ينتظر ان يحسم الرئيس عمر كرامي في اليومين المقبلين موقفه من الانتخابات النيابية اما ترشحاً أو عزوفاً، لكن اياً كان الموقف، فلن يبدّل من تحالفه مع النائب سليمان فرنجية رافضاً إخلاء الساحة للآخرين على رغم ان قانون ال2000 كان وضع ضده في الشمال لمصلحة خصومه، ومبدياً كل استعداد للتعاون مع العماد ميشال عون وهو يلتقي في هذا الخيار مع فرنجية. والى حين ان يتبلور الموقف النهائي لكرامي في ضوء الاتصالات التي سيجريها في الساعات المقبلة، أكدت مصادر شمالية ل"الحياة"انه توافق مع فرنجية في اجتماعهما الأخير على التعاون مع"الجماعة الاسلامية"والحزبين السوري القومي الاجتماعي وتمنيا على قيادته إقناع النائب سليم سعادة بالعودة من لندن ليكون أحد أبرز المرشحين على لائحتهما عن قضاء الكورة بعد ان كان قرر عزوفه عن خوض الانتخابات والشيوعي وان لا مانع لديهما من الائتلاف مع عون لما يجمعهما واياه من مواقف مشتركة ضد الهدر والفساد وعدم تطييف المعركة الانتخابية. ولفتت المصادر الى ان كرامي اتصل بعون مهنئاً بعودته من منفاه الباريسي وان فرنجية مكلف متابعة البحث معه لوضع الاطار العام للائتلاف الانتخابي، مشيرة ايضاً الى احتمال التعاون مع النائب السابق عبدالمجيد الرافعي، وهو قيادي في حزب البعث المنحل في العراق. وأكدت المصادر ان كرامي وفرنجية توافقا ايضاً على ان يؤتى بمرشحين على لائحتهما يتمتعون بصدقية لدى الرأي العام في الشمال. وكشفت ان فرنجية الذي يترك لكرامي حرية الحركة في اختيار المرشحين في طرابلس والمنية، كان تمنى على الاخير ان يترك مقعدين شاغرين على اللائحة في طرابلس، احدهما سني والآخر أرثوذكسي. واذ اعتبرت ان موقف فرنجية ينم عن رغبة في التعاطي بمرونة وانفتاح مع الشارع الطرابلسي قالت في المقابل انها تتوقع ان تكون لرغبته هذه خلفية في اقامة تحالفات منفردة مع مرشحين آخرين عن طرابلس وتحديداً النائبين محمد الصفدي وموريس الفاضل، ورأت ان طرح فرنجية في هذا الشأن ما هو الا فكرة قابلة للنقاش وانها ستبقى مطروحة وان حسمها يتوقف على تظهير الصورة النهائية للتحالفات، خصوصاً ان قطبي الشمال يحبذان فكرة التعاون مع الرافعي و"الجماعة الاسلامية"من خلال مرشحها عن طرابلس الدكتور رامي درغام. وبالنسبة الى التحالف مع عون قالت المصادر ان لدى كرامي وفرنجية رغبة في التأسيس لحالة سياسية جديدة في الشمال مناوئة للحالة الاخرى التي تمثلها قوى المعارضة، لا سيما ان امكان التعاون قائم في الكورة والبترون وطرابلس حيث ل"الجنرال"مرشحون عدة في هذه المناطق. لكن المصادر ذاتها لم تستبعد ان يكون مصير الائتلاف مع عون مرتبطاً بطريقة او بأخرى بحصيلة الاتصالات الجارية بين الاخير وبعض قوى المعارضة على رغم انها تتوقع ان يكون له دور الى جانب كرامي وفرنجية اللذين لا يتصرفان بالطريقة نفسها التي تتصرف فيها المعارضة التي تحاول ان تصادر التمثيل السياسي كخطوة على طريق الغاء من لا يسلم لها بشروطها. وكان كرامي اكد ل"الحياة"ان اجتماعه بفرنجية استمر نحو ساعة خلافاً لما تردد من انه لم يستغرق سوى عشرين دقيقة وقال انه وفرنجية محكومان بالتحالف السياسي والانتخابي على رغم انه يعيش حالياً حال قرف سياسي احتجاجاً على الاجواء غير الطبيعية السائدة في البلد. ورأى كرامي ان قانون ال2000 وضع في الماضي خصيصاً ضده، وان الانتخابات في بعض الدوائر ستكون أقرب الى التعيين من