كشفت مصادر فلسطينية موثوقة ل"الحياة"معلومات جديدة تتعلق بصفقة بيع العقارات المتورط فيها بطريرك الروم الارثوذكس ايرنيوس الاول تؤكد انه عرض على صاحب فندق"امبريال"وهو احد العقارات التي تم تسريبها الى جهات يهودية، مبلغ مليون ونصف مليون دولار لتسليم فندقه الى الكنيسة، ويأتي هذا في وقت بدت فيه قضية ايرينوس الاول بطريرك الروم الارثوذكس المتهم ببيع عقارات واوقاف تابعة للكنيسة الارثوذكسية في القدس نحو مزيد من التصعيد برزت تفاعلاته خلال اليومين الماضيين عندما منعت قوات الاحتلال الاسرائيلي آلاف المصلين المسيحيين الذين قدموا من داخل الخط الاخضر من دخول باحة كنيسة القيامة في البلدة القديمة وفرضت حصاراً محكماً على الطرق المؤدية لها منذ ساعات الصباح وذلك لمنع المصلين من المشاركة في تظاهرة احتجاجية ضد البطريرك الذي تطالب الطائفة باقالته من منصبه. وفي اجراء لافت، اعتقلت الشرطة الاسرائيلية متري نصراوي عضو لجنة المتابعة واللجنة المؤازرة للجنة الوزارية المكلفة التحقيق في قضية صفقة بيع العقارات في حارة النصارى اثناء توجهه الى كنيسة القيامة للمشاركة في احتفال الطوائف الشرقية ب"سبت النور"الذي يلي"الجمعة العظيمة"لأعياد الفصح المجيد. ودان التجمع الوطني المسيحي في بيان له حرمان سلطات الاحتلال الاسرائيلي لآلاف المسيحيين الذين قدموا من داخل الخط الاخضر لاقامة الصلوات لمناسبة"سبت النور"في كنيسة القيامة واعتبرها جزءاً من انتهاك حق العبادة للفلسطينيين المسيحيين مثلما تمنع المسلمين منهم من الدخول الى القدس والصلاة في المسجد الاقصى المبارك. وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتدت بالضرب بأعقاب البنادق والهراوات على حشد من المصلين مساء الجمعة عندما احتجوا على وصول البطريرك الى كنيسة مار يعقوب المحاذية لكنيسة القيامة وقابلوه رافعين الاعلام الفلسطينية بالهتافات والصراخ ونعتوه ب"الخائن"وطالبوه بالخروج من الكنيسة. واصيب نحو 15 مواطناً بجروح مختلفة فيما اعتقلت الشرطة الاسرائيلية خمسة آخرين خلال الاعتداء الذي شارك فيه عدد كبير من افراد الشرطة الاسرائيلية قاموا بتأمين الحماية للبطريرك المنبوذ من قبل ابناء طائفته. وأخليت الكنيسة واغلقت في اعقاب هذه المواجهات. واحتدت المواجهة المتواصلة بين ابناء الطائفة العربية الارثوذكسية والبطريرك اليوناني في اعقاب ما كشفته صحيفة اسرائيلية من وثائق ومستندات تؤكد معرفة البطريرك واطلاعه على بيع عقارات واوقاف تابعة للكنيسة في منطقة باب الخليل ميدان عمر بن الخطاب وتأجيره أراضي عند مدخل بيت لحم لجهات يهودية لمدة 198 عاماً. وكشفت مصادر فلسطينية ان ايرينوس الاول قدم عرضاً لصاحب فندق"امبريال"الواقع في منطقة باب الخليل مبلغ مليون ونصف مليون دولار مقابل تسليمه الفندق الى الكنيسة وذلك في ما يبدو لتسهيل عملية البيع لجهات اسرائيلية وبعد ان بدأت تتكشف تفاصيل تسريب العقارات. واوضحت المصادر ان رئاسة الكنيسة قدمت عروضاً مماثلة الى اصحاب 27 محلاً تجارياً تقع في المنطقة ذاتها وتشملهم صفقة البيع. اختلاف في الاولويات وجدد التجمع الوطني المسيحي في بيان له مطالبته السلطة الفلسطينية بالاعلان عن البطريرك"شخصية غير مرغوب فيها"في الاراضي الفلسطينية واقالته من منصبه. ورفع التجمع الوطني المسيحي شعار تنحية ايرينوس الاول من منصبه على خلفية الصفقة المذكورة وارتكابه"الخيانة العظمى"ضد الكنيسة واتباعها والشعب الفلسطيني ومقدساته، بينما ترى السلطة الفلسطينية ان الاولوية في الوقت الحاضر يجب ان تكون إبطال صفقات بيع وتسريب العقارات ووقف صفقات اخرى، في اشارة الى ضلوع اطراف اخرى من بينها اليونان والاردن في هذه المسألة. وتزداد الامور تعقيداً في ظل رفض اليونان تعريب الكنيسة الارثوذكسية من خلال تعيين بطريرك عربي كما يطالب ابناء الطائفة الارثوذكسية في الاراضي المقدسة، بينما اعلن الاردن دعمه لبقاء البطريرك الحالي في منصبه.