رجحت مصادر روسية أن يكون نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يسعى خلال زيارة إلى أوكرانيا وجورجيا لإقناع حليفي واشنطن في الفضاء السوفياتي السابق باتخاذ «قرارات صعبة»، في إشارة إلى ضرورة «التحضير لنقل السلطة في شكل ديموقراطي». في غضون ذلك، أعلنت جورجيا أنها تجري محادثات مع الغرب تهدف الى إحلال مراقبين أميركيين وأوروبيين في المناطق الحدودية قرب روسيا. وأختتم بايدن أمس، زيارة لكييف أجرى خلالها محادثات مع الرئيس فيكتور يوتشينكو، كما التقى زعماء المعارضة الأوكرانية وبينهم حليف روسيا الأساسي فيكتور يانوكوفيتش زعيم حزب «الأقاليم». وكانت واشنطن لمحت إلى أن جولة بايدن تهدف إلى طمأنة حلفاء واشنطن بأنها «لن تتخلى عنهم» وأن توجهات الولاياتالمتحدة لإعادة إطلاق العلاقات مع موسكو لن تكون على حساب جارات روسيا في الفضاء السوفياتي السابق. لكن وسائل إعلام روسية أفادت أمس، أن نائب الرئيس الأميركي يسعى خلال محادثاته إلى إقناع الرئيسين الأوكراني يوتشينكو والجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بضرورة «اتخاذ قرارات صعبة» لتجاوز الأزمات المتتالية في البلدين. وبحسب معطيات صحيفة «كوميرسانت» الروسية فإن بايدن «يحاول إقناع الرئيسين بترك منصبيهما بهدوء». ونقلت الصحيفة عن توني بلينكين، مستشار نائب الرئيس الأميركي أن الانتخابات الرئاسية بين المواضيع الرئيسية التي يبحثها بايدن في العاصمتين الأوكرانية والجورجية. وأوضح المستشار الأميركي إن جورجيا «يجب أن تستعد لأول تداول للسلطة عن طريق الانتخابات»، علماً بأن بايدن أنهى أمس، زيارته إلى أوكرانيا وانتقل مباشرة إلى تبليسي حيث ينتظر أن يجري اليوم محادثات مع ساكاشفيلي وصفها بلينكين بأنها ستكون «صعبة». وأفادت مصادر روسية أن بايدن أبلغ الرئيس الجورجي في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية في الشتاء الماضي، أن «البيت الأبيض لم يعد ينظر إليه بعين العطف». وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية نقلت عن ساكاشفيلي قوله إن «فرص جورجيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي شبه معدومة، وهو أمر مأسوي معناه أن العملية الحربية الروسية حققت أهدافها». وأشارت مصادر روسية إلى أن واشنطن رصدت تراجعاً حاداً لشعبية الرئيسين الأوكراني والجورجي، وأن زيارة بايدن تعد محاولة لوضع ملامح المرحلة المقبلة وضمان وصول حلفاء لواشنطن في انتخابات ديموقراطية. ووصف ساكاشفيلي في خطابه أمام البرلمان الجورجي أول من أمس، روسيا بأنها «العدو الأساسي» لبلاده. واللافت أن موسكو كثفت في المقابل جهودها أخيراً، لإيجاد رئيس جديد لجورجيا بدل ساكاشفيلي. وكانت البادرة الأولى في هذا الاتجاه إعلان المؤتمر الذي عقده «اتحاد الشعب الجورجي» في موسكو في بداية العام 2009 عن عدم جواز انضمام جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي، وسرعان ما وصف مراقبون رئيس هذا التنظيم رجل الأعمال الروسي الجنسية والجورجي الأصل ميخائيل خوبوتيا بأنه مرشح لمنصب رئيس جمهورية جورجيا. ثم أبرز مؤتمر آخر عقدته «جمعية شعوب جورجيا» في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود قبل شهرين، مرشحا آخر لخلافة ساكاشفيلي وهو رجل الأعمال الكسندر يبراليدزه المقيم في مدينة سان بطرسبورغ الروسية. على صعيد آخر أعلن نائب وزير الخارجية الجورجي غيغا بوكيريا أن بلاده تجري مشاورات «أولية» مع الأميركيين والاتحاد الأوروبي بهدف نشر مراقبين أميركيين وأوروبيين في المنطقة الحدودية الفاصلة بين الأراضي الجورجية وأراضي جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين عنها. ومعلوم أن روسيا عطلت صدور قرار في مجلس الأمن أخيراً، بتمديد مهمة مراقبي الأممالمتحدة في هذه المنطقة، وتسعى تبليسي الى إحلال قوات غربية على رغم اعتراضات موسكو.