اعدت جماعة "الاخوان المسلمون" مبادرة للإصلاح السياسي في مصر ستعلن تفاصيلها خلال أيام. وقال مرشد الجماعة السيد محمد مهدي عاكف ل"الحياة" إنه "سيلتقي رؤساء الأحزاب المصرية ورموز النخب السياسية والثقافية ليطرح عليهم المبادرة، ومناقشتها قبل رفعها الى الحكومة". وأوضح "أن المبادرة تضم كل الجوانب الحياتية، بدءاً من إقرار التعددية السياسية، وحق المرأة في الإدلاء بصوتها والترشيح الى المجالس النيابية، مروراً بضرورة احترام تداول السلطة واحترام المؤسسات، وعلى رأسها مؤسسة القضاء، وضرورة إقرار العمل السلمي، وتأكيد حرية الاعتقاد وحرية إقامة الشعائر الدينية. كما تضم تأكيد ضمان حرية تكوين الأحزاب وتمثيل الشعب عبر مجالس نيابية منتخبة انتخاباً حراً". ودعا عاكف "القوى السياسية والنخب والمفكرين والشعب الى دراسة المبادرة" التي وصفها بأنها "تغلب عليها العقلانية لمصلحة الشعب المصري"، معتبراً أن قرار الرئيس حسني مبارك الأخير إلغاء عقوبة الحبس بتهم النشر "خطوة جيدة نرجو أن تتبعها خطوات". لكنه اضاف: "ما زال هناك بعض العقبات أمام إصدار الصحف وما زالت أحكام القضاء المتعلقة بإعادة بعض الصحف التي اغلقت لا يتم تنفيذها"، معرباً عن اعتقاده. بأنه "على رغم الحديث عن الاصلاح السياسي، لا توجد حتى هذه اللحظة أي مبادرة جادة للإصلاح. فالاصلاح الجاد يتطلب تقديم رؤية واضحة وشاملة تضم كل نواحي الحياة، وتنفذ مراحلها بجدية". وتمنى مرشد "الاخوان" الذي تقلد منصبه قبل نحو شهرين خلفاً للمستشار مأمون الهضيبي على أجهزة الدولة الرسمية التعاطي مع مبادرة "الاخوان" بايجابية. وقال: "اذا كانت هناك حساسية من التعامل مع الاخوان المسلمين فإننا نطرح المبادرة باسم الشعب والقوى السياسية فيه ونخبه الثقافية، فليس المهم ان نحقق الدعاية لانفسنا والأهم ان نقدم لوطننا ما يفيده". وأضاف: "الأميركيون يطرحون على العرب والمسلمين خططاً تتعلق بالحرية والديموقراطية وحقوق المرأة. ونحن سنوضح لهم عبر المبادرة كيف ننظر الى هذه الأمور وكيف ننقذ من مشاكلها ومعضلاتها من دون تدخل خارجي يهدف بالأساس الى الحفاظ على إسرائيل ودعمها على حساب الشعوب والأنظمة العربية والاسلامية". وكان الحزب الوطني الحاكم بدأ حواراً مع أحزاب المعارضة مستبعداً جماعة "الاخوان المسلمين" من المشاركة فيه، لكن عاكف قلل من أهمية هذا الحوار، وقال: "نحن نقوم بدورنا من داخل وطننا وسواء قبلوا المبادرة أو رفضوها فإننا على الأقل سنكون أدينا الأمانة".