افتتحت قبل ظهر امس في العاصمة البرازيلية القمة الاولى الاميركية الجنوبية -العربية، ليتكرس بذلك قيام ائتلاف جديد بين منطقتين بعيدتين تسعيان للوقوف بوجه الهيمنة الاميركية وتطوير التعاون المتبادل. ويجمع هذا اللقاء الاول من نوعه قسماً من قادة الدول ال21 الاعضاء في الجامعة العربية وتسعة من رؤساء دول اميركا الجنوبية. وفيما هيمن الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي على اعمال القمة، دعا وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم الى"تحالف بين الحضارات"، مذكراً بالعلاقات القائمة اصلاً بين الكتلتين، وشدد وزير الخارجية على أهمية الروابط التجارية والاقتصادية المتزايدة بين المنطقتين وتعزيز التعاون الدبلوماسي. وقال وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم:"يجب الا نتخذ سياسات ذات وجهين في مجالات نرى فيها ازمات تتفاقم. وعلى رأس هذه القائمة تأتي حاجة الشعب الفلسطيني."واضاف:"هناك غياب للاحترام للحقوق الدولية للشعوب في تقرير مصيرها ويجب علينا مواصلة رفض الاحتلال". وقال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في خطابه الافتتاحي"علينا ايجاد حل لكي تمتثل اسرائيل للقوانين الدولية وتقبل بالسلم عبر التفاوض. ان الفلسطينيين يحق لهم كلياً بان تكون القدس عاصمتهم وان تنسحب اسرائيل من الاراضي المحتلة". واعتبر بوتفليقة الذي يرئس حاليا القمة العربية كما يشارك بصفته هذه في رئاسة هذه القمة في برازيليا، انه"ينبغي في عالم يمر بتقلبات كبرى الانتباه الى الازمات الخطيرة التي يتأثر بها العالم، واحداها الازمة الفلسطينية التي لم نعد نستطيع القبول بها". وحض الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاثنين على التحلي بالصبر بشأن المشكلات مع اسرائيل في مساعي السلام. والتقى لولا عباس عشية اول افتتاح القمة. وقال مستشار الرئاسة البرازيلية لشؤون الخارجية ماركو اوريليو غارسيا للصحفيين ان الرئيس الفلسطيني أعرب عن قلقه للتأجيلات التي تعلنها اسرائيل للانسحاب من غزة ومن الاراضي الفلسطينية وفقاً لتفاهمات شرم الشيخ. واضاف ان الرئيس لولا قال انه"يكن تقديراً عالياً لحقيقة ان الفلسطينيين بالنظر الى ما يواجهون من مصاعب في حياتهم بذلوا كثيراً من الجهد من اجل السلام". وفي هذا السياق، حذر وزير الخارجية الفلطسيني ناصر القدوة في برازيليا من"تدهور الاوضاع على الارض"في الاراضي الفلسطينية اذا استمرت اسرائيل في المماطلة في تنفيذ التزاماتها، مؤكداً انه"لا يمكن الاستمرار في عملية سلام طالما استمرت المماطلات الاسرائيلية". من جهته اعتبر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان تطرق قمة برازيليا الى القضية الفلسطينية امر"مشروع". وقال:"على هذه القمة ان تاخذ في الاعتبار سلاماً عادلاً في الشرق الاوسط يرتكز الى ميثاق الاممالمتحدة للحصول على دولة فلسطينية مستقلة والانسحاب من الاراضي المحتلة". واضاف"انه واجب اخلاقي والتزام شرعي ... اذا تجاهلنا الشعب الفلسطيني، سيتركنا ذلك في فوضى دولية، في تصعيد للعنف الدولي". وكان وزير الخارجية البرازيلي لفت في بداية اجتماع وزراء الخارجية الى اهمية تأثير 150 عاما من الهجرة العربية - خصوصا السورية اللبنانية - في اميركا اللاتينية بأسرها. ورأى ان القمة ستشكل فرصة"لتقارب بين منطقتين رمزيتين للجنوب". واكد"انها بداية لحظة تاريخية للبرهنة للعالم انه عبر الحوار والتفاهم يمكننا التقدم باتجاه عالم اكثر سلاماً وديموقراطية وعدالة". وقرر وزراء خارجية هذه الدول الذين اجتمعوا الاثنين للتحضير للقمة تشكيل آلية متابعة للقمة مع اجتماع لكبار المسؤولين في القاهرة خلال ستة اشهر واخر لوزراء الخارجية عام 2007 في بوينس ايريس وقمة جديدة عام 2008 على الارجح في مراكش المغرب. ودعت السعودية كل المشاركين في قمة برازيليا الى اجتماع دولي للدول المنتجة والمستهلكة للنفط في الرياض في نهاية السنة. وكان مقرراً ان يتم امس توقيع اتفاق اطار بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الجمركي في اميركا الجنوبية ميركوسور الذي يضم الارجنتين والبرازيل والباراغواي والاوروغواي من اجل اطلاق مفاوضات تمهيداً لاتفاقية تبادل حر.