دعا القادة العرب امس «إسرائيل» الى احترام القوانين الدولية لا سيما قرارات الاممالمتحدة عبر الانسحاب من الاراضي المحتلة وذلك خلال افتتاح اول قمة بين الدول العربية ودول اميركا الجنوبية. وقال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في خطابه الافتتاحي (علينا ايجاد حل لكي تمتثل «اسرائيل» للقوانين الدولية وتقبل بالسلم عبر التفاوض. ان الفلسطينيين يحق لهم كليا بان تكون القدس عاصمتهم وان تنسحب «اسرائيل» من الاراضي المحتلة). واعتبر بوتفليقة الذي يرئس حاليا القمة العربية كما يشارك بصفته هذه في رئاسة هذه القمة في برازيليا، انه ينبغي في عالم يمر بتقلبات كبرى «الانتباه الى الازمات الخطيرة التي يتأثر بها العالم، واحداها القضية الفلسطينية التي لم نعد نستطيع القبول بها». وأكد بوتفليقة بوجه عام على وجوب «التفكير في الامن الجماعي للعالم المرتكز على حق الشعوب بايجاد حل للازمات». ولفت الرئيس الجزائري ان «العراق مصدر اخر للقلق الكبير في المنطقة»، مضيفا ان «هذا البلد قد عانى كثيرا ويجب ان يحظى بمؤسساته الديموقراطية ويستعيد وحدة وسلامة اراضيه» بدون مزيد من التفاصيل. ويقوم الرئيس العراقي جلال طالباني لمناسبة هذه القمة بأول ظهور له على الساحة الدولية. وقد استقبل الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا مطولا مساء الاثنين رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الذي يشارك في القمة واشاد ب «صبر» الفلسطينيين مؤكدا مجددا استعداد البرازيل للمساهمة في عملية السلام. من جهته اعتبر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان تطرق قمة برازيليا مع دول اميركا الجنوبية للقضية الفلسطينية امر مشروع. وقال «على هذه القمة ان تأخذ في الاعتبار سلاما عادلا في الشرق الاوسط يرتكز على ميثاق الاممالمتحدة للحصول على دولة فلسطينية مستقلة والانسحاب من الاراضي المحتلة». واضاف «انه واجب اخلاقي والتزام شرعي (...) اذا تجاهلنا الشعب الفلسطيني، سيتركنا ذلك في فوضى دولية، في تصعيد للعنف الدولي». وقال موسى ان المجموعة الدولية بأسرها ترغب «في مستقبل جديد يستند الى المصالحة الوطنية يستعيد فيه العراق سيادته واستقلاله». ويشارك في اللقاء الذي لا سابق له ستة فقط من قادة 22 دولة اعضاء في الجامعة العربية وتسعة من رؤساء دول اميركا الجنوبية. ويأمل العرب في ان تؤمن لهم هذه الشراكة دعما سياسيا قويا على الساحة الدولية بينما تتطلع دول اميركا الجنوبية اساسا الى تنمية العلاقات التجارية الاقتصادية مع العالم العربي. ولم يمنع انخفاض مستوى التمثيل العربي، الذي اثار بعض المرارة خاصة في البرازيل صاحبة الدعوة الى هذه القمة، اكثر من الف مشارك حضروا الجلسة الافتتاحية من التصفيق بحرارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني. وكانت مصادر دبلوماسية عربية وبرازيلية ارجعت امتناع عدد كبير من القادة العرب عن المشاركة الى ضغوط شديدة مارستها الولاياتالمتحدة التي رفضت البرازيل طلبها بالمشاركة في القمة بصفة مراقب. كما اعربت واشنطن على لسان المتحدث باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر عن تحفظها على مضمون مشروع الاعلان السياسي الذي سيصدر عن القمة الذي ينتقد (إسرائيل) بشدة ويعرب عن «القلق الشديد» ازاء العقوبات الاميركية المفروضة على سوريا. وحرص عمرو موسى في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية على تبديد القلق من ان تكون هذه القمة بداية لتكتل جديد في مواجهة الولاياتالمتحدة. وقال ان «القمة ليست موجهة ضد احد وانما تستهدف تحقيق السلم والامن الدوليين». واكد ان «تأكيد القمة على اهمية السلام العادل في الشرق الاوسط هو موقف مبدئي» مشددا على ان «المطالبة بحق شعب فلسطين في دولة مستقلة على ارضه المحتلة عام 1967 هو واجب اخلاقي والتزام مشروع ومطالبة مستحقة». وقرر وزراء خارجية هذه الدول الذين اجتمعوا الاثنين للتحضير للقمة تشكيل آلية متابعة للقمة مع اجتماع لكبار المسؤولين في القاهرة خلال ستة اشهر وآخر لوزراء الخارجية عام 2007 في بوينس ايريس وقمة جديدة عام 2008 على الارجح في مراكش (المغرب). ودعت المملكة كل المشاركين في قمة برازيليا الى اجتماع دولي للدول المنتجة والمستهلكة للنفط في الرياض في نهاية السنة.ووقع أمس على هامش القمة اتفاق اطار بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الجمركي في اميركا الجنوبية (ميركوسور) الذي يضم الارجنتين والبرازيل والباراغواي والاوروغواي من اجل اطلاق مفاوضات تمهيدا لاتفاقية تبادل حر.