في احتفالية شعرية استثنائية انطلق من دبي صباح أمس أول مهرجان للشعر الدولي بحضور ألف شاعر تحت شعار "ألف شاعر.. لغة واحدة"، ويستمر المهرجان حتى 9 الشهر الجاري. ولأن الشعر لغة عابرة للقارات فقد اختارت دبي هذا الشعار ليجتمع تحت مظلته شعراء من مختلف الدول العربية والأجنبية على رأسهم النيجيري الشاعر والروائي والمسرحي وول سوينكا، وأول كاتب إفريقي يفوز بجائزة نوبل العالمية للآداب عام 1986. وقد انطلق المهرجان بحفل افتتاح خاص، في مركز دبي التجاري العالمي، استمر من الساعة العاشرة حتى الواحدة ظهرا، وكانت باكورة الأمسيات الشعرية الساعة السادسة مع الشاعر الألماني وولفجانج كوبين. شارك في الدورة الأولى للمهرجان نخبة من الشعراء من نحو 40 دولة من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى إلى جانب مشاركة شعراء من أستراليا، وكندا، وكوريا الجنوبية، والصين، وجمهورية التشيك، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وسويسرا، والنمسا، وأوكرانيا، واليونان، وإيطاليا، وبولندا، وروسيا، وسلوفينيا، والهند، وباكستان، وبنجلاديش، وإندونيسيا، وإيران، والبرتغال، والبرازيل، وجنوب إفريقيا، وأمريكا. ويتسنى لمحبي الشعر متابعة فعاليات الحدث من خلال مواقع متفرقة من دبي، بينما تتنوع تلك الفعاليات لضمان استقطابها لأكبر عدد ممكن من الجمهور ضمن تجربة أدبية وشعرية فريدة ستطال ملامحها مراكز التسوق الكبرى، والمقاهي الشعبية والأماكن التراثية حيث تم تنظيم مسرحيات قصيرة، وعروض تمثيلية، وأمسيات شعرية مصحوبة أحيانا بأمسيات موسيقية. ويسعى المهرجان إلى تسخير لغة الشعر، التي تمثل أحد أهم وأرقى قوالب الإبداع الأدبي، في تعزيز الحوار بين الثقافات والشعوب وصولا إلى فتح نوافذ جديدة للإطلال على ثقافات الآخرين، وقد وفرت إدارة المهرجان ترجمة فورية للحضور الراغبين في الاستماع إلى أمسيات الشعراء غير الناطقين بالعربية، كما أطلقت موقعا خاصا للمهرجان على الإنترنت. وتزامنا مع انطلاقة المهرجان شهدت دبي افتتاح (بيت دبي للشعر) في منطقة الشندغة التراثية، وسيكون بمثابة المركز المحوري للأنشطة الشعرية التي تحفل بها دبي على مدار السنة، كما انطلقت فعالية (سوق عكاظ) في ستة مراكز عامة في دبي حيث تقدم ضمن (السوق) مسرحيات قصيرة تحكي قصصا من تاريخ الشعر والشعراء، إلى جانب ذلك ينظم مهرجان دبي الدولي للشعر عدة ليال لإحياء التراث الشعري العربي، وقد خصصت ليلة لذكرى محمود درويش وأخرى للشاعر عمر الخيام، وليلة للشاعر أبو القاسم الشابي. الشعر الشعبي حاضر ولأن الشعر الشعبي لا يبتعد عن نسيج البيئة الشعرية العامة، فإن للشعراء الشعبيين حضورهم في هذه الاحتفالية حيث سيشارك 6 مارس الشاعران محمد بن الذيب وسعد علوش في أمسية في المركز التجاري العالمي، بينما سيتوج المهرجان بأمسية لنجلي حاكم دبي الشيخين حمدان وأحمد محمد بن راشد آل مكتوم، وستقام 7 مارس. ومسك الختام سيكون بأمسية متفرّدة للشاعر بدر بن عبدالمحسن بتاريخ 9 مارس الثامنة والنصف مساء في مركز دبي التجاري العالمي وأمسية للشاعر برايتين برايتنباخ. محاكمة! لأن الشعر لا يكتمل من دون نقد يواكبه، ويشرحه ويفسره، ويضيء معالمه، حرص مهرجان دبي الدولي للشعر 2009، على تنظيم سلسلة من الندوات النقدية التي لا تقتصر على فن الشعر، بل تتعداه إلى بعض الفنون الأدبية الأخرى، في إطار سعي المهرجان لتعميق الرؤى الإبداعية، وإحياء فنون النقد الأدبي وإثراء وعي الحضور من كل الأطياف بأهمية النقد وضرورته لتطوير العمل الإبداعي شعرا كان أو رواية أو مسرحا. وبهذا الصدد قال جمال بن حويرب المهيري، رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان دبي الدولي للشعر: "ستعقد الجلسات النقدية في مسرح مدينة جميرا طوال أيام المهرجان من الساعة العاشرة صباحا حتى الواحدة ظهراً، وستناقش الجلسات محاور مختلفة مثل: "ترجمة الشعر: مهمة تحفها المخاطر"، و"لغة بألف لسان: هاجس الشعر المشترك"، و"فتنة الشعر أم الرواية: إيقاع التحولات والتغيرات"، و"قصيدة النثر: سقف لإبداع المرحلة"، و"شعر المرأة: أفق يتسع لمزيد من المغامرة". وأكد ابن حويرب أن الجلسات النقدية التي سيديرها عدد من الشعراء الكبار من العالم العربي والعالم الغربي تهدف إلى إزالة الفجوة التي حدثت مؤخرا بين المبدع والجمهور، وبين القارئ والقصيدة، في زمن ندرت فيه القراءة، حيث لا يوزع الكتاب العربي أكثر من ثلاثة آلاف نسخة على أفضل تقدير، كما ازداد الشعر غموضا واستعصاء على القارئ بسبب إغراق البعض في التجريب الشعري. ومن هنا تأتي أهمية الجلسات النقدية التي تمثل جسرا مثاليا بين القصيدة وجمهورها، وتمنح جمهور المهرجان فرصة لاكتساب وعي جيد بمفاهيم القصيدة وطرائقها وآليات إبداعها. شعراء مشاركون الشاعرة اللبنانية جمانة حداد، والسودانية روضة الحاج، والتركي حيدر أرجولين، والبريطاني ماثيو سويني، والعراقي علي العلاق، والعماني خميس المقيمي، والسعودي عبدالرحمن العشماوي، والبحرينية بروين حبيب، والسوداني محيي الدين الفالح، والسعودي ناصر القحطاني، والمصري عبدالمعطي الحجازي، والمصري سيد حجاب، والصيني يانغ لين، والسعودي علي السبعان، واللبناني زاهي وهبي، والإماراتية نجوم الغانم، والكويتي حامد زيد، والبحرينية أمل المرزوق، والإيراني علي رضا إبس والسعودي عبدالله الصيخان.