توالت ردود الفعل على انتخاب الكردينال الألماني جوزف راتزينغر بابا جديداً، ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهانيه للبابا بينيدكت السادس عشر، آملاً"مواصلة حوار سياسي بناء"، مضيفاً"إن روسيا تود مواصلة حوار سياسي بناء وتحرك مشترك مع الكرسي الرسولي بغية المساعدة على حل المشكلات العالمية وتوطيد الخير والعدالة والإنسانية". من جهة أخرى، قدم البطريرك اليكسي الثاني رئيس الكنيسة الارثوذكسية الروسية التهنئة لبابا الفاتيكان الجديد، وطالبه بالمساعدة في توحيد الكنائس المسيحية في العالم المنقسمة منذ الف عام. من جهته، طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من البابا الجديد تغيير موقفه الرافض لانضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي. وأوضح أردوغان أن رأي الكاردينال راتزينغر قبل اختياره بابا تعبر عن وجهة نظر شخصية. وتوقع أردوغان أن تكون تصريحات البابا في المستقبل"مختلفة تماماً"مؤكداً أن مهمات المنصب والمسؤولية تتطلبان ذلك. وانتقدت معظم الصحف التركية اختيار البابا الجديد، ووصفته بأنه خصم لتركيا. وفي إسرائيل، جرى ترحيب بانتخاب البابا الجديد. وقال حاخام تل أبيب حاخام اسرائيل الأكبر سابقاً اسرائيل لاو:"هو معروف بأنه صديق للشعب اليهودي، اصلي وآمل ان يتبع خطى البابا يوحنا بولس الثاني". وتوقعت الصحف الاسرائيلية ان يواصل البابا الجديد التقارب مع اسرائيل واليهود، مذكرة بأن البابا بينيدكت السادس عشر زار اسرائيل مرات عدة، بما فيها زيارة لإقامة علاقات ديبلوماسية بين هذه الدولة والفاتيكان. من جهته، أكد رئيس المؤتمر اليهودي العالمي اسرائيل سينجر أن البابا الجديد"أرسى أسس لاهوت جديد أتاح خلال 20 عاماً تغيير ألفي سنة من العلاقات بين اليهود والمسيحيين". وهنأ الرئيس السوري بشار الأسد البابا بينيدكت السادس عشر، وأكد له حرصه على"متابعة العمل من اجل السلام والعدل في العالم ونشر المحبة بين الشعوب والحوار المثمر بين الديانات والحضارات". وفي لبنان، أرسل الرئيس اللبناني إميل لحود برقية تهنئة مماثلة قال فيها"إن لبنان بمسيحييه ومسلميه، الذي تربطه بالكرسي الرسولي أعمق علاقات الصداقة والتعاون، يؤكد لقداستكم مواصلة السير في القناعة التي ارتضاها لنفسها أن يكون وطن الرسالة والحوار بين الديانات والثقافات". و بعث رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برقية تهنئة للبابا، أعرب فيها عن أمله في أن ينجح في مهمات منصبه ومساعيه لمواصلة الحوار بين العقائد والثقافات المختلفة.وأرسل الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم برقية مماثلة إلى البابا الجديد. كما أرسل الشيخ جابر الاحمد الصباح رئيس دولة الكويت اليوم رسالة تهنئة للبابا نيابة عن الشعب الكويت. بدوره، رحب ملك الاردن عبد الله الثاني بانتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية معرباً عن الامل في"المضي قدما واستكمال المسيرة"التي قادها سلفه. وفي الرباط، تمنى العاهل المغربي محمد السادس على البابا الجديد تكريس جهوده لإشاعة قيم الحرية والسلام وثقافة الحوار بين الأديان.ولم يخف قادة الكنيسة في الفيليبين التي هي أضخم بلد كاثوليكي في آسيا رغبتهم في أن يواصل البابا الجديد النهج المحافظ لسلفه الذي زار الفيليبين مرتين. وقال السكرتير العام لمؤتمر الهند الديني ماني ميكونيل، إن الفاتيكان لم يقدر بصورة كاملة الحوار بين الأديان الذي بدأته الكنيسة في بلاده. وفي كوالالمبور، رحب رئيس وزراء ماليزيا عبدالله أحمد بدوي بالبابا الجديد، وعبر عن أمنياته أن يستمر البابا الجديد في جهود سلفه البابا يوحنا بولس الثاني لتعزيز الفهم المتبادل بين العالمين الاسلامي والمسيحي. بدورها، قدمت الصين التي لا تعترف بالفاتيكان التهنئة للبابا الألماني، إلا أنها دعت دولة الفاتيكان إلى قطع العلاقات مع تايوان. واستقبل الكاثوليك الأفارقة تنصيب راتزينغر بابا بنوع من القبول والترحيب على رغم آمالهم في انتخاب بابا من القارة السمراء. وفي أميركا اللاتينية التي كانت تأمل بدورها في أن يكون أحد أبنائها هو البابا الجديد هذه المرة أثار اختيار راتزينغر الانقسام. وعاقب راتزينغر أساقفة أميركا اللاتينية الذين ساندوا ما عرف باسم"لاهوت التحرير"المتأثر بالماركسية في مكافحة الظلم الاجتماعي والأنظمة العسكرية خلال السبعينات والثمانينات. ألمانيا: احتفالات بلغت ذروتها في بافاريا وفي ألمانيا، عمّت الفرحة الألمان عموماً، والبافاريين خصوصاً، بعد انتخاب كاردينال ألماني خليفة للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني أول من أمس، هو الكاردينال جوزيف راتزينغر اليد اليمنى للحبر الأعظم الراحل والرجل القوي في الفاتيكان. والبابا الجديد هو الألماني الثاني الذي ينتخب رئيساً للكنيسة الكاثوليكية منذ 482 سنة والثامن في تاريخ الفاتيكان، إذ حمل الاخير اسم البابا هادريان وتوفي عام 1523 بعد سنة واحدة على تنصيبه. ومنذ لحظة إعلان اسم البابا الجديد، أقيمت في مختلف أنحاء ألمانيا القداديس وتليت الصلوات في الكنائس الكاثوليكية، وبدت ملامح الفخر على وجوه الكثيرين، من دون أن تغيب مشاعر القلق والتشاؤم والترقب التي أبداها منتقدو الكنيسة الكاثوليكية خلال السنوات الماضية، ورأوا في انتخاب البابا الجديد تجذيراً للنهج المحافظ الذي اختطه البابا الراحل في المسائل اللاهوتية والكنسية الداخلية والتي لم يكن راتزينغر بعيداً منها. وملأ الفرح الشديد ولاية بافاريا الكاثوليكية، وبصورة خاصة سكان قرية"إن"التي ولد فيها في 16 نيسان أبريل 1927 والتي شهدت منذ أمس غزواً مفاجئاً من جانب محطات التلفزة الداخلية والأجنبية. وحملت جميع الصحف الالمانية من دون استثناء نبأ انتخاب بابا ألماني وصوره على صفحاتها الأولى مع سرد مفصل لسيرة حياته ودراسته الجامعية وتسلق سلم الدرجات الكنسية وردود الفعل على انتخابه. وأرسل المستشار الألماني غيرهارد شرودر والرئيس هورست كولر ورؤساء الأحزاب الالمانية برقيات تهنئة إلى البابا المنتخب، متمنين له النجاح في منصبه الجديد"كجسر أعظم للمسيحيين الكاثوليك في العالم، وخير خلف لسلفه".