أفادت مصادر متطابقة أن قوات الأمن الجزائري تحقق مع شخص لم يكشف اسمه تمكن، الأربعاء الماضي من التسلل إلى مطار هواري بومدين الدولي في ظروف غامضة. وهذا الحادث هو الأول من نوعه الذي يشهده المطار منذ خطف طائرة"ايرباص"تابعة للخطوط الفرنسية اير فرانس نهاية العام 1994. وقال عاملون في المطار، في اتصال مع"الحياة"، أن الشخص تمكن من الوصول إلى المدرج بعيد وصول رحلة من عاصمة أوروبية. وقبض عليه رجال الامن، بعد بلاغ من العاملين في المطار، وبدأ التحقيق معه لمعرفة كيفية وصوله الى المدرج. ويأتي الحادث الذي وصفه مراقبون بانه يشكل انفلاتا أمنيا غير مسبوق في الوقت الذي تسعى فيه السلطات الى إقناع شركات الطيران الأجنبية بجدوى التدابير الامنية التي وضعتها منذ سنوات. ولوحظ ان السلطات لم تتحدث رسميا عن الحادث. ويعتقد بأن ذلك يعود إلى رغبتها في تجنب مضاعفاته على بعض شركات الطيران الأجنبية التي ما تزال تتردد في تسيير خطوط لها الى الجزائر. وتعتبر مصالح الأمن الوطني التابعة لوزارة الداخلية الجهاز الأول الذي يشرف على أمن المطار وحركة الأشخاص فيه ويخضع له جميع العاملين في المطار. وكانت شركة"إيرفرانس"و"بريتيش إيرويز"البريطانية عاودتا نشاطهما في الجزائر قبل عامين، بعدما قدمت السلطات الجزائرية ضمانات في شأن الوضع الامني في مطار العاصمة، الوحيد الذي تحط فيه شركات الطيران الأوروبية. ويعتقد عاملون في المطار أن الشخص قد يكون تسلل من منفذ قرب ورشة بناء في المطار الجديد، غرب المطار الحالي. وعلى الرغم من وجود خمسة حواجز أمنية بين الورشة والمدرج، تمكن المعتقل من التسلل، مما يرجح احتمال وجود متواطىء او اكثر معه داخل المطار. ومنذ الأربعاء عززت مصالح الأمن الوطني من الإجراءات الأمنية وشددت المراقبة على المداخل الأربعة للمطار وحصرت حركة الدخول والخروج في مدخل واحد يخضع لرقابة صارمة. كما تم بالمقابل تغطية بعض الأبواب والمداخل بالأغطية الحديدية لمنع رؤية أرضية المطار وتحركات قوات الأمن بها.