أكدت طهران أمس، تصميمها على استئناف جزء من نشاطاتها النووية، في محاولة جديدة للضغط على الاتحاد الأوروبي بعد فشل التوصل إلى اتفاق في المفاوضات بين الطرفين. وجاء الرد عليها من لندن وباريس بتأييد الأولى إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن إذا استأنفت أنشطتها النووية، وتحذير الثانية من العواقب المترتبة على مثل هذه الخطوة. تحذيرات أوروبية وأكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مؤتمر صحافي"سنؤيد قطعاً إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن إذا انتهكت إيران التزاماتها وتعهداتها"، مضيفاً أنه"حتى نحدد كيفية القيام بهذا علينا أن نعمل مع زملائنا وحلفائنا، لكن القواعد الدولية موجودة لسبب معين ويجب الالتزام بها". وشدّد على أنه"يجب أن نتأكد من نجاح العملية الديبلوماسية وسنكافح بجد شديد من أجل ذلك". وحذّر وزراء خارجية الدول المفاوضة الثلاث ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إيران من أنهم سينسحبون من المفاوضات المستمرة منذ عامين إذا نفذت إيران تهديداتها. ووجه الوزراء خطاباً شديد اللهجة إلى المكلف الملف النووي الإيراني حسن روحاني، جاء فيه أن النشاطات النووية"ستنهي عملية التفاوض، والعواقب لن تكون سلبية إلا على إيران". وحضّ وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه إيران على عدم القيام"ببادرة تعرف عواقبها". واعتبر أن استئناف إيران عملية تحويل اليورانيوم سيكون"مخالفاً للقرارات الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية". إلى ذلك، تلقت طهران رسالة من المفاوضين الأوروبيين يقترح فيها الثلاثي الأوروبي عقد اجتماع رباعي جديد"في مستقبل قريب"، بحسب تأكيد مصادر ديبلوماسية. تعنت إيراني وفي المقابل، أكد روحاني أن بلاده مصممة على استئناف جزء من نشاطاتها النووية، لكنها لا تزال تدرس"شروط وتوقيت"ذلك. وقال:"نعتقد أنه ينبغي استئناف جزء من النشاطات النووية لكننا ما زلنا نبحث في شروط وتوقيت"الاستئناف. بدوره، قال نائب الرئيس الإيراني رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا آغا زاده إن طهران قررت استئناف"جزء مهم"من نشاطاتها لتحويل اليورانيوم، موضحاً أن الإعلان عن موعد الاستئناف وشيك. في غضون ذلك، أكد الرئيس الإيراني محمد خاتمي أن بلاده لن تلجأ إلى إنتاج السلاح النووي تحت أي ظرف من الظروف، لافتاً إلى أن طهران لن تتخلى عن حقها القانوني والشرعي والمنطقي من أجل الحصول على التكنولوجيا السلمية في هذا الإطار مهما كانت الشروط. وأكد خاتمي أن بلاده أبلغت أصدقاءها الأوروبيين"ما تريده وما تتعهد به في الموضوع النووي، وفي إمكان التوصل إلى حل منطقي يرضي الطرفين بحيث لا تحرم إيران من حقها ولا يعمد الأوروبيون إلى إضاعة الوقت". وكالة الطاقة وفي فيينا، قال ديبلوماسي غربي إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت تتوقع أمس تلقي خطاب من إيران معلنة أنها ستعيد تشغيل الآلات المغلقة حالياً بأختام الأممالمتحدة، وستستأنف النشاطات التي تخشى واشنطن أنها ربما تساعد في إنتاج وقود للقنابل النووية. وقال ديبلوماسيون إنه إذا استأنفت طهران النشاطات المتصلة بتخصيب اليورانيوم فإن هذا على الأرجح سيدفع الأعضاء الأساسيين في وكالة الطاقة إلى إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات محتملة. ونقلت صحيفة"واشنطن بوست"عن مسؤولين إيرانيين لم تكشف عن أسمائهم أنهم سيرجئون طرح خططهم لاستئناف الأنشطة النووية على وكالة الطاقة. ولم يصدر تأكيد فوري لهذا النبأ من مصادر أخرى. وصرح ديبلوماسي إيراني للصحيفة بأن حكومة بلاده تبحث عرضاً في الخطاب بعقد اجتماع رباعي خلال الأسبوعين المقبلين لبحث التطورات الأخيرة. دعم روسي في موازاة ذلك، صرح مسؤول في الوكالة الفيديرالية الروسية للطاقة إبأن قرار طهران استئناف بعض نشاطاتها لتحويل اليورانيوم"شرعي وقانوني"ولا يؤثر على الأمن الدولي أو التعاون الروسي - الإيراني"لأن اليورانيوم هذا سيستخدم لغايات سلمية وبإشراف كامل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية". ويأتي ذلك بينما أعلن رئيس الوكالة الفيديرالية الروسية للطاقة الذرية ألكسندر روميانتسيف أن بلاده تنوي تسليم محطة بوشهر الإيرانية الكمية الأولى من الوقود النووي آخر عام 2005 مطلع عام 2006، طبقاً للاتفاق الروسي- الإيراني الموقع في شباط فبراير الماضي.