الاقتراع في ظل غياب تكافؤ الفرص ودور المال السياسي والاعلام اضافة الى وجود حلف رباعي يتحكم بتركيب اللوائح في عدد من المناطق في اشارة الى التفاهم القائم بين حركة"أمل"و"حزب الله"وسعد الدين الحريري ووليد جنبلاط. ورداً على سؤال قال كرامي انه لم يبحث في قضية التحالف مع فرنجية باعتبار ان هذا الامر مفروغ منه"ولا حاجة للتذكير بأننا سنكون معاً في الشمال، وسادعم لائحته بصرف النظر عن القرار الذي سأتخذه قريباً". وقيل لكرامي"يبدو ان فرنجية متخوف من الانتخابات"، فأجاب:"ان هذا الكلام غير صحيح وقد شعرت انه مرتاح كثيراً، وأعود وأقول لو ان الانتخابات ستجري على اساس اقضية لما كانت لدينا مشكلة، لكن القانون في الشمال فصل لمحاربتي في السابق فكيف في الظروف السياسية الراهنة. وفي ظل دور المال السياسي في المعركة، لا يستطيع احد ان يقول ان عمر كرامي مد يده الى المال العام والكل يعرف ان ما من مال جمع بالحلال". وتطرق كرامي الى عون وقال:"ان خطابه غير طائفي وان هذا الامر يجمع بيننا اضافة الى ان رغبتنا المشتركة في فتح الملفات ومحاربة الهدر والفساد لأن من دون ذلك لا نستطيع تحقيق الاصلاح الاداري والمالي". وأكد ان لا مشكلة في التحالف مع عون في الشمال وقال انه"يتمتع بتأييد في الشارع لا نستطيع معرفة حجمه لأن ليس لديه حزب وانما تيار سياسي". ورداً على سؤال نفى كرامي ان يكون هناك اتصال بحليفيه السابقين نايلة معوض وبطرس حرب وقال ان الاتصال انقطع بعد شهر من تشكيل الحكومة السابقة. وهاجم بطريقة غير مباشرة السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان وقال ان"الرئيس بري معه حق عندما أشار الى اننا كنا نحتاج في السابق الى سيارة اما الآن نحن في حاجة الى طائرة ليكون فيمقدورنا الاتصال بالدول النافذة حالياً في لبنان". وأضاف:"ان بري تحدث بصراحة عندما قال رداً على سؤال حول تأجيل الانتخابات ان هذه المسألة اكبر منا وطلب من الداعين الى التأجيل الاتصال بالسفيرين الأميركي والفرنسي في بيروت"، مشيراً الى ان احداً لا يعرف درجة التدخل والاملاءات الخارجية او الاستجابات لكل ما يطلب منا ولم يعد في مقدور البعض الا الموافقة على كل ما يرسم للبلد. وسئل كرامي اذا كانت استقالة رئيس الجمهورية اميل لحود ستطرح مجدداً بعد الانتخابات؟ فأجاب:"ان كل شيء مطروح. ألم يلفت نظرك وجود النائب نسيب لحود في المملكة العربية السعودية، انها قضية معبرة". على صعيد آخر، أعلن النائب أحمد فتفت تحالفه مع قاسم عبدالعزيز لخوض الانتخابات عن المقعدين النيابيين في الضنية، وقال في مهرجان أقيم ليل امس في دارته في الضنية:"أردنا في هذا اللقاء ان"نكرس اعلان التحالف بين"تيار المستقبل"الذي كان لي شرف تمثيله في البرلمان مع الدكتور عبدالعزيز وهذا التعاون يكرس تفاهماً سياسياً على خطى الرئيس الشهيد رفيق الحريري". سلسلة بشرية في صيدا من جهة ثانية، تلاقى مئات الصيداويين وشبكوا أياديهم على شكل سلسلة بشرية يتقدمهم نائبا المدينة بهية الحريري والدكتور اسامة سعد، تحت شعار"نحبك يا صيدا"وفي اطار برنامج النشاطات التربوية والثقافية والرياضية التي تنظمها الشبكة المدرسية لصيدا والجوار. ويحمل البرنامج عنوان"نستحق لبنان ... نستحق رفيق الحريري، صيدا للجميع مدينة للحياة". شارك في السلسلة البشرية مديرو المدارس الرسمية والخاصة, وعشرات الطلاب والمدرسين وأهاليهم وفرق موسيقية كشفية.