رحب مرشد"الاخوان المسملين"محمد مهدي عاكف بتحولات تجري داخل الحكومة و"الحزب الوطني"الحاكم لتخفيف الضغوط على الجماعة والتعاطي بصورة مختلفة عن فترات سابقة مع مرشحيها في الانتخابات البرلمانية المقرر أن تجري على ثلاث مراحل بدءاً من الاربعاء المقبل. ولكن عاكف رأى في حديث الى"الحياة"أن اجنحة داخل نظام الحكم"لا زالت تتمسك بالتعاطي مع قوى المعارضة وفقاً لاساليب قديمة تقوم على سياسة الاستحواذ على السلطة والتضييق عليها". ورصد مرشد"الاخوان"تناقضات في تصريحات صدرت عن مسؤولين في الحزب الحاكم في شأن طريقة التعامل مع جماعته، لافتاً الى أن الرئيس حسني مبارك أكد ضرورة وجود معارضة قوية في البرلمان المقبل، في حين تحدث مسؤولون في الوطني عن"اصرار على نيل أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات". وأكد عاكف أن الجماعة كانت تستطيع أن تطرح 444 مرشحاً لتخوض بهم الانتخابات أسوة بالحزب الحاكم، لكنها فضلت أن لا تستفزه ورشحت فقط 150"سعياً الى تحقيق وحدة الأمة". واعتبر عاكف ان الانتخابات"جزء بسيط من نشاط الاخوان الذي يركز اساساً على التربية واعداد المجتمع"، ونفى وجود اتصالات مع الحزب الوطني أو تنسيق في شأن الانتخابات، وأكد أن الاخوان نسقوا فقط مع الجبهة التي تضم احزاب وقوى المعارضة"بقدر الامكان". وبرر عاكف التعامل الامني مع مرشحي الجماعة في الانتخابات بأنه"اقر لامر واقع بعدما تبدلت الظروف وتغيرت الأوضاع"، وقال:"لم تؤد سياسة ملاحقة الاخوان ورموزهم في كل فترة الى نتائج إيجابية لصالح النظام"، وشدد على أن الاخوان"يتخدون حريتهم وفقاً لما نص عليه الدستور والقانون بغض النظر عن سياسات الطرف الاخر"قاصداً الحكومة والحزب الحاكم. ولاحظ حملة اعلامية تستهدف ارغام الاخوان على التخلي عن شعار"الاسلام هو الحل"مؤكداً أن الجماعة"اختارت الشعار الذي يتناسب مع مبادئها"، ولقي قبولا من المواطنين، واضاف"بعض مرشحي الوطني رفعوا شعار"القرآن هو الحل"ولم يعترض أحد داخل الحزب الوطني أو الحكومة والحملة على شعارنا تفاعلت بعد حوار أجري معي في صحيفة"الأهرام"القومية بما يعكس تباينًا داخل الحكومة والحزب الوطني تجاه طريقة التعاطي معنا، إذ عادوا يتحدثون عن كلمة"الجماعة المحظورة"، وتساءل"كيف تكون الجماعة محظورة ومرشدها يجري حوارات في الصحف القومية". وأبدى عاكف خشيته من أن"تكون النية غير خالصة داخل دوائر الحزب الحاكم في إجراء تحول ديموقراطي واصلاح سياسي حقيقي"، وقال:"هناك عدم وضوح وغياب لرؤية كاملة لعملية الاصلاح السياسي، ومع ذلك نحن مع أي انفراج، ونتعامل مع أي مساحة من الحرية ونسعى إلى توسيعها، واثبتت الايام أن الحرية في صالح الجميع، ولن ينتج عنها أضرار". وتمنى عاكف"ان لا يدفع حصول الاخوان على عدد من المقاعد في العاصمة ضمن المرحلة الاولى من الانتخابات الحكومة الى العودة للاساليب الامنية القديمة لمنعهم من الحصول على مقاعد أخرى في المرحلتين الثانية والثالثة".