على مدى ستة ايام يلتقي عدد كبير من الشعراء، من مختلف انحاء العالم في مدينة روتردام الهولندية ليحيوا مهرجان الشعر العالمي في دورته السادسة والثلاثين ابتداء من الثامن عشر من الجاري وحتى السادس والعشرين منه. حفلة الافتتاح مخصصة لثلاثة شعراء هم الشاعرة جوري غراهام من الولاياتالمتحدة وخيرت كومري من هولندا وجون ترانتر من استراليا. جوري غراهام المولودة عام 1951 كانت غادرت اميركا مبكراً الى فرنسا ومن ثم الى ايطاليا، ويبدو تأثرها واضحاً بطبيعة المجتمع الايطالي في شكل خاص والمجتمع الاوروبي عموماً. تنحو قصائدها منحى فلسفياً وتعد من أهم الشاعرات الاميركيات المعاصرات وفازت بجائزة بولتزر الاميركية. اما الشاعر الهولندي خيرت كومري المولود عام 1944 فهو من اهم الاصوات الشعرية الهولندية واختير قبل سنتين ليكون شاعر الامة. وإضافة الى كتابة الشعر يكتب الرواية والمسرح والنقد وله عدد من الكتب تحظى بإقبال كبير من الجمهور الهولندي. جون ترانتر هو الشاعر الثالث الذي سيسهم في حفلة الافتتاح، وقد ولد في استراليا عام 1943 وهو من الاسماء المهمة في الشعر الاسترالي المعاصر ، يعمل ناشراً ومدرساً ومعد برامج للراديو الاسترالي. يتميز شعره بالشفافية وبالحس الانساني المتقد والمرهف. وكان استحدث في السنة الماضية ضمن هذا المهرجان الكبير مهرجان صغير لشعراء "الربر" وهم شعراء يقرأون قصائدهم على طريقة الغناء الاميركي الحديث بلا موسيقى. ويمتاز هذا النوع من القراءة بالسرعة والايقاعية والتكرار والتمثيل أحياناً. وسيقوم طلاب معهد مدينة هارلم المسرحي قراءات شعرية ومشاهد مسرحية لكتاب مسرحيين عالميين يخرجها بيتر سونفيلد. الشعراء الموتى سيكون لهم حضور أيضاً، اذ ستوزع في المهرجان انطولوجيا عن الشعراء العالميين الذين ماتوا في السنتين الماضيتين وباللغة الهولندية. ولأن الهولنديين لا يستطيعون العيش بلا موسيقى فقد خصص لها في هذا المهرجان الكثير من الوقت وستكون هذه المرة مستقاة من الشعر ومبنية عليه ومرافقة له طوال المهرجان، وسيكون للبيانو والآلات المعدنية دور كبير لترجيح صوت الشعر الشجي. الشعراء المشاركون يتوزعون على كل قارات العالم وحصة الولاياتالمتحدةواستراليا هي الحصة الكبرى، في حين لم تتح للعرب سوى حصة صغيرة للغاية يمثلها شاعر مصري شاب يعيش في بلجيكا هو عماد فؤاد على خلاف الدورات السابقة. ويمثل إيران شاعر غير معروف يدرس مادة الفلسفة في جامعة طهران هو زيا موفاهد. وستمثل اسرائيل الشاعرة آخي ميشول المولودة في هنغاريا لأبوين يهوديين وهي تجيد العربية والاسبانية والفرنسية. وزعت الجلسات الشعرية على الايام الستة للمهرجان وسيقرأ في كل جلسة خمسة شعراء. ويقوم مقدم الجلسات في كل مرة باختيار شاعر ومحاورته عن انجازاته الابداعية وإفساح المجال للجمهور بطرح اسئلتهم ومحاورة ضيفهم. قبل نهاية المهرجان توزع جائزة "بولدنك" الشعرية السنوية المخصصة لافضل ديوان شعر صدر بين 2004 و2005. واختار الحكام اربعة دواوين شعرية هولندية لنيل الجائزة التي ستعلن في الثاني والعشرين من هذا الشهر. اما اليوم الاخير فسيكون بمثابة اعلان عن نهاية المهرجان ويقوم عدد من الشعراء بألقاء قصائدهم مرتدين الاقنعة.