شارك رئيسا وزراء أستراليا جون هاورد ونيوزيلندا هيلين كلارك وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز أمس، في إحياء ذكرى نزول القوات الأسترالية والنيوزيلندية المتحالفة أنزاك في معركة غاليبولي في تركيا في الحرب العالمية الأولى وإطلاق تلك القوات حملة مدمرة كانت تهدف إلى وضع مضيق الدردنيل الذي تسيطر عليه تركيا تحت سيادة البحرية البريطانية. وكان أربعة آلاف جندي من وحدات الجيش الأسترالي والنيوزيلندي خاضوا معركة رهيبة عند حافة شبه الجزيرة النائية تلك في غرب تركيا في 25 نيسان أبريل 1915 في إطار ما يعرف بحملة غاليبولي. غير أن الحلفاء الذين كانوا يهدفون لاحتلال اسطنبول، عاصمة الدولة العثمانية، فشلوا في دحر المدافعين الأتراك وأعقبت ذلك حال من الجمود استمرت لوقت طويل وأريقت خلالها دماء الكثيرين من دون أن يتمكن أي جانب من حسم المعركة لصالحه. ومع مرور السنين أصبح ينظر من جانب البعض إلى غاليبولي على أنها كانت حملة أسترالية ونيوزيلندية. وانضم 15 ألفاً من الأستراليين والنيوزيلنديين والأتراك للمشاركة في أضخم احتفال بالمعركة الشرسة التي أجريت قبل 90 عاماً ومهدت الطريق لميلاد ثلاث دول. واجتمعت عائلات قدامى المحاربين في سيدني لتخليد"يوم أنزاك"لتكريم من لقوا حتفهم في معركة الثمانية أشهر التي كان هدفها السيطرة على اسطنبول. وقال هاورد وهو يقف أمام بحر إيجيه:"أولئك الذين حاربوا هنا، غيروا إلى الأبد الطريقة التي كنا نرى بها العالم وأنفسنا". وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية:"من يزور ميدان المعركة في غاليبولي يسير فوق أرض أرتوت بدماء الجنود فهي أرض مقدسة". ويقول كثير من المؤرخين إن صعود القومية الأسترالية بدأ على أثر حملة غاليبولي. وتحول يوم أنزاك إلى موسم حج سنوي لكثير من السياح الشبان من أستراليا. وزار الأمير تشارلز شاطئ جنوب غاليبولي الذي شهد أكبر الخسائر بين الجنود البريطانيين والإيرلنديين. وتشكل غاليبولي أول معركة تخوضها قوات أستراليا ونيوزيلندا تحت علمي البلدين. كما أدت المعركة إلى بروز نجم كمال أتاتورك الضابط التركي الذي قاد المقاومة التركية، وأسس في وقت لاحق الدولة التركية الحديثة التي قامت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية. واحتفلت مجموعة صغيرة من الجنود الأستراليين المتواجدين في العراق بالمناسبة عبر إقامة قداس. وأسفرت محاولة السيطرة على المدينة الواقعة شمال غربي تركيا عن مقتل عشرة آلاف جندي من قوات"أنزاك"وإصابة ضعف هذا العدد بجروح. وفقدت بريطانيا أكثر من 21 ألفاً وفرنسا نحو 8 آلاف و700 جندي. وخسرت تركيا ثلاثة أمثال المقاتلين من الجانب الآخر.