بين "تقاطعات" عدة، تخطو كرة القدم النسائية في الدول العربية خطوات على ايقاعات مختلفة، على ان تصب في المستقبل القريب في مجرى واحد، وتقود بالتالي الى انتظام النشاط الذي ينشده الساعون اليه، وفي مقدمهم المصرية سحر الهواري، عضو اللجنة النسائية في الاتحاد الدولي والتي راقبت المباراة النهائية لمونديال ال2003 بين المانيا والسويد، رئيسة اللجنة النسائية عضو لجنة المسابقات في الاتحاد العربي. والتقت"الحياة"الهواري أخيراً في تونس على هامش اجتماعات لجان الاتحاد العربي، وصادف ذلك مع انطلاقة الدوري النسائي المحلي الذي انتظم في موسمه الأول منذ 18 كانون الأول ديسمبر الماضي، بمشاركة 12 فريقاً في الدرجة الأولى. وبات الدوري التونسي الثاني عربياً، باعتبار ان المنافسات المنتظمة انطلقت عام 1998 في مصر وببادره لافتة من الهواري شخصيا،ً بمشاركة ثمانية أندية وهو مستمر للموسم السابع على التوالي، وبعد جهود لنشر اللعبة استغرقت خمسة أعوام... وكشفت الهواري ل"الحياة"عن خطوة مؤثرة مقبلة، تتمثل بالاعداد لدوري عربي"وهناك مساع لاطلاقه مع النسخة الثالثة من دوري أبطال العرب"، وتأمل أن"تقام المباراة الأولى في اليوم ذاته وعلى الملعب ذاته لاحدى مباريات الدور الأول. وسنحاول لاحقاً أن نجد قناة تلفزيونية ترعانا، إذ يستمر الدوري العربي للسيدات أربعة أشهر، بواقع اقامة المباريات ذهاباً واياباً، وبقيادة حكام من السيدات. ويجب ألا تتأخر هذه الخطوة أكثر من سنتين". وفي اطار الترويج وخطة الانتشار، يتوقع أيضاً اقامة بطولة عربية دولية لكرة القدم الشاطئية للسيدات الصيف المقبل في الغردقة أو شرم الشيخ... اضافة الى مساعٍ لاقامة مباراة دولية بين منتخب عربي وفريق دولي في لبنان تبث وقائعها مباشرة عبر الشاشة الصغيرة. المسيرة المتنامية ومن خماسيات الصالات العربية عام 1997 التي خاضتها ستة منتخبات عربية اعتبرت مجرد تعريف باللعبة... وصولاً الى المشاركات الاقليمية والقارية وحتى بلوغ"الاعتراف"من الاتحاد العربي الذي كلّف الهواري عام 2001 الاشراف على كرة القدم النسائية، يمكن تلخيص هذه المحطات المتعاقبة بالمسيرة المتنامية. وتوضح الهواري انه من خلال موقعها في الاتحاد الدولي"يمكنني أن أنقل المعاناة وأعرض الصعوبات والظروف المحيطة، وبالتالي نعدّ القوانين والتشريعات التي تخدم المنطقة العربية... ونجحت أخيراً في الحصول على دعم واضح اذ بات يستقطع مبلغ 10 في المئة من حصة المليون دولار المخصصة كل أربع سنوات لكل اتحاد وطني. وهذه الحصة قابلة للزيادة... ولا يمكن أن ينفقها اي اتحاد الا ضمن أنشطة خاصة بكرة القدم النسائية، من هنا يتعين عليه تشكيل لجنة خاصة مطالبة باعداد البرامج وتنفيذها". وحتى تاريخه، هناك نحو 12 اتحاداً عربياً تزاول فيها كرة القدم النسائية، وغالبيتها تنظم مباريات دورية ودية للمنتخبات أو الفرق، وبعضها ينحصر العمل فيه على صعيدي الجامعات وكرة الصالات... وحتى القطاع المدرسي، حيث أطلق في لبنان نشاط ضمن الدورات والبطولات المدرسية الحالية. وفي الأسبوع الماضي، حضرت الهواري نشاطاً كروياً نسائياً لافتاً في الأردن، حيث أقيمت دورة دولية، وستجرى بطولة غرب آسيا في الصيف المقبل. والى المباراة الودية في الامارات التي أقيمت العام 2004 على هامش مهرجان التسوق، والتي جمعت منتخباً عربياً ضم لاعبات محترفات في أوروبا، وفرنسا تحديدا،ً وشاركت في صفوفه مشجعة الأميرة هيا بنت الحسين. أقيمت هذا الموسم دورة دولية ضمت منتخبات روسيا وتشيخيا ورومانيا. واختيرت لاعبة منتخب العرب المصرية دنيا علي التي تشغل مركز الليبيرو، أفضل لاعبة في الدورة، ولفتت الانظار اليها، وتلقت عروض احتراف من روسيا. وهي منضمة أساساً الى صفوف فريق غولدي المسمى"آ سي ميلان"نظراً للتوأمة التي تربطه مع النادي الايطالي الشهير. يذكر ان الاتحاد الآسيوي اعتمد خلال جمعيته العمومية التي عقدت أواخر العام الماضي في ماليزيا، البطولات القارية للصالات للسيدات ضمن برنامجه... وهناك ثلاث لاعبات عربيات شاركن ضمن منتخب العالم عقب مونديال 1999، بينهن سارة حسنين 18 عاماً... ومنتخب النجمات العالميات الثاني الذي خاض مباراة مع المانيا بطلة العالم الأخيرة، على هامش الاحتفالات بمئوية الاتحاد الدولي العام الماضي في باريس، ضم الجزائرية نعيمة العودالي المحترفة في مارسيليا، ومروة ابراهيم من غولدي، وهي خاضت دقائق المباراة ال90، وتلقت عرض احتراف من هامبورغ الألماني. بنية متينة وتعتبر الهواري"مناضلة شغوفة"من أجل نشر كرة القدم النسائية في العالم العربي، ونظراً للخدمات التي قدمتها الى اللعبة، رشحها"الفيفا"لنيل جائزة اللجنة الأولمبية الدولية للرياضة والمرأة، وهي حصلت على هذا الوسام العالمي الرفيع عام 2001 لتصبح بالتالي أول امرأة عربية تنال هذا الشرف،"ما زاد المسؤولية على عاتقي". والقطاع الميداني للنشاط لا يكتمل من دون كوادر فنية وتحكيمية عربية من السيدات، وهذا ما تصفه الهواري ب"الجناح الثاني الفاعل للعبة وضرورة للارتقاء اقليمياً وقارياً. ومنذ البداية أيقنت ان القاعدة لن تتطور في حال اقتصر الأمر على اعداد اللاعبات، أي ان تكون الكوادر سائرة في خط مستقيم... وأنا شخصياً أدرك أهمية التحكيم، فوالدي كان الحكم الشهير عزت الهواري وهو الذي حببني بهذا السلك، وأصبحت لاحقاً أول حكم سيدة في مصر". وتلفت الى ان النشاط التحكيمي النسائي"بدأ هناك عام 1997، ثم توسع الى دول المغرب العربي، والى الأردن عام 2000، وعندهم حالياً نحو 20 حكماً سيدة. وفي كل من لبنان والبحرين نحو 15 حكماً".