أنهى الرئيس الأميركي جورج بوش جولته الأوروبية كما بدأها، باستعراض"ديموقراطي"أكد فيه عزم بلاده على مواصلة جهودها في نشر وتعزيز الحرية والديموقراطية في الجمهوريات السوفياتية السابقة والعالم كله. وتعهد بوش في جورجيا بدعم جهود تبليسي لاستعادة وحدة أراضيها واستقلالها، كما أيد ترشيحها لعضوية حلف شمال الأطلسي، فيما رد الجورجيون بإبداء استعدادهم ليكونوا جنوداً لنشر الديموقراطية تحت قيادة الولاياتالمتحدة. وشكّلت جورجيا المحطة الأخيرة في جولة بوش التي زار خلالها لاتفيا وهولندا وروسيا حيث شارك في احتفالات الذكرى الستين للنصر على النازية. وجاءت نهاية الجولة مشابهة لبدايتها لجهة الحفاوة التي أعدها المضيفون له. وتوجه بوش فور انتهاء المحادثات الرسمية مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي إلى ساحة"الحرية"وسط العاصمة تبليسي حيث استقبله نحو 150 ألف جورجي استقبال الأبطال، ورفعوا يافطات كتب عليها:"بوش: انقذ جورجيا". واضطرت أجهزة الأمن الجورجية والأميركية إلى التخلي عن التدابير الأمنية بعدما تدافع الجورجيون في شكل غير مسبوق لشغل أماكنهم داخل الساحة والاستماع لخطاب الرئيس الأميركي. وأعربت حكومة تبليسي عن قلقها لذلك على رغم تجهيز الشرفة التي أطل منها على الجموع المحتشدة بزجاج مضاد للرصاص. القواعد الروسية وبدأ الرئيس الأميركي خطابه بتوجيه عبارات تحية بالجورجية. وشكر الشعب الجورجي على حرارة استقباله. وقوطع بتصفيق حاد بعد كل عبارة نطق بها. وتعمد استخدام عبارات في خطابه لعب فيها على وتر المشاعر الوطنية الجورجية، إذ أكد أن"الشعب الأميركي سيكون معكم دائماً حتى تبنون جورجيا المستقلة"، في إشارة غير مباشرة إلى تواجد القواعد العسكرية الروسية في جورجيا. وأضاف أن"الثورة الوردية"التي أطاحت نظام الحكم في جورجيا مطلع العام الماضي، شكلت"أهم مساهمة في تطوير الديموقراطية في المنطقة بعدما أعطت الشعوب الأخرى مثالاً حياً". وأضاف أن"الشعوب اليوم من القوقاز إلى آسيا الوسطى تطالب بالحرية، وستحصل عليها". وكان بوش ذكر خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الجورجي أنه سيدعم جهود ساكاشفيلي للحفاظ على وحدة واستقلال الأراضي الجورجية، من دون أن يتطرق مباشرة إلى مسألة التواجد العسكري الروسي. وأعلن دعمه خطط القيادة الجورجية حيال الجمهوريات الساعية إلى الانفصال عن جورجيا وهي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وأضاف أنه لا توجد لدى واشنطن نية لطرح رؤية خاصة لحل مشكلة الجمهوريات الانفصالية، لكنه تعهد بالتأثير على المنظمات الدولية بما فيها الأممالمتحدة على هذا الصعيد. وأثارت هذه التصريحات حفيظة الابخازيين إذ تعمد الرئيس الأبخازي سيرغي باغابش التذكير بأن موسكو تلعب دوراً مهماً لتسوية مسألة انفصال إقليمه عن جورجيا سلمياً. ودعا باغابش الرئيس الأميركي إلى احترام خيار الشعب الأبخازي الذي قال إنه قرر في استفتاء عام ديموقراطي أن يبني دولته المستقلة بعيداً من السيادة الجورجية. من جانبه أعرب الرئيس الجورجي عن شكره لبوش على تعهده بمساعدة جورجيا لتعزيز استقلالها وضمان وحدة أراضيها. وأكد ساكاشفيلي في خطاب أمام الجموع التي احتشدت في ساحة"الحرية"أن بلاده مستعدة لمساعدة الولاياتالمتحدة في نشر وتعزيز الديموقراطية في الجمهوريات السوفياتية السابقة وفي منطقة الشرق الأوسط. وشدد على مساعي جورجيا لتكون"شريكاً أساسياً للولايات المتحدة لتحقيق هذا الغرض".