وصف رئيس"منظمة العمل الشيوعي"الدكتور عبدالعزيز الخير اطلاقه ب"الخطوة الايجابية"، لكنه اعتبرها"متأخرة جداً وليست كاملة"، مطالباً باطلاق"جميع المعتقلين السياسيين او تحويلهم الى محاكم علنية وعادلة". وأشار الدكتور الخير الى نيته"ممارسة العمل السياسي"، وانه لم يوقع أي تعهد يمنعه من ذلك، مؤكداً أنه لم ير منذ سنوات أي لبناني سجيناً في سجن صيدنايا قرب دمشق. وكان الخير يتحدث الى"الحياة"في اللاذقية التي وصلها مساء أول من أمس، آتياً من دمشق بعد اطلاقه بموجب عفو أصدره الرئيس بشار الاسد وشمل 190 سجيناً سياسياً. وقال المحامي أنور البني ل"الحياة"أمس ان العفو شمل اطلاق 101 شخص من"الاخوان المسلمين"و20 شخصاً ينتمون الى"منظمات فلسطينية محظورة"و20 ينتمون الى الجناح العراقي من"البعث"الحاكم وستة من"حزب التحرير الاسلامي"ومثلهم من المتهمين بالتجسس، اضافة الى 13 سلفياً. وأوضح المحامي عمار قربي ل"الحياة"أمس ان معظم"الاخوان"الذين اطلق سراحهم، دخلوا السجن منذ الثمانينات، قائلاً إن عدداً منهم رفض الحديث في السياسة، وانهم سيخضعون لمراجعات امنية دورية ل"التأكد من عدم ممارستهم السياسة"، باعتبار ان تنظيم"الاخوان"محظور بموجب القانون 49 للعام 1980. وكان الخير من أبرز الذين افرج عنهم، اضافة الى الكاتب علي عبدالله الذي اوقف في حزيران يونيو لأنه قرأ بياناً ل"الاخوان"في منتدى جمال الاتاسي ورئيس منظمة حقوق الانسان محمد رعدون، الذي شكك بظروف وفاة سجين. وكان الخير سجن في شباط فبراير العام 1992، ثم حكم عليه بالسجن 22 سنة بتهمتي"الانتماء الى جمعية سرية تهدف الى تغيير السلطة بالقوة"و"معاداة التحول الاشتراكي"بموجب المرسوم 6 للعام 1965، علماً أن المؤتمر العاشر ل"البعث"أوصى بإلغاء تشريعات استثنائية بينها المرسومان 4 و6 المتعلقان ب"مناهضة أهداف الثورة"و"عرقلة تنفيذ التشريعات الاشتراكية"في سورية. وقال الخير ان اطلاقه"خطوة ايجابية ومطلوبة، لكنها متأخرة جداً واتساعها ليس كاملاً". وزاد:"حسناً ان الخطوة اتخذت، غير ان الاتساع لا بد ان يكون أشمل وأسرع ليتم اطلاق جميع المعتقلين السياسيين"، قبل ان يشير الى ان سجن صيدنايا يضم 36 معتقلاً من"حزب التحرير"وثلاثة أكراد وعدداً من الحالات الفردية و"مجموعات اسلامية جديدة، لم استطع بناء موقف منها". وقال:"يجب اطلاق الجميع، او تحويلهم فوراً الى محاكمة علنية وعادلة". وعرف عن الدكتور الخير تقديم خبراته الطبية خلال وجوده في السجن مدة 14 سنة. وهل شاهد أي سجين لبناني خلال سنوات السجن في"صيدنايا"؟ أجاب الخير:"لم أرَ لبنانياً في السجن منذ سنوات. هناك شخص سوري طالب بالجنسية اللبنانية، وهناك لبناني - فلسطيني مسجون على خلفية انتمائه الى حزب التحرير الاسلامي". ولم يزر الخير"أي رسمي"في منزله في اللاذقية، غير ان عدداً من الأصدقاء والأقرباء زاره لدى وصوله الى مدينته. وقال إن مجموعة من الضباط الأمنيين التقوه في"دردشة اجتماعية"قبل اطلاقه، وان أياً منهم لم يطلب منه تعهداً بعدم ممارسة العمل السياسي.