تواصلت الاحتفالات بإعلان قداسة الطوباوية اللبنانية رفقة، في الفاتيكان، لليوم الثاني على التوالي، بعدما أعلن البابا يوحنا بولس الثاني قداستها أمس في احتفال ديني حاشد حضره آلاف اللبنانيين، من لبنان ودول الاغتراب، تتقدمهم السيدة اندريه لحود ممثلة رئيس الجمهورية ووفد ضم النواب بطرس حرب وسايد عقل وعباس الهاشم ممثلاً المجلس النيابي والوزير بيار حلو ممثلاً رئيس الحكومة، إلى عدد من الوزراء والنواب والشخصياتة. والتقى البابا يوحنا بولس الثاني ظهر أمس الوفود المشاركة في الاحتفالات. وحيا البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير والأساقفة والمطارنة والكهنة والرهبان والراهبات، وممثلي السلطات. وقال ان القديسة رفقا "تشكل رافداً لفرح عميق للكنيسة وخصوصاً لجميع المسيحيين اللبنانيين". وأضاف، في كلمته التي خص بها الوفد اللبناني في قاعة البابا بولس السادس: "في منطقة الشرق الأوسط التي تتخبط مرة في صراعات دموية ومرة أخرى بعذابات غير مشروعة، فإن شهادة هذه الراهبة اللبنانية تبقى مصدر ثقة لجميع المتألمين والمعذبين، لأنها عاشت في وحدة وهي قادرة على ألا تفقد الأمل بالانسان". وقال إن رفقا "أصبحت رمزاً فاعلاً"... مشيراً الى الأمل "بحياة جديدة لدى جميع الناس ذوي الارادة الطيبة". وتحدث البابا عن "اختيار القديسة رفقا للألم". وقال: "فليجد المرضى والمتألمون ومهجرو الحرب وضحايا الحقد، الماضي والحاضر، في القديسة رفقا درب شفاعتها، لمواصلة البحث في الظلام عن أسباب الأمل أيضاً، والسعي الى السلام". وكان صفير ترأس قبل ظهر أمس قداساً في الفاتيكان، قال فيه: "ان ما من شك عندنا في أن اعلان قداسة رفقا جاء في الموعد الذي أراده الله أنسب ما يكون الينا، فألهم قداسة البابا توقيته في هذه المرحلة الصعبة بالنسبة الينا والى أبناء المنطقة، التي تجتاحها موجة من العنف يوماً بعد يوم". وسأل الله "أن ينعم على لبنان، ليبقى منبتاً للقديسين والقديسات، ووطن الايمان بالله وبالحرية المسؤولة والقيم الانسانية، وهو سيد حر مستقل، وان ينعم على المنطقة بالطمأنينة والازدهار والسلام". ورأى رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال موسى الأول داود أن الآلام التي عاشتها رفقا تشبه ما عاناه لبنان. وقال إنها لم تعد اليوم ملك رهبنتها وطائفتها ووطنها وحدها، "بل أصبحت للبنان والعالم العربي والشرق والغرب... وأن الدرس الذي تعطينا إياه هو أن نتجاوز حدود طوائفنا وخصوصياتنا، وأن نرى لبنان جزءاً من عالم أوسع". وكان صفير حضر جانباً من اجتماع للاتحادات والروابط المسيحية المارونية في الانتشار، عرض سبل التنسيق بينها.