سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سترو يزور الخرطوم وفريق دولي يعد تقريراً الى مجلس الأمن واتفاق على عودة النازحين . حركتا التمرد في دارفور تشاركان في مفاوضات أبوجا غداً والخرطوم تعترف بتورط رجال شرطة وقوات شعبية في انتهاكات
من المتوقع ان تبدأ الاثنين في العاصمة النيجيرية ابوجا مفاوضات بين الحكومة السودانية وحركتي التمرد في دارفور، غرب البلاد، برعاية الاتحاد الافريقي، على ان تعقد قمة مصغرة دعا اليها الرئيس النيجيري اويسيغون اوباسانجو ويحضرها الى نيجيريا والسودان، كل من ليبيا وتشاد وارتيريا ومالي للبحث في الوضع في دارفور. وفيما بدأ فريق من الأممالمتحدة بزيارات لولايات دارفور الثلاث لإكمال التحقيق في مدى التزام الخرطوم تعهداتها ووضع تقرير يرفع الى مجلس الأمن، يتوقع ان يبدأ وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الاثنين زيارة للخرطوم حيث يلتقي كبار المسؤولين فيها قبل ان يتفقد الأوضاع في دارفور، حيث يجتمع مع مسؤولين دوليين وهيئات الإغاثة. واعترفت الحكومة السودانية بتورط عناصر من الشرطة والقوات الشعبية المتحالفة مع الجيش في حرق قرى واغتصاب في دارفور. وسلمت مسؤولاً دولياً امس لائحة بأسماء معتقلين من ميليشيات الجنجاويد المتهمة بانتهاكات في الاقليم. واقر وزير العدل علي محمد عثمان، خلال محادثات مع مقرر المفوضية العليا لحقوق الانسان ايمانويل اكويك بوجود خروقات أمنية في دارفور، مؤكداً ان حكومته لا تحمي المسؤولين عنها. وسلم الوزير المبعوث الدولي لائحة بأسماء عناصر من الجنجاويد اعتقلتهم السلطات، واثنين من أفراد الشرطة ثبت اشتراكهما في حرق قرى أثناء خدمتهما، واثنين من مقاتلي قوات الدفاع الشعبي المتحالفة ثبت ايضاً ضلوعهما في ممارسة اغتصاب نساء. واكد عثمان ان العسكريين جردوا من رتبهم العسكرية واودعوا سجن نيالا في دارفور. وأثار اكويك مع وزيري الخارجية والشؤون الانسانية الانتهاكات في دارفور واتهامات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. وستكون هذه المواضيع محور محادثات وزير الخارجية البريطاني. وسيطالب سترو من حكومة السودان بأن تقدم التزاماً صادقاً بالتفاوض مع المتمردين في دارفور خلال المحادثات المقررة في أبوجا. وفي هذا الاطار، رضخت "حركة العدل والمساواة" للضغوط الدولية، وقررت الاشتراك في المحادثات مع الحكومة، بعدما سبقتها "حركة تحرير السودان" الى القبول. وتوجه وفد كبير ورفيع من الحركتين الى أبوجا. واعتبر المتمردون مستوى تمثيلهم دلالة على التزام السلام وحسن النيات من أجل التوصل الى اتفاق مع الحكومة. وتأتي المحادثات التي ينتظر ان تبدأ غداً الاثنين، قبل اسبوع واحد من المهلة التي حددها مجلس الأمن في الشهر الماضي للخرطوم لاتخاذ تدابير لاحتواء الأزمة الانسانية في دارفور. وفي السياق ذاته بدأت لجنة مشتركة من الحكومة السودانية والأممالمتحدة زيارة لدارفور، بهدف ان يكمل الفريق الدولي مهمته بالوقوف على التطورات على الأرض، ومعرفة التدابير التي اتخذت لجهة تجريد الجنجاويد من السلاح ووصول الاغاثة الى أكثر من مليون متضرر. ويعد الفريق تقريراً الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان لعرضه على مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري. وفي الخرطوم ودرس الرئيس عمر البشير مع وزير خارجيته مصطفى عثمان اسماعيل مشاركة السودان في القمة الافريقية المصغرة. ودعا اوباسانغو كذلك زعماء ليبيا وتشاد واريتريا ومالي واوغندا لحضور القمة التي يأمل بأن تعطي محادثات السلام في دارفور التي تستضيفها بلاده دفعة قوية وزخماً يساعدان في انجاحها. كما يسعى الرئيس النيجري بصفته رئيساً للاتحاد الافريقي الى جمع البشير ونظيره الاريتري اسياس افورقي اللذين تشهد علاقات بلديهما توتراً شديداً. الى ذلك وقعت الحكومة السودانية امس اتفاقاً مع منظمة الهجرة الدولية لاعادة نازحي دارفور الى ديارهم التي هجروها بسبب المواجهات العسكرية وانعدام الامن اعتباراً من الاسبوع الثاني من الشهر المقبل. وتلتزم الحكومة بحسب الاتفاق، توفير الامن وتهيئة الظروف المناسبة لعودة النازحين والتعاون مع موظفي منظمة الهجرة وتقديم التسهيلات لهم.