تصدر الزعماء وكبار الشخصيات من استراليا ونيوزيلندا وتركيا جمهوراً قدّر بآلاف في مراسم أجريت فجر أمس شمال خليج غاليبولي بتركيا لإحياء الذكرى المئوية لإحدى المعارك الأكثر دموية خلال الحرب العالمية الأولى عام 1915، حين قتل أكثر من 130 ألف شخص بينهم 87 ألفاً من جنود السلطنة العثمانية التي تحالفت مع ألمانيا في هذه الحرب. وتركياواستراليا حليفتان اليوم في وجه تهديد عنف التشدد الإسلامي. ولا تزال الأجيال في استراليا ونيوزيلندا ترثي مقتل آلاف الجنود من فرقتي «انزاك» اللتين مزقتهما نيران الرشاشات العثمانية لدى محاولتهم الوصول الى شاطئ ضيق. وقال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت للحشود بعدما وضع مع رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز أكاليل الزهر عند نصب تذكاري في الخليج الذي تحوّل مزاراً: «مع ولادة كل جيل منذ تاريخ معركة غاليبولي نقف هنا لأننا نعتقد بأن فرقتي انزاك تمثلان الأستراليين في أفضل حالاتهم». وفي غاليبولي، قاتل الجنود الأستراليون والنيوزيلنديون للمرة الأولى جنباً إلى جنب تحت علمي البلدين، ما شكل بحسب الذاكرة الوطنية محطة بلوغ الدولتين سن الرشد للخروج من عباءة الامبراطورية البريطانية. وقال رئيس الوزراء النيوزيلندي: «بالنسبة لنا غاليبولي هي لفظ مرادف لأفضل ما يميز الأستراليين والنيوزيلنديين، خصوصاً حين يعملان جنباً إلى جنب عند المحنة». وبالنسبة الى تركيا، شكلت المعركة محكاً وطنياً، إذ شهدت بدء سطوع نجم مصطفى كمال أتاتورك الذي قاد كضابط شاب الدفاع عن غاليبولي وصد هجوم الحلفاء، ثم أسس لاحقاً تركيا الحديثة، وبنى جمهورية علمانية على أنقاض الامبراطورية العثمانية. وفي استراليا، أجريت مراسم الذكرى التي حضرها حوالى 120 ألف شخص وسط إجراءات أمن مشددة، خصوصاً بعد دهم الشرطة مواقع في مدينة ملبورن الأسبوع الماضي، واعلنت احباط هجوم كان سيستهدف مراسم هذه المناسبة. وتجمع عشرات الآلاف في منطقة مارتن بليس في سيدني، قرب مقهى قتل فيه مسلح ورهينتان في هجوم ارهابي نفِذ العام الماضي. وفي خطاب مؤثر امام نصب ذكرى الحرب في كانبيرا، قال قائد الجيش الاسترالي ديفيد موريسون: «كان هؤلاء الجنود مستعدين ليهبوا حياتهم من اجل قناعاتهم، وكانوا مثلنا معرضين للخوف واليأس». وفي نيوزيلندا، شارك 30 ألف شخص في مراسم إحياء الذكرى في ولنغتون التي حضرها الحاكم العام جيري ماتيباراي قبل ان ينضم اليه نظيره الاسترالي بيتر كوسغروف.