فيما سجلت موسكو اختراقاً في اتجاه تأسيس سوق روسية أوروبية، اختتم الرئيس الأميركي جورج بوش في جورجيا أمس، جولة أوروبية شملت لاتفيا وهولندا وروسيا، ووجه خلالها انتقادات مباشرة إلى موسكو لم تخف حدتها إلا خلال وجوده في موسكو لحضور احتفالات النصر على النازية. وفتح بوش النار على الروس مجدداً في تبليسي أمس. وأكد في حديث للتلفزيون المحلي أن بلاده ستدعم موقف جورجيا المطالب بسحب القواعد الروسية من أراضيها. كما خاطب الشعب الجورجي، متعهداً بأن يقف الأميركيون معهم حتى"إنجاز الاستقلال وتعزيز وحدة جورجيا". راجع ص10 وتعهد مواصلة العمل على تعزيز الديموقراطية في الجمهوريات السوفياتية السابقة، معلناً تأييده جهود الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في الحفاظ على وحدة واستقلال الجمهورية، في إشارة مباشرة إلى عزم واشنطن لعب دور أنشط للحلول محل موسكو التي تقوم منذ سنوات بدور أساسي في جهود الوساطة لتسوية ملف النزاع بين جورجيا وجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الشمالية الساعيتين للانفصال عنها. وفي مقابل التحرك الأميركي الذي أثار حفيظة موسكو، سجلت روسيا أمس، نجاحاً مهماً على صعيد تعزيز تكاملها مع الاتحاد الأوروبي، إذ أسفرت القمة الروسية الأوروبية التي عُقدت في موسكو عن اتفاق الطرفين على تبني خطة لإنشاء أربعة فضاءات مشتركة في مجالات الأمن والاقتصاد والحريات والتعليم. ووصفت تلك الخطة بأنها تشكل القاعدة الأساس لتأسيس سوق روسية أوروبية مشتركة. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هذا التقدم يوفر دفعة جدية لجهود بناء أوروبا الكبرى بمشاركة نشيطة من جانب روسيا. وكانت موسكو أولت أهمية كبرى لإعلان تبني خطة لإنشاء الفضاءات المشتركة بين روسيا والاتحاد الأوروبي في هذا التوقيت. وأعلن أمس مساعد الرئيس الروسي لشؤون العلاقات مع أوروبا سيرغي ياسترجمبسكي أن الجانبين تمكنا من تذليل عقبات عدة على مدار العام الماضي، من أجل تعزيز التكامل بينهما. لكنه اعترف في الوقت نفسه بأن ثمة مشاكل لا تزال قائمة، معتبراً أنها لا تقلل من حجم الانجاز الذي تحقق. وتعد مشكلة إقليم كاليننغراد الذي بات معزولاً عن روسيا بعد توسيع الاتحاد الأوروبي ومسألة حقوق الأقليات الناطقة بالروسية في دول حوض البلطيق، أبرز الملفات الشائكة التي أخفق الجانبان في التوصل إلى حل مرضٍ لها، إضافة إلى إعطاء الروس حرية التنقل في أوروبا.