تركّزت الأضواء الإعلامية الفرنسية امس على القرار البريطاني وقف رحلات اسطول "الكونكورد" لشركة "بريتش ايرويز" بعد كارثة كونكورد "اير فرانس" التي أدت الى مقتل 115 شخصاً قرب مطار شارل ديغول الفرنسي في بلدة غونيس. وجاء قرار مديرية الطيران البريطاني، اول من امس، بسحب شهادة طيران "الكونكورد" من طراز فوق الصوتي، بعد حصولها على معلومات من المحققين الفرنسيين بشأن الكارثة تؤكد وجود مخاطر في اطارات طائرات "الكونكورد". وأكد وزير النقل الفرنسي جان كلود غيسو، أمس، ان القرار الفرنسي وقف اسطول كونكورد منذ كارثة غونيس أواخر تموز يوليو، يعود الى عدم توافر العوامل الكافية للسماح باستمرار الرحلات الجوية واعطاء الشهادة بقدرة "الكونكورد" على معاودة طيرانها. واضاف غيسو انه كان يتوقع ان تتخذ بريطانيا موقفاً مماثلاً لذلك. وقال الوزير الفرنسي في حديث صحافي لجريدة "ليبراسيون" انه غير متشائم بالنسبة لعودة طيران "الكونكورد" في فرنسا، ولكن ينبغي ان تكون هناك ضمانات لأمن طيرانها. وقال "اذا لم تحلّ المشكلة المتعلقة بمدرج الهبوط وبالحفاظ على الاطارات وخزانات الوقود فعندئذ لا يمكن اعطاء شهادة جديدة لكونكورد بالطيران". لكنه رفض التكهن بأن هذه نهاية رحلات الطيران فوق الصوتي "اذ ان السفر بأسرع وقت مطلوب اكثر فأكثر، والكونكورد لا تزال امامها 7 او 8 سنوات ولديها قدرات، لكن ينبغي ان تعود الى وضع يمكنها من الطيران مع الضمانات المتعلقة بالمشاكل التي تطرأ عليها". وشهدت "الكونكورد" خلال 25 عاماً حوادث تقنية عدة كانت بدرجة خطورة متفاوتة، لكنها لم تشهد كارثة كالتي وقعت أخيراً. وذكّرت اوساط الطيران ببعض هذه الحوادث التقنية، منها ظهور تشققات على جانحي طائرات ل"بريتيش ايرويز" من طراز كونكورد في تموز الماضي، والهبوط الاضطراري لطائرتي كونكورد للشركة البريطانية ذاتها في 30 كانون الثاني يناير 2000، احداهما كانت عائدة من بربادوس الى مطار هيثرو. أما الاخرى فأقلعت من هيثرو ثم اضطرت للعودة بعدما دقّ الانذار في قمرة القيادة بوجود حريق على الطائرة. وفي 28 تشرين الثاني نوفمبر 1978 تحطمت كونكورد تابعة لشركة "ايرفرانس" لدى هبوطها في داكار ولم يتسبب ذلك الا بذعر لدى الركاب. وتقول اوساط الطيران ان شهادة الطيران لكونكورد هي وثيقة ذات سلطة كبيرة تتطلب 5000 الى 6000 ساعة طيران تجربة قبل ان تحصل الطائرة عليها، اما سحب الشهادة فيسبب مشكلة ثقة تؤثر في مستقبل الطائرة نفسها. 1