أطلقت إيران تحدياً جديداً في وجه المجتمع الدولي، معلنة للمرة الأولى أنها حولت 37 طناً من اليورانيوم الخام المعروف باسم"الكعكة الصفراء"إلى رابع فلوريد اليورانيوم، فيما أكدت أنها ستحسم خلال أيام مسألة استئناف نشاطات ذات صلة بالتخصيب. وقوبلت تلك الخطوة بتحذير من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي من أنها ستؤدي الى إحالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي. وقال نائب رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي أن بلاده حوّلت 37 طناً من"الكعكة الصفراء"إلى رابع فلوريد اليورانيوم، وهو المادة التي تنتج من مرحلة تسبق مباشرة انتاج الغاز المستخدم في تغذية أجهزة الطرد المركزي للتخصيب، في أول اعتراف للجمهورية الإسلامية بالتقدم الذي حققته في مسار إنتاج اليورانيوم المخصب قبل تعليق نشاطاتها النووية بسبب ضغوط دولية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. ولليورانيوم المخصب فائدة كبيرة في توليد الكهرباء، الأمر الذي تسمح به اتفاقية الحد من الانتشار النووي. غير أنه خطورته تكمن في القدرة على تحويله إلى أسلحة نووية. وتصر إيران على أن برنامجها أهدافه سلمية، فيما تقول واشنطن أن طهران تسعى إلى امتلاك أسلحة ذرية. وفي حال المضي بالعملية، يمكن للجمهورية الاسلامية إنتاج سادس فلوريد اليورانيوم، وهو مادة يمكن أن تشكل قوة طاردة ويمكن تخصيبها. وقال سعيدي ان عملية تحويل الكعكة الصفراء تمت في مفاعل أصفهان لتحويل اليورانيوم قبل تعليقنا العمل هناك. وشكل ذلك أول اعتراف إيراني في هذا الشأن، ويأتي بعد توصل المفاوضات مع الثلاثي الأوروبي بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى طريق مسدود. ويرى الخبراء النوويون ان 37 طناً من"الكعكة الصفراء"يمكنها إنتاج نحو مئة كيلوغرام من اليورانيوم الكافي لإنتاج خمسة أسلحة نووية. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قالت في وقت سابق من العام الجاري أن إيران فرغت من تحويل 37 طناً من اليورانيوم الخام إلى رابع فلوريد اليورانيوم. قرار التخصيب وفي موازاة ذلك، أعلن الناطق باسم مجلس الأمن القومي الإيراني علي آغا خان محمدي أن قرار الجمهورية الإسلامية في شأن استئناف بعض النشاطات النووية الحساسة مع ما ينطوي على ذلك من توقف الحوار مع الأوروبيين، سيتخذ خلال أيام. وقال محمدي:"المهلة الأخيرة هي نهاية الأسبوع"يوم الجمعة المقبل. ولفت إلى اجتماع لمجلس الأمن القومي ومجلس الشورى أمس، وآخر مقرر اليوم لأعضاء مجلس الأمن القومي للبحث في قرار معاودة النشاطات النووية. وتتناقض هذه التصريحات مع تصريحات سعيدي الذي أعلن أن القرار اتخذ بمعاودة العمل في مصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان، ملمحاً إلى أن الأمر يتعلق بجميع الأنشطة في مركز أصفهان. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية عن سعيدي قوله:"سنرفع المرحلة الاولى من تعليق انشطتنا وهي الخاصة بمشروع منشأة تحويل اليورانيوم في اصفهان في الايام القليلة المقبلة".