنه تزوج مرتين ورزق بسبعة أبناء من ثلاث نساء. وهو يرى أن «الحياة الخاصة يجب ألا تكون أداة للدعاية أو السياسة». وتصفه المنشقة مارتا بياتريس روكي (71 عاما) بأنه «مغرور وأناني ونرجسي»، وأن الذين تجرأوا على مقاومته عانوا «السجن والضرب والإقصاء». وخلال نصف قرن تحدى فيدل كاسترو 11 رئيسا للولايات المتحدة وحكم بقبضة من حديد واتبع سياسة قمع حيال المعارضة أدت إلى إدانة كوبامرات عدة من قبل لجنة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة (التي لم تعد موجودة حاليا). في 1959 تمرد رفيق دربه القومندان اوبر ماتوس فحكم عليه بالسجن 20 عاما. وفي «الربيع الأسود» في 2003 سجن 75 منشقا وأعدم ثلاثة أشخاص رميا بالرصاص. لكن كاسترو ذلك لم يتمكن من إنتاج عشرة ملايين طن من السكر في 1970 ولا استعادة غوانتانامو التي تخلت عنها كوبا للولايات المتحدة قبل أكثر من قرن.