رحبت السلطة الفلسطينية باعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة، بعد محادثاته مع نظيره المصري حسني مبارك، مبادرة لعقد مؤتمر دولي في موسكو الخريف المقبل، بمشاركة كل الدول المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط واللجنة الرباعية. وقال بوتين:"المؤتمر الدولي الذي نقترحه ينبع من ضرورة تحريك عملية السلام"، مشيراً الى انه يبحث في"جدول اعمال الاجتماع ومستواه". وفيما نبّه بوتين إلى أنه سيناقش هذه"المسألة"في اسرائيل التي وصل اليها مساء امس مع رئيس الوزراء آرييل شارون، ردت حكومة الأخير بحذر على مبادرة الرئيس الروسي في انتظار معرفة تفاصيلها، بينما أعلن البيت الأبيض انه يتحفظ بشدة. وقال مبارك رداً على سؤال في المؤتمر الصحافي المشترك مع بوتين ان رئيس الوزراء الاسرائيلي"يجب ألا يتخلى أبداً عما اتفق عليه مع أبو مازن في شرم الشيخ". راجع ص4 وأبدى الرئيس المصرى تشاؤماً باستمرار العنف في العراق قائلاً:"لا أرى له نهاية وستستمر دوامته ... ولو خرجت القوات الاميركية الآن من دون تشكيل قوات للجيش والشرطة العراقيين، سيكون الأمر كارثة"، داعياً القوات الاميركية الى"البقاء خارج المدن". وزاد:"يجب حل المشكلة الفلسطينية كي نتفادى العنف في العراق". أما بوتين فأعرب عن قلقه من استمرار العنف ونموه في العراق، مشيراً الى وجود"مرتزقة أجانب هناك"، ومؤكداً ضرورة التوصل الى اتفاق على المواعيد والشروط لسحب القوات الاجنبية من العراق عن طريق انشاء الجيش والشرطة والمؤسسات وإعادة هيكلتها. وعن مبادرة بوتين قال الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف:"نريد ان نستمع الى فكرته منه شخصياً، نحن وافقنا على فكرة عقد مؤتمر كما تنص المرحلة الثانية من خريطة الطريق، لكننا لم ندخل بعد في خريطة الطريق". وعلى رغم التظاهر الاسرائيلي الرسمي بأن الزيارة التي بدأها الرئيس الروسي للدولة العبرية أمس"بالغة الأهمية"قللت محافل سياسية اسرائيلية من شأنها وحصرت أهميتها في مجرد حصولها. ورأت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان شارون لن يتجاوب مع تطلع موسكو الى لعب دور حقيقي في الشرق الأوسط، على خلفية إصراره على أن تكون الولاياتالمتحدة اللاعب الرئيسي والوحيد في المنطقة. واشارت الى خلافات مع روسيا يتعلق ابرزها بتعاون موسكو مع طهران في المجال النووي. ورحب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني وزير الاعلام نبيل شعث بمبادرة بوتين، وقال ان الرئيس محمود عباس سيبلغ هذا الترحيب الى الرئيس الروسي عندما يستقبله غداً في رام الله.